مواضيع

الوحدة

من الخطوط الأصلية الأخرى لفكر الإمام الخميني ودربه وخطه قضية الوحدة الوطنية والتنبه لمؤامرات التفرقة، سواء التفرقة من منطلق مذهبي طائفي بين الشيعة والسنة، أو التفرقة على أساس القوميات بين الفرس والعرب والترك والكرد واللر والبلوش وغيرهم. بث الفرقة من السياسات الأكيدة للعدو، وقد أكد إمامنا الخميني الكبير منذ البداية تأكيداً نادر النظير على الوحدة الوطنية والاتحاد بين أبناء الشعب، وهذا بحد ذاته أحد الخطوط والمبادئ. ويجب علينا اليوم أيضاً مواصلة هذا الخط ومتابعته. تلاحظون في الوقت الراهن أن قضية التفرقة وبث الخلافات بين العالم الإسلامي من السياسات الرئيسية للاستكبار. لقد وصل الأمر بالأمريكان إلى درجة يذكرون معها اسم الشيعة والسنة؛ الإسلام الشيعي والإسلام السني؛ ويدعمون أحد الأطراف ويهاجمون الآخر. والحال أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية حملت منذ اليوم الأول نظرة واحدة متساوية تماماً حيال الفوارق المذهبية والطائفية.

لقد تعاملنا مع أخوتنا الفلسطينيين السنة بنفس الشكل الذي تعاملنا به مع الإخوة في حزب الله لبنان وهم شيعة. تعاملنا بشكل واحد في كل مكان. لقد كانت هذه نظرة إمامنا الخميني الجليل داخل البلاد، ونظرة الجمهورية الإسلامية في العالم الإسلامي نظرة بناء أمة، فالمقصود هو الأمة الإسلامية. أن يأتي خدم أمريكا من ذوي الدرجة الثانية من الأهمية ويتحدثوا عن الهلال الشيعي فهذا دليل سياسات تفرقة. وأن يعمل الأمريكان، على الرغم من إعلامهم الواسع، بالمماشاة تجاه هذه الجماعات التكفيرية العاملة على التفرقة في العراق وسورية -ويقدمون لهم المساعدات في بعض الأحيان خفية وسراً، وعملاؤهم يدعمونهم بشكل علني وصريح- فهذا يدل على أن دور بث التفرقة من منظار أعداء الإسلام والمسلمين وأعداء الجمهورية الإسلامية دور جد بارز ومهم. ليلتفت الجميع، ليلتفت الشيعة وليلتفت السنة إلى هذا الشيء، ولا ينخدعوا بلعبة العدو. ذلك التسنن الذي تدعمه أمريكا وذلك التشيع الذي يصدر عن مركز لندن مثل بعضهما، وكلاهما أخوة للشيطان، وكلاهما من عملاء أمريكا والغرب والاستكبار.[1]


[1] خطاب سماحته في ذكرى رحسل الإمام الخميني بتاريخ 4-6-2015م

المصدر
كتاب الثورة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟