مواضيع

الأعداء الخارجيين

العدوّ الخارجي يعني ذاك الذي يستهدف من خارج الهدود وبأنواع الأسلحة كيان نظامٍ معيّن مع فكره وبنيته العقائدية وقوانينه وكلّ متعلّقاته، وقد شاهدتم ذلك في نظام الجمهورية الإسلاميّة بأمّ العين وقد صرّحوا قائلين أن «نحن نسعى للإطاحة بنظام الجمهورية الإسلاميّة». كان هناك أعداء من الخارج قرّروا أن يطيحوا بهذا النظام. ما الذي يعنيه من الخارج؟ لا من خارج البلد. من خارج النظام وإن كانوا داخل البلد.[1]

وعناصرهم حاضرون في الداخل أيضاً؛ هؤلاء أيضاً في عداد العوامل الخارجيّة. عندما أتحدث عن العوامل الخارجيّة، أقصد أيضاً أولئك الذين يستلهمون منهم ويعملون في الداخل ضدّ الثورة الإسلامية، أو يخطّون بقلمهم، أو يتآمرون، أو يوجهون ضربات اقتصاديّة وسياسية.[2]

أينما شهد هذا العالم صحوة شعبٍ من الشعوب، وأينما نشأت حكومة واعية، وشعبٌ يفكّر بتأمين مصالحه وقطع أيدي المتغطرسين، يعمل الجهاز المركزي العالمي الذي يسعى للسلطة -وهو يضمّ مجموعة من هؤلاء المستثمرين الكبار والصهاينة- على إبعاد ذاك المركز، وذاك المحور وتلك الحركة عن طريقه. وهم ينجحون في ذلك في أحيان كثيرة، وفي بعض الحالات يفشلون، كما أنّهم واجهوا الفشل فيما يخصّ الشعب الإيراني والثورة الإسلاميّة بفضل إرادة الشعب وإيمانه والنماذج الخالدة التي أبرزها شعبنا من شباب مكافح وتقيّ، ولا زالوا يواجهون الفشل حتى اليوم.[3]

مراكز العداء مع الشعب الإيراني

أين هو الوكر الأصلي للتآمر ضد الشعب الإيراني؟ ليست الإجابة عن هذا السؤال بصعبة. منذ أربعة وثلاثين عاماً متى ما ذُكرت كلمة «العدو» ينصرف ذهن الشعب الإيراني إلى الحكومة الأمريكية. لا بأس أن يتنبّه الساسة الأمريكان لهذه النقطة ويفهموها، وهي أن الشعب الإيراني طوال أكثر من ثلاثين عاماً شهد أموراً ومرّ بمراحل وأطوار جعلته ما أن تُذكر كلمة العدو حتى ينصرف ذهنه إلى أمريكا. هذه مسألة على جانب كبير من الأهمية لحكومةٍ تريد أن تحفظ سمعتها وماء وجهها في العالم. إنها قضية جديرة بالاهتمام والتدقيق. عليهم أن يركزوا على هذه النقطة. هنا مركز التآمر وأساس العداء.

طبعاً هناك أعداء آخرون لا نعدّهم من الدرجة الأولى، هناك العدو الصهيوني، لكن الكيان الصهيوني ليس بمستوى يسترعي النظر في صفوف أعداء الشعب الإيراني. أحياناً يُهدّدنا زعماء الكيان الصهيوني بالهجوم العسكري، ولكن أعتقد أنهم يعلمون، وإن كانوا لا يعلمون فليعلموا أنه إذا صدرت عنهم حماقة، فإن الجمهورية الإسلامية سوف تسوّي «تل أبيب» و«حيفا» بالتراب. والحكومة البريطانية الخبيثة أيضاً تعادي الشعب الإيراني، وهي من الأعداء التقليديين والقدماء للشعب الإيراني، لكن الحكومة البريطانية تمارس دور المكمّل لأمريكا في الساحة. الحكومة البريطانية ذاتها لا استقلال لها من نفسها حتى يعتبرها الإنسان عدواً مستقلاً، بل هي تابعة لأمريكا.

وبعض الحكومات الأخرى لها عداؤها أيضاً. وأرى من المناسب هنا أن أقول: إن ساسة الحكومة الفرنسية أبدوا في السنوات الأخيرة حالات عداء واضحة تجاه الشعب الإيراني. هذا عدم وعي من الساسة الفرنسيين. الإنسان العاقل وخصوصاً السياسي العاقل يجب ألا يندفع أبداً لتبديل طرفٍ ليس بعدوّ له، إلى عدوّ له. لم تكن لنا مشكلة مع الحكومة الفرنسية ومع بلد فرنسا، طوال التاريخ، ولا في الحقبة الراهنة، لكن السياسة الخاطئة التي بدأت في زمن ساركوزي، ولا تزال الحكومة الحالية أيضاً تواصل نفس الطريق للأسف، هي معاداة الشعب الإيراني. نعتقد أن هذه ممارسات خاطئة، وأعمال يعوزها التدبير والتعقل، وخطوات غير مدروسة.

حين يتحدث الأمريكان يقولون: «المجتمع العالمي». يسمّون عدد قليل من البلدان «المجتمع العالمي»، وعلى رأسهم أمريكا، ومن خلفها الصهاينة والحكومة البريطانية وبعض الحكومات الصغيرة الأخرى! المجتمع العالمي لم يكن أبداً في صدد معاداة إيران والإيراني وإيران الإسلامية.[4]

أهمية مواجهة الأعداء الخارجيين

1-    خطر ظهور العدو الداخلي مع وجود العدو الخارجي

ما دام العدوّ الخارجيّ نشطاً في تصدّيه للإسلام والجمهورية الإسلاميّة، سيكون خطر خروج العدوّ الداخلي موجوداً بشكل دائم، وإنّ مسؤولي النظام الإسلامي في إيران يعتبرونه خطراً كبيراً بالقوّة وخطراً حقيقيّاً أيضاً. ما نُسمّيه «هجوم العدوّ الثقافي» وندعو باستمرار شعبنا الواعي والشباب أكثر من الجميع للتصدي له، يتمثّل في الجهود الشاملة التي يبذلها أعداؤنا مستخدمين كلّ الوسائل الإعلاميّة والخبريّة والسياسية والأمنية من أجل تحفيز هذا العدوّ الداخلي.[5]

2-    الاستفادة من الضعف الداخلي وتقويته من خلال العدو الخارجي

إنّ خطّة العدو الخارجي هي: استخدام كل هذه الإمكانات وتكريسها لمواجهة النظام في الداخل. إنني كلّما حذّرت في حديثي من مؤامرات الأعداء، فإن البعض يستاؤون ويقولون: لماذا تتحدّث عن العدو الخارجي دون الإشارة لقضايانا ومشاكلنا الداخلية؟! فلابدّ إذاً من التوضيح.

إنّ العدو الخارجي إذا لم يضع نصب عينيه مشاكلنا ومعضلاتنا ونقاط ضعفنا في الداخل لَما كان بوسعه السيطرة والنفوذ؛ وهذا شيء واضح وبديهي، قد أشرنا إليه مراراً.

إنّ نجاح العدو الخارجي، يأتي في الأساس عند وجود نقاط ضعف وفراغ في الصفوف الداخلية للنظام؛ أي داخل البلد وفي أوساط المجتمع، وهو ما لا شك فيه، غير أنه لا يمكن تجاهل هذا العدو الخارجي؛ لأنه يستغل كافة نقاط الضعف هذه بقدر ما يستطيع.

إنّ أحداً لن يطري مجتمعاً وإنساناً والأكبر منهما مسؤولاً فيما لو تجاهل العدو الخارجي وتعامى عن خططه ومساعيه، وتناسى استغلال هذا العدو لنقاط الضعف؛ من أجل النفوذ والتغلغل في الداخل.

نعم، إنّ العدو الخارجي هو حقيقة لا مراء فيها، غير أنه يستغل نقاط الضعف لدينا. وإنّ العدو الخارجي ستخيّب آماله إذا ما استطعنا واستطاع النظام الإسلامي التغلّب على نقاط الضعف في الداخل، ولكن عندما يشنّ العدو الخارجي هجوماً فلابدّ من المواجهة العاجلة والسريعة. ولنفرض أنّ العدو هاجم حدودنا -كما هو شأن الحرب العسكرية- فإن واجبنا الأول هو: أن نهبّ لمواجهته وصدّ هذا الهجوم، ولا مجال هنا لأن نجلس ونقول: ترى لماذا قام هذا العدو بمهاجمة حدودنا، ولربما قمنا بما أغضبه فثار علينا، أو لعلّنا انتهكنا بعض المجالات مما أثار حنقه علينا؟! لأن الوقت ليس وقت مناقشة هذه الأمور.

فكيفما كان السبب، وأيّاً كانت نقطة الضعف، فلابدّ لنا أولاً: أن نصدّ الهجوم، ثم نأتي بعد ذلك لمناقشة الوضع وبحث هذه القضايا.[6]

الأهداف الأساسية للعدو

نفي حكومة الإسلام

إنّ الهدف الأساسي للعدو أيها الأعزاء -سواء العدو الخارجي أو العدو الداخلي المزدوج الشخصية والمنافق- هو نقض الحكومة الدينية والحكومة الإسلامية؛ فهذا هو أصل القضية بالنسبة لهم، وإنهم لن يرضوا بأقل من ذلك! إنهم يعلمون بأنه مادامت السلطة في يد الدين ورهن الأحكام الدينية، ومادامت قوانين مجلس الشورى الإسلامي مطابقة للدين، ومادام الدستور قائماً وهو مطابق للدين، فإنهم لن يستطيعوا تحقيق مآربهم في هذا البلد؛ فمادام المسؤولون متمسّكين بالأسس الدينية والإسلامية والفقهية فإنهم لن يبلغوا آمالهم، إنهم يريدون القضاء على هذا الالتزام، فهذا هو الهدف، وإنهم يريدون تكرار تلك التجربة التي حدثت في صدر الإسلام.[7]

إسقاط الثورة، تغيير السيرة والنفوذ

الأهداف التي كانوا يسعون لها هي بالدرجة الأولى إسقاط الثورة ونظام الجمهورية الإسلامية. كان هدفهم الأول الإسقاط. وهدفهم الثاني هو أنه إذا لم يتحقق إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية‌ فسيسعون لمسخ الثورة واستحالتها، فتبقى صورة الثورة‌ ويزول باطنها وسيرتها وروحها. حاولوا الكثير في هذا المجال، وكان آخر مسرحياتهم التي عرضت على الخشبة فتنة‌ عام 88. كانت في الحقيقة مسعى من المساعي. ووقع البعض في الداخل أسرى هذه المؤامرة بسبب حب الذات وحب المناصب وما إلى ذلك من الأمراض النفسية الخطيرة. وقد قلت مراراً إن المخطط والمصمم والمدير كان ولا يزال خارج الحدود. وقد تعاونوا معهم في الداخل، بعضهم عن علم والبعض الآخر عن غير علم. هذا هو الهدف الثاني.

وكان الهدف الثالث ولا يزال هو أنه لو بقي النظام الإسلامي فيمكن دس عناصر من ضعيفي النفوس فيه، والاستفادة منهم، وجعلهم أطرافه الأصليين الذين يتعامل معهم في خصوص قضايا البلاد. وبالتالي يريدون أن يكون هناك نظام لا يمتلك القدرة الكافية، ويكون ضعيفاً ومطيعاً -المهم هو أن يكون عميلاً ومطيعاً- ولا يقف في وجه أمريكا.[8]

الحرب الناعمة وهذا تعبيرٌ الأوروبيّين ولم يكن سيّئاً على كلّ حال، ونحن أخذناه منهم وهو يشير إلى حقيقة مهمّة. وبرأيي يجدر بأن يفكّر المهتمّون، أصحاب الدوافع والهواجس بشأن قضيّة الحرب الناعمة. الحرب الناعمة حربٌ في واقع الأمر، شأنها شأن كلّ الحروب الصلبة في العالم؛ وأهداف الحرب الناعمة هي نفس أهداف الحرب الصلبة لكنّها أشمل وأعمل. فلتفرضوا أنّ بلداً هاجم بلداً آخر من أجل أن يسلب منه أرضه، ولكي يسلب منه حكومته ولكي يغيّرها خدمة لمصالحه وأمثال هذه الأمور؛ كلّ هذه الأهداف تُتابع في الحرب الناعمة التي يشنّها الاستكبار بإمكانيّاته الواسعة، ضدّنا وضدّ غيرنا، أي أنّ الحرب الناعمة التي تُشنّ في العالم اليوم ليست ضدّنا نحن فقط، بل هي تستهدف شعوباً عدّة وهي أقسى بأضعاف من الحرب الصلبة. فالحرب الصلبة واضحة، تُعلن الحرب في العديد من الأحيان ثمّ تُشنّ؛ سمعتم مثلاً أنّ البلد الفلاني أعلن الحرب في الحرب العالمية الثانية أو الحرب العالمية الأولى، ثمّ بدأ الحرب، وفي بعض الأحيان لا تُعلن الحرب، لكن بمجرّد أن تنطلق يستفيق الجميع؛ مثل الهجوم الذي شنّه النظام البعثي على إيران؛ [لكن] الحرب الناعمة ليست كذلك، لا يتمّ الإعلان عنها، ولا يكتشفونها، ويفعل العدوّ فعلته، يوجّه ضربته، ويُسخّر كلّ إمكاناته التي أعدّها من أجل مواجهة الطرف المقابل، وقد يكتشف الطرف المقابل ذلك أو قد لا يكتشفه، وإذا كان يغطّ في نومٍ عميق، لن يكتشف الأمر حتى النهاية. هذه واحدة من أخطار الحروب الناعمة.

عادة ما توقظ الحرب الصلبة مشاعر المواجهة، فلتفرضوا أنّه تمّ شنّ هجومٍ عسكري على بلدٍ معيّن، تنتهي الخلافات الداخليّة في ذاك البلد فوراً، يتّحد الجميع، يقفون في صفّ واحد، تشحن الدوافع وأمثال هذه الأمور، أي أنّ طبيعة الحرب الصلبة هي هذه في واقع الأمر، فهي توقظ الطرف المقابل وتحثّه على المواجهة قدر إمكاناته. لكنّ الحرب الناعمة على العكس من ذلك؛ الحرب الناعمة تقضي على دوافع المواجهة لدى الطرف المقابل، وتوجد الخلافات، تقضي على الوحدة، تُهبّط العزائم والدوافع؛ الحرب الناعمة أمرٌ في غاية الخطورة.

حسناً، هذه الحرب الناعمة المفروضة علينا اليوم، وقد ذكرت أنّها ليست مختصّة بنا حصراً؛ فالحرب الناعمة تُشنّ اليوم ضدّ العديد من دول وشعوب العالم؛ ولكلّ حرب أسبابها وشرحها الذي لا علاقة لنا به؛ نحن الآن نناقش قضيّتنا، فنحن نواجه حرباً ناعمة مدروسة ومحسوبة إلى حدّ كبير.

ما هو هدف هذه الحرب؟ الهدف هو استحالة الجمهورية الإسلاميّة؛ هذه هي الخلاصة. لا إصرار على تغيير اسم الجمهورية الإسلاميّة أو أن تتغيّر بعض مظاهر وظواهر الجمهورية الإسلاميّة، لا؛ بل ينبغي تغيير مضمون الجمهورية الإسلاميّة الذي هو عبارة عن الشعارات والدوافع والمعارف الثوريّة والأهداف العظيمة، ينبغي أن تتغيّر هذه الأمور وتزول. الاستحالة تعني النقاش بشأن الصورة والسيرة الذي تطرّقت إليه من عدّة أعوام بالتفصيل وفي بعض المحافل الجامعيّة لا يعارضون الحفاظ على الصورة؛ لكنّهم يقضون على السيرة. يغيّرون ذاك الباطن ويبدّلونه؛ هذا هو الهدف. وليبقى اسم الجمهورية الإسلامية، الجمهورية الإسلامية. قد يكون على رأسها شخصٌ معمّم في بعض الأحيان أيضاً؛ لا إشكال أبداً في ذلك؛ لكن يجب أن تتحقّق أهداف أمريكا، وأن تتحقّق أهداف الصهيونيّة، وأهداف شبكة السلطة العالميّة التي تدير شؤون العديد من حكومات القوى العظمى. فليحقّقوا هذه الأهداف، ولا مشكلة في الاسم الذي يحملونه.

ضرب الإمام الخميني(رضوان الله تعالى عليه) في بدايات النضال مثالاً، عندما جاء البريطانيّون إلى النجف وسيطروا على العراق، كان المكان الأخير الذي سيطروا عليه هو مدينة النجف، عند الظهيرة، سمع الحاكم البريطانيّ صوتاً، كان صوت الأذان: «الله أكبر»؛ فاضطرب وتسائل عن الأمر، ما الذي يفعلونه؟ أحدهم قال أنّهم يؤذّنون، فقال: هل يرتبط ذلك بنا؟ أجابوه: لا، ليس مرتبطاً بنا، يؤذّنون كي يصلّوا؛ فقال فليؤذّنوا قدر ما يشاؤون؛ ما دام ذلك غير مرتبط بنا. فليؤذّنوا قدر ما يشاؤون، وليصلّوا صلوات الجماعة ما شاؤوا. الأساس هو أن يتمكّنوا من القيام بمهامّهم، ويحقّقوا أهدافهم ويتقدّموا بها إلى الأمام، هذه هي القضيّة. هذا هو هدف الحرب الناعمة الدائرة ضدّنا بقوّة.[9]

السلطة

ليعلم الجميع أن هدف أعدائنا بمواقفهم وملامحهم المختلفة التي يبدونها -يعبسون أحياناً ويبتسمون أحياناً ويقدمون الوعود في بعض الأحيان ويطلقون التهديدات في أحايين أخرى- هو السيطرة والهيمنة على البلاد. العدو يروم العودة إلى فترة هيمنته غير المقيدة وغير المشروطة على هذا البلد، ولأن الإسلام يعارض بشدة هذه العودة وهو الطاقة المقاومة بوجه مؤامرة العدو هذه، لذا نراهم يعارضون الإسلام ويحاربونه. معارضة العدو للإسلام سببها أنهم يعلمون أن المعارف والأحكام الإسلامية تشكل سداً رصيناً بوجههم. يعارضون شعبنا لأن شعبنا يقف أمامهم كالجبل. كل من يقف بوجه العدو أكثر من بين الشعب يعارضونه أكثر. يعارضون العناصر المؤمنة المتدينة أكثر ويعارضون المؤسسات الثورية أكثر ويعارضون العناصر الحزب اللهية أكثر لأنهم يعلمون أن هؤلاء سدود قوية ومتينة مقابل تغلغل العدو. العدو ينشد التسلط والهيمنة وكل سعي العدو منصب على صدّ الحركة الإسلامية التي ينتهجها نظام الجمهورية الإسلامية والتي من شأنها تحقيق التقدم والرقي لهذا الشعب. قال أحد الساسة الأمريكان القدماء إن الجماعات الإرهابية التفكيرية غير مهمة بالنسبة لنا نحن الغربيين، فليكونوا، فلا ضير فيهم، إنما المهم بالنسبة لنا هو إيران الإسلامية، لأن إيران الإسلامية ترنو إلى تكوين حضارة عظيمة -طبعاً هو عبّر بكلمة «إمبراطورية» وهذه حماقة منه- لذلك علينا أن نعتبر إيران عدونا المهم الذي يقف بوجهنا. وهذا الكلام يشي لنا بأهمية بناء الأمة.[10]

إزالة الإنجازات

العدو الأصلي هو ذلك العدو الذي يروم بكل ما أوتي من قوة أن يسلب الشعب الإيراني مكتسباته العظيمة، وهذه المكتسبات هي تواجد الشعب وحضوره ومشاركته والسيادة الوطنية ونفوذ الأفكار القرآنية والإسلامية بين الجماهير. هذه هي تلك المكاسب الكبيرة التي تأخذ بأيدينا نحو التقدم. وقد حققنا لحد الآن الكثير من التقدم، وبعد الآن أيضاً ستأخذنا هذه الأمور إلى مطامحنا وأهدافنا. يريدون سلب الشعب هذه الأمور، يرومون تسويد حكومة ظالمة عميلة منبهرة بالغرب مستسلمة أمامه وخائفة منه، هذا هو هدفهم. هذا ما ينبغي ألا ننساه، ويجب أن نأخذ هذا العدو بنظر الاعتبار.[11]

أسباب عداء الأعداء

1-    المبدأ القرآني والهوية الإسلامية للنظام

لتمعنوا النظر الآن، عندما تأتي حكومة تقوم على أساس القرآن، وتكون ذات دستور قرآني وتتمّ مطابقة قوانينها دون استثناء مع الدين؛ ويديرها علماء دين، ثمّ تمارس الكفاح والصمود والإعمار بهذا النحو، وتكافح الاستكبار وتواجه دفعة واحدة الشرق والغرب معاً، وتقطع مرحلة حرب تستمر ثمان أعوام، وتكون الأخبار الإعلاميّة حولها في العالم بنحو يُرعب الاستكبار، سيكون من الطبيعي أن يتّخذوا موقفاً من مثل هذه الثورة.[12]

2-    وجود نفي وإثبات في الجمهورية الإسلامية

السبب في عداء الاستكبار وعلى رأسه أمريكا والشبكة الصهيونية العالمية العميق الذي لا يقبل المصالحة للجمهورية الإسلامية ليس هذا الكلام الذي يقال هنا وهناك أحياناً، سواء الأمور التي يرفعون هم شعاراتها أو التصورات التي يحملها البعض في الداخل. المسألة هي أن الجمهورية الإسلامية لها «رفضها» ولها «إثباتها».
رفض الاستغلال، ورفض الخضوع للهيمنة، ورفض إهانة الشعب من قبل القوى السياسية في العالم، ورفض التبعية السياسية، ورفض نفوذ وتدخل القوى العالمية المهيمنة في البلد، ورفض العلمانية الأخلاقية، والإباحية، هذه أمور ترفضها الجمهورية الإسلامية بكل حسم.

وثمة أمور تثبّتها الجمهورية الإسلامية كالهوية الوطنية، والهوية الإيرانية، وتكريس القيم الإسلامية، والدفاع عن مظلومي العالم، والسعي لفتح القمم العلمية وعدم الاكتفاء بالاتباع في المسائل العلمية بل فتح قمم العلم والمعرفة، هذه هي من الأمور التي تصرّ عليها الجمهورية الإسلامية.

هذا الرفض والإثبات هما سبب عداء أمريكا والشبكة الصهيونية العالمية. إذا وافقنا النفوذ الأمريكي فسوف تقل العداوات. وإذا رضينا أن يهان شعبنا من قبل الأجانب وبمختلف الطرق، وتركنا جانباً الدفاع عن الهوية الوطنية أو القيم الإسلامية فلا شك أن العداوات ستقل بنفس النسبة. وهذا هو معنى قولهم إن على الجمهورية الإسلامية تغيير سلوكها. سمعتم بعض المسؤولين السياسيين في البلدان المستكبرة مثل أمريكا يقولون حينما يتحدثون عن إيران: نحن لا نقول يجب إزالة الجمهورية الإسلامية، بل نقول يجب أن تغيّر الجمهورية الإسلامية من سلوكها. هذا هو معنى يجب أن تغيّر من سلوكها. معناه أن تتخلى عن هذا الرفض والإثبات. هذا ما يريدونه.

بهذا الصمود على ما ترفضه الجمهورية الإسلامية وما تثبّته استطاعت مواجهة جبهة واسعة مجهزة بشتى أنواع الإمكانيات والمقاومة أمامها. وهذه هي نفس الحال التي شهدناها خلال ثمانية أعوام من الدفاع المقدس حيث تعاضد الشرق والغرب وأوربا والناتو وبعض البلدان العربية والكل ضد الجمهورية الإسلامية، لكن الجمهورية الإسلامية استطاعت بالتالي فرض التراجع عليهم جميعاً بينما لم تتراجع هي أبداً. وتكررت هذه الحال على المستوى السياسي وفي أعوام ما بعد الحرب إلى يومنا هذا، أي إن الجمهورية الإسلامية استطاعت الوقوف بوجه الجبهة العظيمة التي تشكلت حيالها. أي إنها لم تتراجع أبداً، وليس هذا وحسب بل تقدمت إلى الأمام ووجهت الضربات للعدو، هذا ما حصل.[13]

3-    الخوف من أن تصبح إيران قدوة للعالم الإسلامي

الأعداء حينما ينظرون يجدون أن إيران الإسلامية بدأت تتحوّل إلى نموذج يحتذى به في العالم الإسلامي، وهذا أمر لا يروقهم على الإطلاق. إنّهم يدركون جيداً أنّ نجاح الجمهورية الإسلامية في مواجهة التحدّيات الداخلية المتمثلة بتوفير الخدمات والبنى التحتية وغير ذلك من القضايا المادية المختلفة -والتي تعاني منها معظم البلدان- ونجاحها في توفير الحياة الكريمة والعيش الرغيد لشعبها، يدفع الشعوب الإسلامية للتهافت نحو هذا النموذج والاحتذاء به أكثر من ذي قبل. لذلك لا ينفك العدو من وضع العقبات في طريقنا. فمنذ سنوات ونحن نشاهد بشكل علني وفاضح ممارسات الأعداء لعرقلة مسيرتنا وإجهاض مشاريعنا.[14]

مؤامرات الأعداء الخارجيين

1-    إيجاد الاختلاف والتفرقة

أُلاحظ اليوم أنّ الإعلام المعادي المنبعث من خلف الحدود ينتهج سبيل زرع الاختلاف والفرقة، كما أنّ لبعض تلك التوجّهات ذيول في الداخل أيضاً وليست قادمة بأجمعها من الخارج؛ إذ تستغل الخيوط الموجودة في الداخل فرصة الحرية المتوفّرة في البلد، وستفعل المزيد إذا ما وجدت في نفسها الجرأة على ذلك، إلاّ أنّ القسم الأعظم منها مصدره من الخارج، فإنّا نرى أنّ مظاهر إثارة التوتّر وايجاد الفتنة والتفرقة يقوم بها أعداء الثورة والحاقدون على الإسلام، والأفاعي المجروحة، ومن كبتت الثورة أنفاسهم وبترت مطامعهم على طوال سنوات متمادية، وخيّبت آمالهم العريضة ومآربهم ضد هذا الشعب.

هؤلاء يتصوّرون أنّ الفرصة قد سنحت أمامهم حالياً.

وأنا أشعر بين الحين والآخر -إذ القضية لا تقتصر على الوقت الراهن، ولا هي المرة الأولى، ولكن يبدو أنّ هذا هو أحد تلك الأوقات- أنهم يريدون غرس الاختلاف والفرقة بين أبناء الشعب، وبين القلوب، وبين الأذهان، وبين المسؤولين والجهات الأخرى.

ولكن بما أنهم يائسون من الجهات العليا، تجدهم يركّزون مساعيهم على الأدنى منها؛ ولهذا يجب عليكم التحلّي باليقظة.[15]

من الأمور التي يركز عليها الاستكبار العالمي اليوم وجود الخلافات داخل البلاد. على البعض أن يجيبوا أمام الله على ما فعلوه حين فعلوا أشياء يفهم منها العدو وجود التفرقة داخل البلاد فتزداد جرأته. القضية هي أن نعرف العدو، ونفهم أحابيله، وندرك ما نقوله وكيف يمكن للعدو أن يستفيد من كل كلمة نقولها فتزداد جرأته ويتشجّع وترتفع معنوياته ويفتح الطرق لتدخله ونفوذه. هذه أمور يجب التنبه لها.[16]

من خطوط العمل الرئيسية للعدو قضية التفرقة والشقاق التي شددتم عليها أيها السادة بحق، إنها مسألة على جانب كبير من الأهمية، قضية اتحاد الشعب والعمل الذي يجري حالياً لبث الفرقة قضية مهمة جداً. إننا نرى مؤشرات الوحدة العامة بين الشعب. لقد شاهدتم صلوات الجمعة في شهر رمضان، وشاهدتم يوم القدس، وصلوات عيد الفطر، أية عظمة، حين ينظر الإنسان -لا في طهران وحسب، بل في مشهد، وإصفهان، وكرمان، وتبريز، وفي مختلف المناطق- يجد أن المشاهد لا نظير لها. ربما لم يكن هناك طوال تاريخ الإسلام صلاة عيد فطر بهذه العظمة والجلال العجيب وفي مختلف مناطق البلاد وليس في مدينة معينة. نحن اليوم نتوفر على هذه الميزات. هذه كلها مؤشرات وحدة وتعاطف بين أبناء الشعب، مؤشرات وجود قطب مشترك يتفق جميع أبناء الشعب على الميل إليه والانتماء له رغم اختلافاتهم الجزئية والفرعية. قلوبهم تهفو إلى ذلك المركز، وذلك المركز هو الدين والأصول الإسلامية والقيم السامية، إنه دين الله. هذا شيء على جانب كبير من الأهمية. الجميع يجب أن يحنوا رؤوسهم لهذه الوحدة حين يرونها.

وترون أنه يحصل أحياناً العكس للأسف، فيتحدث البعض عن التفرقة انطلاقاً من الجهل والغفلة، هذه أمور تحمل على الغفلة حقاً أكثر مما تحمل على أمور أخرى. هذه مسألة مهمة. مسألة إيجاد الوحدة المذهبية والقومية، والوحدة بين المشارب والسلائق السياسية، مسألة مهمة ينبغي بذل الجهود لها. من خطوط العدو إيجاد التفرقة، يريد أن يشعل نار الخلافات والفرقة مهما استطاع، وأينما استطاع، وعلى أي مستوى استطاع، وعلى المستويات المختلفة من مسؤولين وغير مسؤولين، وبين جميع أبناء الشعب، وبين مجاميع علماء الدين أنفسهم، وبين الفئات الجامعية، وبين التجمعات والجمعيات والتكتلات الاجتماعية وبين المذاهب المتعددة. وأنتم تلاحظون نماذج عديدة لذلك في المجتمع، إنها قضية مشهودة على مستوى المجتمع. خط العدو هو خط زرع الفرقة.[17]

2-    نفوذ

المخطط الثاني للأعداء هو التغلغل والنفوذ. يريدون أن يكون لهم نفوذهم في البلدان الإسلامية وبلدان هذه المنطقة يستمر لعشرات السنين. لم يعد لأمريكا في الوقت الحاضر السمعة التي كانت لها في السابق في هذه المنطقة، ويريدون إعادة بناء هذه السمعة. وهذا هو قصدهم في بلادنا أيضاً، نيتهم هي هذه في إيران أيضاً.[18]

نوع من العداء هو العداء الصلد، من قبيل أنْ يضعوا قنبلة أو يطلقوا رصاصة أو يرسلوا إرهابيين. ونوع آخر من العداء هو العداء الناعم، حيث طرحتُ منذ فترة قضية النفوذ والتغلغل، النفوذ قضية على جانب كبير من الأهمية. عندما نقول نفوذ يصدر البعضُ ردود أفعال، فيقولون إن قضية النفوذ أصبحت فئوية وقد استغلوها استغلالاً فئوياً، أنا لا شأن لي بهذا الكلام. طيب، عليهم أن لا يستغلوها فئوياً، ولا يطرحوا نقاشات عبثية حول النفوذ، ولا يطرحوا اسم النفوذ من دون المضمون اللازم، لا شأن لنا بهذه الأشياء، ولكن في أيّ كلام يطلق وفي أي عمل جاد ينجز، يجب عدم الغفلة عن أصل حقيقة النفوذ، يجب ألا نغفل عن أن العدو يروم النفوذ والتغلغل. وأشرح الآن قضية النفوذ بمقدار ما، فما هو النفوذ وكيف. يجب ألا نغفل عن أصل القضية. لا تتهم التيارات والفئات بعضها بعضاً، فيقول هذا إنك حين قلتَ كذا كان قصدك كذا، ويقول ذاك لا، حين قلتَ كذا كان قصدك كذا، لا بأس، مهما كان القصد. بالتالي يجب عدم نسيان الواقع والحقيقة، العدو يخطط ليتغلغل وينفذ.[19]

أحد هدفي هذا التغلغل هو المسؤولون، والهدف الثاني هو الشعب. لماذا يستهدفون المسؤولين بتغلغلهم هذا؟ ما الغاية من ذلك؟ الغاية هي أن يغيّروا حسابات المسؤولين، بمعنى أن يصل مسؤولو الجمهورية الإسلامية إلى نتيجة فحواها أن يشعروا في ضوء التكاليف والمنافع أن عليهم القيام بالخطوة الفلانية وعدم القيام بالخطوة الفلانية. التغلغل هو من أجل أن يستنتج المسؤولون هنا أن عليهم قطع العلاقة الفلانية وإيجاد العلاقة الفلانية. التغلغل من أجل تغيير هذه الحسابات في أذهان المسؤولين والمديرين. وعندئذ إذا كانت النتيجة أن تقع أفكار المسؤولين وإراداتهم في يد العدو فلن يعود ضرورياً أن يتدخل العدو مباشرة، لا، سيتخذ مسؤول البلاد نفس القرار الذي يريده العدو. عندما تتغيّر حساباتي سأتخذ قراراً يريده هو، وسأقوم له مجاناً بالعمل الذي يريده، وأحياناً من دون أن أشعر أنا -أي في الغالب بدون أن أشعر- سأقوم بذلك العمل. إذن، يحاولون تغيير حسابات المسؤولين. وبالتالي فالمسؤولون هم المستهدف الأول.

والمستهدف الثاني هو الشعب. معتقدات الشعب يجب أن تتغير، الاعتقاد بالإسلام، والاعتقاد بالثورة، والإيمان بالإسلام السياسي، والاعتقاد بأن الإسلام له واجبات عامة ما عدا واجباته الشخصية، وفيه حكم وفيه بناء مجتمع وفيه بناء حضارة، يريدون تغيير هذه المعتقدات وإحلال عدم الإيمان بها محلها. يريدون إزالة هذه الأشياء من أذهان الشعب والإتيان بعكسها في محلها.

يرومون تغيير الإيمان بالاستقلال. وبالطبع هناك بعض الأشخاص يتصرفون بطريقة ساذجة، نشاهد في بعض الصحف أحياناً، يعتبرون استقلال البلاد أمراً قديماً وبالياً بصراحة ويقولون إن استقلال البلدان لم يعد أمراً مهماً في الزمن الحاضر. ما معنى هذا؟ معناه أن هناك في الخارطة الجغرافية للعالم قوّة هي التي تتخذ القرارات والكل يعملون بهذه القرارات -مثل الحرارة المركزية- ينتج مكان ما شيئاً ما ويستهلك الباقون ذلك الشيء. يروّجون لهذا الشيء ويشيعونه. هذا هو معنى النفوذ. هذه عملية تحصل وفي طور التنفيذ.[20]


  • [1] خطاب سماحته أمام أعضاء الحرس الثوري والقوات المسلحة بتاريخ 26-1-1993م
  • [2] كلمة سماحته في مؤتمر معرفة آفات الثورة بتاريخ 6-3-1999م
  • [3] خطاب سماحته أمام أهالي قم بتاريخ 9-1-2003م
  • [4] خطاب سماحته في بداية العام الهجري الشمسي بتاريخ 21-3-2013م
  • [5] رسالة سماحته إلى حجاج بيت الله الحرام بتاريخ 19-3-1999م
  • [6] خطاب سماحته مع أهالي قم بتاريخ 5-10-2000م
  • [7] لقاء سماحته مع الشباب بتاريخ 20-4-2000م
  • [8] خطبة الجمعة بتاريخ 4-2-2011م
  • [9] خطاب سماحته أمام مسؤولين مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بتاريخ 12-10-2015م
  • [10] خطاب سماحته في ذكرى رحيل الإمام الخميني بتاريخ 4-6-2015م
  • [11] خطاب سماحته أمام طلاب المدارس والجامعات بتاريخ 3-11-2015م
  • [12] خطاب سماحته أمام أئمة الجمعة بتاريخ 11-9-1995م
  • [13] خطاب سماحته أمام أساتذة وطلاب جامعة علم وصنعت بتاريخ 19-7-2008م
  • [14] خطاب سماحته في عيد الغدير بتاريخ 3-3-2002م
  • [15] لقاء سماحته مع مسؤولين الدولة بمناسبة عيد الغدير بتاريخ 16-4-1998م
  • [16] خطاب سماحته بمناسبة عيد الغدير بتاريخ 6-12-2009م
  • [17] خطاب سماحته أمام أعضاء مجلس الخبراء بتاريخ 24-9-2009م
  • [18] خطاب سماحته أمام أعضاء المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب بتاريخ 17-8-2015م
  • [19] خطاب سماحته أمام قادة التعبئة بتاريخ 25-11-2015م
  • [20] خطاب سماحته أمام أعضاء مجلس الخبراء بتاريخ 10-3-2016م
المصدر
كتاب الثورة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟