مواضيع

عوامل الحفاظ على سيرة الثورة

أولاً: كوْن الثورة إسلامية وشعبية

سأتحدّث بشأن خصوصيّتين من الخصوصيّات الاستثنائية لهذه الثورة الإسلاميّة؛ وقد تركت هاتان الخصوصيّتان أكبر أثرٍ على صورة هذه الثورة في أنحاء العالم، كما أنّها تركت أكبر أثر في انتصار الثورة الإسلاميّة وديمومتها في هذا البلد الإسلامي؛ وهاتان الخصوصيّتان أدّتا رغم انقضاء عدّة سنوات وفي عدّة أنحاء من العالم إلى بروز تحرّكات وتطوّرات أو مساعٍ على الأقل من قبل بعض الأشخاص اقتداء بهذه الثورة وضمن إطارها. هاتان الخصوصيّتان إحداهما كانت عبارة عن كون أساس هذه الثورة الإسلاميّة قائماً على القيم الدينيّة والأخلاقيّة والروحانيّة؛ وثانياً أنّ هذه الثورة استمرّت لأنها قامت على إرادة الناس وبقرار منهم بتشكيل حكومة وإدارتها. أي أنّ أهميّة دور الناس لم يُسلب منهم بعد انتصار الثورة الإسلاميّة، وبقي أحد عناصر الثورة الإسلاميّة. هاتان هما الخصوصيّتان اللتان حملتهما ثورتنا.[1]

مضت ثلاثون سنة على الثورة. وأقيمت طوال هذه المدة ثلاثون انتخابات تقريباً. وقد شملت هذه الانتخابات مديري البلاد التنفيذيين والمسؤولين التشريعيين ومديري المدن. وقد تم تعيين أساس النظام الإسلامي ودستوره ومديرين الكبار على أساس أصوات الشعب. إمكانية هذا النظام القائم على هذه الحقيقة أكبر وأرقى بكثير مما يراه الآخرون من خارج المشهد ويحللونه ويتحدثون حول هذا النظام. بغض النظر عن الكلام المغرض، حتى ما لا يقال عن أغراض معينة ينجم غالباً عن عدم فهم حقيقة الجمهورية الإسلامية. تمتع النظام الإسلامي بمثل هذه الإمكانية العظيمة. طوال هذه الأعوام الثلاثين حيث عملت الأذواق السياسية المختلفة داخل هذه الإمكانية الهائلة تم نقل السلطة بهدوء وعطف واحترام، وتم تداول السلطة التنفيذية من يد ليد على مدى ثلاثين سنة. جاءت أذواق مختلفة، وكان لبعض المديرين في فترات معينة من هذه الأعوام الثلاثين زوايا حياد معينة عن مباني الثورة، لكن إمكانيات الثورة استطاعت أن تحتفظ بهم في داخلها وتذيبهم في أتونها وتهضمهم، وتضاعف الثورة من إمكانيتها وتجاربها وتواصل طريقها باقتدار أكبر. الذين أرادوا توجيه الضربة لنظام الجمهورية الإسلامية من داخله لم ينجحوا.

واصلت الثورة طريقها وسبيلها المستقيم بمزيد من الاقتدار لحد اليوم وكل الذين تواجدوا داخل هذا النظام بدوافع مختلفة ساعدوا قدرات هذا النظام شاءوا أم أبوا. ينبغي النظر لهذه الحقيقة بدقة. هذه الإمكانية العظيمة وليدة الجمهورية الإسلامية وناجمة عن الديمقراطية الدينية والإسلامية. هذا هو ما أوجد هذه الإمكانية الهائلة وهذا هو سر بقاء ومناعة وصلابة الجمهورية الإسلامية وهو ما تمتلكه الجمهورية الإسلامية في ذاتها وسنحافظ عليه دوماً إن شاء الله.[2]

ضرورة ومعنى الثورة الإسلامية

الثورة ثورة إسلامية. يصرّ البعض على القول «ثورة سنة 57» ولا يريدون ذكر الإسلام. يخافون من اسم الإسلام، ويخشون اسم الثورة الإسلامية. الإسلام أساس ثورتنا ورصيدها وكل مضمونها. طبعاً إسلامنا إسلام أصيل وليس إسلاماً تابعاً للأفكار المنحرفة والخاطئة والعامية والبلهاء لأفراد مثل التكفيريين. إنه إسلام قائم على العقل والنقل -إسلام عقلاني- إسلام يعتمد على القرآن وعلى المعارف النبوية ومعارف أهل البيت(عليهم السلام)، بأفكار واضحة ومنطق قوي ساطع. إنه مثل هذا الإسلام. هذا هو الإسلام، إسلام يمكن الدفاع عنه في كل الأوساط العالمية المعاصرة.[3]

النظام الإسلامي نظام إسلامي في ظاهره وباطنه، وليس نظاماً إسلامياً في الظاهر فقط. مجرد أن تكون في الدستور شروط لرئيس الجمهورية، والقائد، ورئيس السلطة القضائية، ولمجلس صيانة الدستور، ولهذا الطرف أو ذاك، فهذا لا يكفي رغم أنه شيء لازم. ينبغي الحذر من الانحراف عن الأهداف والمبادئ والاتجاهات. وهذا ما كنّا نكافح من أجله طوال هذه السنوات المديدة خصوصاً بعد انتهاء الحرب ورحيل الإمام. كانت هذه من القضايا الأساسية في العقدين المنصرمين. بذلت جهود جمة لسلخ الجمهورية الإسلامية عن روحها ومعناها. بذلوا جهوداً حثيثة وبأشكال مختلفة سواء على الصعد السياسية، أو في الميادين الأخلاقية، أو على المستويات الاجتماعية، وعبر التصريحات والأقوال التي أطلقت. شهدنا فترة دعت فيه صحافتنا رسمياً وعلنياً لفصل الدين عن السياسة! بل شككوا في فكرة الوحدة بين الدين والسياسة وهي أساس الجمهورية الإسلامية وأساس التحرك العام للشعب. هل فوق هذا شيء؟! في فترة ما لوحظ أن صحافتنا دافعت علناً وصراحةً عن النظام البهلوي الظالم المتجبر السفاك! من أجل ألا يحدث مثل هذا ولأجل مواجهة هذا الانحراف يمكن تكريس التخوم العقيدية والفكرية والسياسية. ينبغي أن تكون مميزات وعلامات الهوية الإسلامية واضحة: ميزة طلب العدالة، وميزة بساطة عيش المسؤولين، وميزة الدفاع عن الحقوق الوطنية. الدفاع الشجاع عن حقوق الشعب إحدى المميزات، ومثال ذلك الحق النووي والقضية النووية. هذه إحدى عشرات الأمور التي تحتاجها بلادنا، وليست القضية الوحيدة. ولكن حين ركّز العدو على هذه النقطة صمد شعبنا بدوره عليها. بالنسبة لهذه النقطة التي ركز عليها العدو، إذا تراجع الشعب والمسؤولون وغضوا الطرف عن هذا الحق الناصع القاطع، فلا شك في أن الطريق سيُفتح أمام العدو للتطاول على الحقوق الوطنية.[4]

العنصر الأهم الذي يقوم عليه النظام، عبارة عن سيادة الإسلام والتمركز على أساس الأصول الإسلامية والقرآنية الرصينة.

كثيرون هم الذين غفلوا هذه الحقيقة المؤثّرة، بَيْدَ أنها تمثّل السرّ وراء انتصار الثورة؛ وذلك للإيمان العميق لدى الشعب الإيراني بالإسلام والتزامه به، وهكذا بالنسبة لغالبية الشعوب الإسلامية، التي إن أزيحت العراقيل عن طريقها سيتجلّى إيمانها العميق بالإسلام، لذلك ما أن شاهد أبناء الشعب الإمام قد رفع راية الإسلام وترسّخ لديهم الاعتقاد بأنه إنما نهض لإحياء عظمة الإسلام وإقامة النظام الإسلامي حتى التفّوا حوله فحققت الثورة انتصارها؛ وبهذا الدفع سجّلوا حضورهم في أخطر الميادين طواعية ورغبة؛ وذلك لعمق إيمانهم بالإسلام.

لم يكن ذلك ليرضي بعض الذين يضعون أنفسهم في عداد الطليعة والنخبة والتحزّبات السياسية وذوي الخبرة في المجال السياسي، ناهيك عن اُولئك الذين لم يكن الإيمان بالإسلام قد نفذ إلى قلوبهم، فإن البعض ممن كانوا يعتنقون الإسلام لم يكونوا على قناعة بالنظام الإسلامي.

من هنا فقد برز منذ اليوم الأول خط سار عرضياً وموازياً لخط الإمام، كان يدعو لنظام علماني مقتبس من النظم الغربية، غاية الأمر أن يطليه بالطلاء الإسلامي، حيث يكون إسلامياً بالاسم والهيكلية، لكنه غير إسلامي في الباطن والتوجّهات؛ ولم يكن اُولئك غير راغبين في وجود عالم دين مقبول لدى الشعب ليحتلّ واجهة النظام؛ للإيحاء بمقبولية النظام لدى الجماهير، وذلك لتعلّق الجماهير بالإسلام، ولم يكن يسوؤهم وجود عالم يتقدّم النظام لإيهام الناس بإسلامية هذا النظام، فيما يمارس أقطاب النظام ما يروق لهم ويشخّصونه بأنفسهم لإدارة النظام وفق الطريقة غير الإسلامية، وهو في واقع الأمر نسخة معدلة عن النظام الملكي، غاية الأمر أنه يحظى بقبول أرباب السياسة وسلطويي الدنيا.

والفائدة التي يجنونها من الظاهر الديني هي تسخير الجماهير لخدمتهم؛ فحيثما احتاجوا للتواجد الجماهيري -في الحرب والدفاع وتسديد الضرائب- فإن هذا الظاهر الإسلامي هو الذي يحضّ الجماهير لمؤازرة النظام، ولكن لا ضير إذا ضيّعت الحقوق الشرعية للشعب، وأهملت مقارعة السلطويين، ووقع استقلال البلاد وثقافته واقتصاده في قبضة الأعداء! لذلك منذ الوهلة الأولى التي أوعز فيها الإمام بتدوين الإسلام وأي معلم من معالم حضوره الواقعي حيثما وجدوه، وبمجرد أنه طرح مبدأ «ولاية الفقيه» ناهضوه بلا هوادة، وخلافهم لم يكن في بُعد الولاية فيه، فالولاية تعني الحكومة، وهم كانوا متعطّشين للحكم والسلطة، بل خلافهم مع مبدأ «الفقيه» لأنه يعني الحضور الواقعي للدين في المجتمع، وذلك ما لم يكونوا يطيقونه أو يتحمّلونه، فكانوا يعترضون حيث بدت بوادر الحضور الواقعي للإسلام![5]

ضرورة ومعنى الثورة الشعبية

من أكبر مفاخر ثورتنا هي سمتها الشعبية، وقدرتها على المحافظة على هذه السمة، وهذه نعمة كبرى تستوجب الشكر والتقدير.[6]

كون الحكومة الإسلاميّة شعبيّة له معنيان: الأوّل هو أنّ الشعب له دورٌ في إدارة الحكم وتأسيس الحكم وتعيين الحاكم، وقد يكون له دورٌ أيضاً في تعيين النظام الحاكم والسياسي. شعبويّة الحكم يعني منح الشعب دوراً في الحكومة. وهناك معنى آخر لشعبويّة الحكومة الإسلاميّة وهو أن تكون الحكومة الإسلاميّة في خدمة الناس؛ فما هو مطروحٌ بالنسبة للحاكم الإسلاميّ عبارة عن مصالح عامّة الناس؛ لا مصالح أشخاص معيّنين أو فئة معيّنة أو طبقة معيّنة. يملك الإسلام حكومة شعبيّة بمعنيَين اثنين؛ لكن ما دامت الحكومة الإسلاميّة لم تتشكّل بالمعنى الأوّل، أي في حال لم يكن للناس دورٌ في الحكم، لا يُمكن الادعاء بأنّ الحكومة بمعناها الثاني -أي الحكومة التي تكون في خدمة الناس- حكومة شعبيّة. لا يمكن تصديق ادّعاء أيّ حكومة في العالم بأنّها في خدمة شعبها. فكثيرة هي اليوم الحكومات حول العالم التي تدّعي كونها في خدمة الشعب؛ الحكومات التابعة لمعسكر الشرق التي تعتبر نفسها شعبيّة، اشتراكيّة، وتابعة لإرادة أفراد المجتمع، بينما لم يكن للناس أيّ دورٍ في تحديد هذا الحكم وتأسيس هذا النظام. لا يعلم الناس من مِن المقرّر أن يستلم الحُكم بعد الحاكم الذي تُوفّي! وإذا علموا، فإنّهم لا يعرفون عنه شيئاً، ولا رغبة لديهم به وبحكمه، ولعلّ الاحتمال الأقوى أنّهم لا يرضون عن أعماله أيضاً. فلو سألتم اليوم شعب الاتحاد السوفيتي العظيم إن كان راضياً عن احتلال أفغانستان؟ وإن كان راضياً عن صرف المليارات من أجل الإبقاء على حكومة مفروضة في بلدٍ جار؟ لا شكّ أو أنّ الاحتمال الأكبر سيكون أنّ غالبيّة شعب دولة الاتحاد السوفيتي الواسعة إما أنّهم لا يعلمون شيئاً عن هذا الأمر -لأنّه لا يتمّ في مثل هذه البلدان تقديم المعلومات بشكل صحيح إلى الناس- أو أنّهم يعلمون، ولا ينتفعون منه وليسوا راضين عنه. كما أنّهم يدّعون في البلدان الغربيّة بأنّهم في خدمة الناس ولأجل الناس، لكنّ الشعب لا يملك أي إرادة فيما يتّصل بالقرار الذي يتخذه نظام الحكم. لا يمكن قبول ادّعاء الحكومة التي لا تكون على اتصال مباشر مع شعبها، ولا تقوم على آراء شعبها، بأنّها تخدم الناس. هذا هو الكلام الذي يطلقه جميع من يدّعون الحكومة الشعبيّة على ألسنتهم، لكنّهم لا يستطيعون إثبات كونهم شعبيّين؛ كلّ الحكومات المفروضة أيضاً تعتبر نفسها شعبيّة. إذاً، ما دام الناس لم يتعاونوا مع الحكومة ومع الجهاز الحاكم، وما داموا ليسوا حاضرين في ساحات النشاط الاجتماعيّة إلى جانب هذا الجهاز، لن يكون هذا الادعاء مقبولاً بأن تقول حكومة أو نظام بأننا شعبيّين؛ [لكنّ] الحكومة الإسلاميّة حكومة شعبيّة بالمعنى الحقيقي للكلمة. في مرحلة حكم الرسول الأكرم(ص) في صدر الإسلام وحتى بعد فترة من رحيل النّبي(ص)، كانت حكومة المجتمع الإسلاميّ حكومة شعبيّة. في عصر أميرالمؤمنين(ع) كان الناس حاضرون فعليّاً في ساحة الحكم، وكانوا يدلون بآرائهم، ويتّخذون القرارات ولديهم حق التشاور -الذي أمر القرآن به الرسول الأكرم-: وَشاوِرهُم فِي الاَمرِ؛ للناس حقٌّ في أن تتمّ استشارتهم. عليه، إذا ادّعت حكومة بأنّها شعبيّة، عليها أن تكون شعبيّة بالمعنى الأول؛ أي أن يكون للناس دورٌ في هذه الحكومة: أوّلاً، في تعيين الحاكم. في الحكومة الإسلامية للشعب دورٌ وتأثير في تعيين الشخص الحاكم. طبعاً، في الحكومات الدينيّة والحكومة الإسلاميّة، كانت الحكومة في برهة من الزمان حكومة معيّنة من قبل الله؛ وهذا ما يتقبّله جميع المسلمين؛ ولا دور للناس في تعيين الحاكم هناك. طبعاً، يعتبر أهلّ السنّة أنّ هذه الفترة خاصّة بزمان النّبي، لكنّ الشيعة يعتبرون أنّها تشمل فترة الإمامة إضافة إلى فترة النبوّة. في فترتي النبوّة والإمامة، يكون حاكم المجتمع الإسلاميّ معيّناً من قبل الله عزّ وجل، ولا دور للناس. الناس علموا، أم لم يعلموا؛ أرادوا، أو لم يريدوا؛ فالرّسول إمام ومقتدى المجتمع، وهو قائد وحاكم الناس. طبعاً، لو أنّ الناس علموا واقتنعوا، فإنّ هذا الحكم الحقيقي وهذا الحكم الحقوقي سيكتسبان بعداً واقعيّاً أيضاً؛ لكن لو أنّ الناس لم يعرفوا، ولم يتعرّفوا، ولم يقبلوا، لكان ذاك الحاكم للناس بالحقّ سيبتعد عن الحكم؛ لكنّه الحاكم. لذلك نحن نعتقد أنّه خلال عصور الأئمة المعصومين(عليهم السلام) ورغم عدم الاعتراف بهم في المجتمع كحكام، إلا أنّ كلّ شؤون الحاكم كانت مرتبطة بهم ولذلك كانوا يبذلون الجهود ويمارسون الفعاليات ونحن فيما يخصّ حياة الأئمّة(عليهم السلام) ومن بينهم حياة الإمام الصادق نعلم بالشواهد والقرائن التي ترفض التشكيك أنّ هؤلاء العظام كانوا يحاولون استلام الحكم الذي كان من حقّهم.[7]

ثانياً: السيد الإمام وأتباعه الشهداء

نعم، إمامنا [الخميني] العزيز والعظيم ليس حاضراً بيننا؛ كما أنّ الشهداء ليسوا بيننا؛ إلا أنّه هو وهم حاضرون في عقلنا وقلبنا، وفي مسار حياتنا وفي الصراط المستقيم لثورتنا، وهم أحياء وفاعلون. لم يقتصر أثر وجود ذاك الرجل العظيم وأصحابه الشهداء على مرحلة حياتهم؛ كما أنّه لم يقتصر على إيران فقط. فاليوم وببركة وجوده وعمره المبارك، يلمع الإسلام أكثر فأكثر وتنقشع سحب التحريف والجهل والفتنة وتغدو أضعف وأضعف.[8]

إنّ سيرة هذا الإمام العظيم ليس عبارة عن إفصاح عن شخصية فرد معيّن فقط، بل هي دليل عمل بالنسبة للشعب الإيراني ومسلمي العالم، وجميع التوّاقين لحياة إنسانية لائقة تحت ظلال الإسلام. وبطبيعة الحال فإن الشعب الإيراني هو المخاطب أكثر من غيره بهذا الحديث، إذ إنّ الأمانة التي نتحمّلها -أي المحافظة على منجزات الثورة- بمثابة امتياز يختص به الشعب الإيراني، ولابدّ من أداء الشكر لله سبحانه بالمحافظة على هذه الثورة العملاقة، وهذا البعد عبارة عن عناية الإمام خلال عملية بنائه وهندسته لنظام الجمهورية الإسلامية بالعناصر والمفاصل التي من شأنها تماسك هذا النظام وديمومته.

وقد استخدم هذه العناصر بكل مهارة لترصين هذا الصرح الشامخ من الداخل، وهذه العناصر الجوهرية عبارة عن: الإسلام: والشعب، وحكومة القانون، ومقارعة الأعداء؛ ففي إقامته لهذا النظام الرفيع بدلاً من النظام الملكي المتهرّئ توخّى إمامنا العظيم الدقّة على أكمل وجه في استخدامه لهذه العناصر والمفاصل، وكان متمسّكاً ملتزماً بها في عمله وثابتاً عليها في بياناته ومنطقه وتعاليمه.[9]

ثالثاً: عدم نيسان أهداف الثورة مع مرور الزمان

إن الثورة ليست حدثاً دفعياً، إنما الثورة تغيّر يحصل بشكل تدريجي. نعم، لا بدّ من التحرك الثوري في البداية ولا مندوحة من تأسيس نظام ثوري، ولكن إلى حين تستطيع هذه الثورة أن ترسّخ أركانها ودعاماتها وتحقق أهدافها هناك عملية تدريجية تقتضي زمناً. إذا نُسيت تلك الأهداف وإذا نُسيت تلك الحادثة فستكون النتيجة ما شوهد في الكثير من البلدان الثورية الظاهر. بعض الثورات قتلت في مهدها -مثل هذه التي كانت في زماننا في السنوات الأخيرة حيث وقعت وقتلت في مهدها حقاً- وبعضها تموت في شبابها بعد أن تولد. والسبب هو ذاك، السبب هو الانحراف عن الأهداف المعلنة. تلك الأهداف يجب أن تبقى، هدف العدالة الاجتماعية، وهدف تحقيق الحياة الإسلامية بالمعنى الواقعي للكلمة -وعزة الدنيا والآخرة كامنة في الحياة الإسلامية- وهدف تأسيس مجتمع إسلامي يتوفر فيه العلم والعدل والأخلاق والعزة والتقدم. هذه هي الأهداف، ونحن لم نصل بعد إلى تلك الأهداف ولا نزال في منتصف الطريق إلى تلك الأهداف.

حادثة الثورة وحقيقتها يجب أن تبقى حية متفاعلة في أذهاننا وقلوبنا. وجبهة الأعداء تركز على هذه النقطة بالتحديد. حين ترون في الأخبار الخارجية أن السياسي الأمريكي الفلاني يقول إننا لا نعتزم تغيير نظام الجمهورية الإسلامية بل نروم تغيير سلوكها -وهم يقولون ذلك وقد سمعتموه- فإن تغيير السلوك معناه أن سلوك نظام الجمهورية الإسلامية كان لحد الآن سلوكاً ثورياً وفي خدمة الثورة ونريد تغييره. وقد قلتُ لدبلوماسيي بلادنا الذين اجتمعوا هنا قبل عدة أشهر، إنهم لا يخشون اسم الجمهورية الإسلامية كثيراً، ولا يخافون حتى من أن يكون على رأس الجمهورية الإسلامية شخص معمّم إذا فقدت الجمهورية الإسلامية مضمونها ومحتواها وإسلاميتها وثوريتها، فإنهم سيتأقلمون معها. ما يعادونه هو مضمون الجمهورية الإسلامية، هكذا هي جبهة الأعداء. تنصب كل مساعيهم على القضاء على مسيرة الجمهورية الإسلامية نحو الأهداف الإلهية والإسلامية والأهداف التي تحقق العزة والقدرة، ويسعون لإعادة سلطتهم وهيمنتهم على هذا البلد.[10]

رابعاً: النظر بشكل شامل لمنظومة الإسلام المحمدي الأصيل والثورة

الثورة الإسلامية تختلف عن الثورات الأخرى. إنها ليست ثورة معنوية وثقافية صرفة، ولا ثورة اقتصادية صرفة، ولا ثورة سياسية مجردة؛ بل ثورة شاملة كالإسلام نفسه. كما أن للإسلام أبعاداً معنوية وأخلاقية وإلهية ويعنى في الوقت ذاته بحياة الناس وله أبعاده الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، كذلك للثورة أبعادها المختلفة التي تمثل سر بقائها وتجددها المستمر على مستوى المنطقة والعالم وتماشيها وتكيّفها مع احتياجات البشر.[11]

خامساً: الإتكاء الصريح الواضح على مبادئ الثورة

الشيء الذي يستطيع تأمين الاستقلال لثورتنا الإسلامية هو الاعتماد الصريح والواضح على ركائز الثورة. يجب الاعتماد على أصول الثورة ومبانيها وقيمها بشكل صريح وشفاف. وهذا ما كان عليه إمامنا الخميني الجليل. منذ بداية النهضة طرح الإمام الخميني كل كلامه وآرائه بصراحة ودون أي غموض. منذ البداية رفض الإمام الخميني النظام الطاغوتي الوراثي الملكي الاستبدادي، ولم يتحرّج في ذلك. منذ البداية كان واضحاً أن الإمام الخميني ينشد نظاماً شعبياً جماهيرياً. والملكية الوراثية مرفوضة عنده. والنظام الاستبدادي مرفوض عنده. والنظام الفردي المعتمد على إرادة الفرد مرفوض عنده. هذا ما أعلنه الإمام الخميني بصراحة ودون تحفظ أو غموض. أعلن الإمام بصراحة أنه يجب أن يقوم نظام حكم إسلامي يستند على الفكر الإسلامي والقيم الإسلامية. ولم يتكتّم على ذلك. ولم يجامل الإمام الخميني في قضية مواجهة الشبكة الصهيونية الخطيرة التي تريد السيطرة على العالم، ولم يترك بعض الكلام مغلفاً، بل اتخذ موقفه بصراحة من الصهيونية. لقد اتخذ الإمام الخميني موقفاً صريحاً من الكيان الصهيوني الزائف الغاصب الذي يحكم منطقة فلسطين المظلومة. ولم يتردد في ذلك أو يتكتم أو يغلف الكلام بأغلفة معينة. لاحظوا، هذه هي الأصول والركائز. لم يتكتم الإمام الخميني إطلاقاً على أننا نعارض نظام الهيمنة.

نظام الهيمنة هو ذلك النظام الدولي الذي يعتمد تقسيم العالم إلى مهيمن وخاضع للهيمنة. وهذا ما رفضه الإمام الخميني بكل حسم. ونظام الهيمنة يتجسّد بأكمل أشكاله في الحكومة الحالية للولايات المتحدة الأمريكية، لذلك اتخذ الإمام الخميني موقفه من أمريكا بكل صراحة. موقفنا مقابل أمريكا ليس من باب أنهم شعب ونحن نعارض ذلك الشعب أو يكون للخصوصيات العرقية تأثير في ذلك، ليست هذه هي القضية. القضية هي أن طبيعة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وذاتها وسلوكياتها تدخلية وسلطوية. وقد اتخذ الإمام الخميني موقفه الصريح والشفاف من هذا النظام. ولذلك ترون أن الثورة لا تزال بعد مضي 35 عاماً على نفس أصولها وركائزها ودربها الحقيقي، الثورة لم تتبدل ولم تتغير، ولم تغير كلامها ولم تبدّل دربها ولم تغير أهدافها، هذا شيء على جانب كبير من الأهمية. تفقد الثورات مقاومتها أمام الطوفانات التي تعصف بها. الكثيرون يغيرون كلامهم أو يغيرون طريقهم أو يمحون بالكامل ولا تبقى لهم باقية. لكن الثورة الإسلامية حافظت على أهدافها الواضحة منذ ظهورها ولحد اليوم، وسارت نحو الأهداف وحققت حالات مذهلة من التقدم في مختلف القطاعات. وهي تعمل لتنتشل نفسها من بلد وشعب منسي عديم التأثير في العالم لتصبح قوة كبيرة في المنطقة وعنصراً مؤثراً في السياسات الدولية. في أنحاء شتى من العالم تعرف كل الشعوب شعب إيران كشعب شجاع صادق ذكي ومقاوم.

وقد أطلقت كل هذه المحاولات والمساعي والممارسات الإعلامية ضد النظام الإسلامي. طوال فترة من الزمن ركّزت الأجهزة الإعلامية والسياسية لأعداء الشعب الإيراني مساعيها على ترويج التخويف من إيران -التخويف من الإسلام أحياناً والتخويف من إيران أحياناً أخرى- لكن شعبية الشعب الإيراني تضاعفت بين شعوب العالم. هكذا هم اليوم، لا فقط أبناء شعوب العالم العاديون بل وحتى النخبة غير المغرضة منهم. لاحظوا تصريحاتهم وآراءهم حول الشعب الإيراني: شعب مقاوم وذكي وصبور، ينظرون لشعب إيران من هذه الزاوية. هذا ما أثمرته اليوم سياستهم في التخويف من إيران. الشعوب لا تخشى من نظام الجمهورية الإسلامية وشعب إيران بل تخشى وتحذر من هيمنة أمريكا. أمريكا هي المعروفة بالتعسف والتدخل في شؤون البلدان وإثارة الحروب. الشعوب تعرف أمريكا باعتبارها حكومة مثيرة للحروب ومؤجّجة للنزاعات ومتدخلة في شؤون الشعوب الأخرى. الشعوب تحذر من أمريكا وتكره أمريكا. وجه نظام الجمهورية الإسلامية يزداد إشراقاً يوماً بعد يوم بتوفيق من الله، وقد تعالت سمعة الشعب الإيراني في العالم باستمرار، وسوف يستمر هذا السياق. السر في بقاء نظام الجمهورية الإسلامية على درب الثورة والخطوط الأصلية للإمام الخميني الجليل هو هذه الصراحة. يجب عدم التخلي أبداً عن هذه الشفافية والصراحة. يجب أن تكون مواقف الجمهورية الإسلامية شفافة أمام المعارضين وأمام الأصدقاء والأعداء. يمكنهم تغيير التكتيكات وأساليب العمل لكن الأصول يجب أن تبقى قوية متينة. هذا هو سرّ متانة الثورة ورمز تقدم البلاد.[12]

سادساً: الالتزام بالقانون حل لصد نفوذ العدو

إنّ واجبنا هو الدفاع عن هوية الثورة ومبانيها، والذبّ عن أسس هذا النظام، وهو ما لا يتحقّق إلاّ إذا أدركنا وتفهّمنا مسؤولياتنا التي يحتوي عليها هذا الدستور الرفيع والشامل، والذي يعتبر من أشمل وأكمل الدساتير المعمول بها في عالم اليوم، وإن كان لا يخلو -مع ذلك- من بعض العيوب والنقائص.[13]

إنّ دستورنا دستور متقدّم، وقد تمّ تدوينه بعناية فائقة ودقّة متناهية، كما أنه يحتوي على كل شيء بما ينبغي له.

وإنني أوصي كافة المسؤولين، وكافة المؤسسات التشريعية والمراكز القانونية وكافة أفراد الشعب باحترام الدستور؛ إن احترامنا للدستور سيحول بين العدو ومواصلة أطماعه، فلابدّ من احترام القانون؛ لأن ذلك يسدّ الطريق على الأعداء ويقضي على نفوذهم.

ولو وجدنا أن أجهزة الأعداء الدعائية تدافع عن بعض المجرمين، فسيكون إجراء القانون أفضل رد على العدو أيّاً كانوا، على يد الأجهزة القانونية لما تجرّأ الأعداء مرة أخرى.

إنّ مراعاة القانون والعدالة والابتعاد عن الخلافات السياسية الجزئية -التي عادة ما تكون مصحوبة بالضجّة والغوغاء- من شأنها أن تحول دون استمرار مطامع الأعداء.[14]

سابعاً: حفظ السلامة المعنوية والتقوى طريق لصد ضرر العدو

على الرغم من كل ما حصل خلال هذه العقود الثلاثة، المؤامرات المختلفة، وصنوف الإيذاء، ومؤامرات الإسقاط والانقلاب في السنوات الأولى والعقد الأول للثورة، وإلى الحرب المفروضة، ثم إلى المؤامرات التي تسمى رقيقة ومرنة بعد العقد الأول وبعد انتهاء الحرب وإلى هذا الحين، فإن الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية أثبتت أنها جديرة بالبقاء، وقفت بقوة. وبعد الآن أيضاً لن تستطيع أحداث العالم المختلفة زعزعة هذه الشجرة المتينة العظيمة. هم لم يستطيعوا استئصالها يوم كانت غرسة يانعة، أما اليوم فتحولت إلى شجرة هائلة متجذرة. ليس بوسعهم زعزعة الجمهورية الإسلامية. علينا أن نحذر من أن ننخر ونتهرأ داخلياً. إذا حافظنا على سلامتنا المعنوية وسرنا في الطريق الذي رسمه لنا الإسلام والجمهورية الإسلامية ولم ننحرف عنه فلسنا خائفين من العدو الخارجي على الإطلاق، ولن يستطيع إلحاق أي ضرر بنا.[15]

قد شاهدتم إثارة الفتنة، وتلك الأعمال والمساعي، وكيف دعمت أمريكا أهل الفتنة وكذلك دعمت بريطانيا والقوى الغربية والمنافقون وأنصار الملكية؛ ماذا كانت النتيجة؟ كانت نتيجتها أن شعبنا العزيز وأمتنا العظمى قد جسدت من العظمة ما حيّر العالم في يوم التاسع من شهر دي والثاني والعشرين من شهر بهمن (30 كانون الأول و11 شباط) في مقابل كل هذا الإتحاد والاتفاق المشؤوم. وأن هذا الشعب وشبابه المثقف والواعي سيجهض وبعون الله أي مؤامرة يحوكها الأعداء ضد نظام الجمهورية الإسلامية. غاية الأمر ينبغي الالتفات إلى أن المفروض بنبيجب علينا هو أن نتكل على سلاح التقوى والبصيرة. فإن التقوى هي التي تزيد من قوتنا؛ وهي التي تجعلنا بمأمن من الضرر؛ والتقوى هي التي تزيد من أملنا وطموحنا في الاستمرار على هذا الطريق حتى الوصول إلى الأهداف العليا المبتغاة.[16]

ثامناً: الوحدة حول مبادئ الثورة وولاية الفقيه

حذاري أن تقدم الأيادي المثيرة للتفرقة والمغرضة والجاهلة -وقد لا يكون ضرر الجاهلين في بعض الأحيان أقلّ من الحاقدين- على إثارة النزاعات بكلامها وشعاراتها وتصريحاتها. لا تختلف نتيجة أعمال الحاقد والجاهل. فليحذر الجميع -خاصّة الذين يطلقون العنان لألسنتهم وحناجرهم من أجل الكلام- أن لا يسبّبوا الخلافات بين الناس بأيّ حركة وأيّ إشارة. على الجميع أن يحافظوا على الوحدة التي تدور حول محور مبادئ الثورة الإسلاميّة والمسار الصحيح للنظام الإسلاميّ وولاية الفقيه. هذا هو أساس القضيّة. إذا تمّت المحافظة على الوحدة مع الانسجام والتماسك اللذين كانا مشهودين حتى اليوم، فلن يكون هناك مجالٌ للشك في أنّ هذا الشعب وهذا البلد سيحقق أهداف الثورة الإسلاميّة.[17]

تاسعاً: القدرة الشاملة

السياسات الاستكبارية، وسياسات أمريكا، وسياسات الشبكة الصهيونية العالمية التي تستهدف بالدرجة الأولى الجمهورية الإسلامية لأسباب واضحة، ليس بوسعها القضاء على الجمهورية الإسلامية. وهي ليست عاجزة عن القضاء عليها وحسب، بل وعن إبطاء حركتها أيضاً. بوسعنا المضي في مسيرتنا بسرعة. ونتوقع مؤامرات العدو بالطبع، فهذه المؤامرات ستستمر إلى حين معين، وهذا الحين المعين هو الاقتدار الشامل للبلاد وهذه هي مهمتكم أنتم الطلبة الجامعيين وجيل الشباب. يوم استطعتم إيصال البلد لمحطة الاقتدار العلمي والاقتدار الاقتصادي، ويوم تمكنتم من توفير العزة العلمية لبلادكم، عندها ستقل المؤامرات طبعاً، لأن الأعداء سوف ييأسون. وطالما لم نصل إلى تلك المحطة يجب توقع المؤامرات والاستعداد لمواجهتها. وسوف تكونون أقوى ويكون عدوكم أضعف مع كل يوم يمرّ إن شاء الله، ولن يكون يوم انتصار الشعب النهائي بعيداً بمشيئة الله.[18]

عاشراً: رصد الأخطاء

إن أهدافنا ومرتكزاتنا وقيمنا في نظام الجمهورية الإسلامية إلهية، لكن أدواتنا وأساليبنا وكوادرنا مادية وبشرية، وليس الصديقون والأنبياء والمعصومون والملائكة هم من يريد تطبيق تلك الأهداف الإلهية في مجتمعنا، إنما هؤلاء الأفراد والبشر العاديون الذين ترونهم هم من يبغون تطبيقها وتحقيق تلك الأهداف السامية الرفيعة. إذن، احتمال الخطأ والخلل وارد في كل مكان. وطبعاً بسبب هذه الأخطاء تنبثق تلك القابلية للخلل. لذا كان من الواجبات الأساسية لكافة المسؤولين في القطاعات المختلفة أن يرصدوا أنفسهم دائماً، ويحددوا أخطاءهم، ويصلحوا تلك الأخطاء، ويستلهموا العبر من أخطائهم السابقة. إننا مكلفون جميعاً بهذه المهمة وعلينا الاعتبار من الأخطاء التي وقعنا فيها أو وقع فيها الآخرون، وأن نشخِّص أخطاءنا بدقة ومتابعة ونتلافاها.[19]

لابد من التأكيد أولاً أن الآفات والأخطار موجودة، ولكنّ هناك أيضاً سبلاً للوقاية منها. لا ينبغي أن تكون الأخطار مبعث خوف الشعوب، دعوا الأعداء يخافوكم واعلموا <إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا>[20] ربّ العزة والجلال يقول بشأن فئة من المجاهدين في عصر الرسالة: <الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ واتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ واللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ>[21].

لابدّ من معرفة الأخطار والآفات للوقاية من الحيرة والترديد عند مواجهتها، ولنكون على معرفة مسبقة بتشخيص علاجها.

إننا واجهنا هذه الأخطار بعد انتصار الثورة الإسلامية وعرفناها وجربناها وخرجنا من أكثرها بسلام بفضل الله وقيادة الإمام الخميني ووعي جماهيرنا وبصيرتهم وتضحياتهم. طبعاً لا يزال الأعداء يحوكون المؤامرات ولا يزال الشعب يقاوم بعزيمة راسخة لا تلين.[22]


  • [1] خطبة الجمعة بتاريخ 9-2-1990م
  • [2] في مراسم أعطاء حكم الرئاسة الجمهورية إلى محمود أحمدي نجاد بتاريخ 3-8-2009م
  • [3] خطاب سماحته أمام قادة الحرس الثوري بتاريخ 16-9-2015م
  • [4] خطاب سماحته أمام أساتذة وطلاب جامعة علم وصنعت بتاريخ 14-12-2008م
  • [5] خطاب سماحته في ذكرى رحيل الإمام الخميني بتاريخ 4-6-2001م
  • [6] خطاب سماحته أمام نواب مجلس الشورى الإسلامي بتاريخ 28-5-1997م
  • [7] خطبة الجمعة بتاريخ 5-8-1983م
  • [8] رسالة سماحته في عشرة والفجر بتاريخ 8-2-1990م
  • [9] خطاب سماحته في ذكرى رحيل الإمام الخميني بتاريخ 4-6-2001م
  • [10] خطاب سماحته أمام قادة وأعضاء القوة الجوية للجيش الإيراني بتاريخ 8-2-2016م
  • [11] خطاب سماحته في ذكرى رحيل الإمام الخميني بتاريخ 3-6-2008م
  • [12] خطاب سماحته أمام قادة وأعضاء القوة الجوية للجيش الإيراني بتاريخ 8-2-2014م
  • [13] خطاب سماحته أمام نواب مجلس الشورى الإسلامي بتاريخ 18-6-2000م
  • [14] خطاب سماحته أمام أهالي قم بتاريخ 5-10-2000م
  • [15] خطاب سماحته أمام أساتذة وطلاب جامعة علم وصنعت بتاريخ 19-7-2008م
  • [16] خطاب سماحته في ذكرى رحيل الإمام الخميني بتاريخ 4-6-2010م
  • [17] خطاب سماحته أمام أقشار مختلفة من الشعب 11-10-1989م
  • [18] خطاب سماحته أمام أساتذة وطلاب جامعة علم وصنعت بتاريخ 19-7-2008م
  • [19] خطاب سماحته أمام أعضاء مجلس الخبراء بتاريخ 21-9-2004م
  • [20] النساء: 76
  • [21] آل عمران: 173-174
  • [22] خطاب سماحته في مؤتمر الصحوة الإسلامية بتاريخ 17-9-2011م
المصدر
كتاب الثورة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟