مواضيع

حفظ العلاقة مع الشعوب المسلمة

في النظر لقضايا المنطقة يلاحظ المرء ظاهرة، ألا وهي العمق الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية. ثمة أحداث يمكن اعتبارها كالجذور أو الحبال الممسكة للخيمة، أي إنها عامل على القوة والرصانة داخل البلاد. هذا عمق استراتيجي. حين تلاحظون الإمام الخميني يتحدث بكلام صراحة في تلك الأيام عن الثورات خارج البلاد والخلايا الثورية، فذلك من أجل تشكيل مثل هذا العمق، وقد تشكل فعلاً. الأجهزة الاستكبارية تتخبط اليوم في محاولاتها محاربة هذا العمق الاستراتيجي. ولم يصلوا إلى نتيجة طبعاً، ولن يصلوا.[1]

الشعوب المسلمة هي العمق الاستراتيجي لنظام الجمهورية الإسلامية. لماذا تحاول الدعايات العجيبة الغريبة التي تبثها أمريكا وبريطانيا التفرقة بين الشعوب المسلمة وشعب إيران؟ لماذا؟ عن طريق النعرات القومية ونعرات السنة والشيعة؟ لأنهم يعلمون أن تلك الشعوب تمثل العمق الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية. الشعب يستند إلى عمقه الاستراتيجي. لا يريدون لشعب إيران ونظام الجمهورية الإسلامية أن يتمتع بهذا الدعم والمناصرة التي يحظى بها في البلدان المختلفة وهي مناصرة منقطعة النظير. لا تجدون في أي بلد أن الجماهير هناك -وليس الساسة- يحترمون ويكرّمون رؤساء البلدان الأخرى ويرفعون صورهم ويذكرون أسماءهم بهياج، باستثناء ما يحصل لرؤساء الجمهورية الإسلامية. أينما ذهبتم من البلدان المسلمة حيث توجد آثار وتأثيرات للجمهورية الإسلامية تعرب الجماهير عن مشاعرها تجاه الجمهورية الإسلامية بهذه الطريقة. العدو لا يريد هذا. العدو لا يريد مثل هذه الأواصر. وعلى الجمهورية الإسلامية أن تعتبر هذا أحد واجباتها. هذا من المعايير الرئيسة.

ولكم أن تنظروا الآن في كتابات أشخاص هم إما قصيرو النظر -وهذا ما نقوله إذا نظرنا للمسألة نظرة حسنة- أو إذا نظرنا نظرة سلبية قلنا إنهم مغرضون وخونة، حيث انتقدوا مراراً وبصراحة وما زالوا أواصر الجمهورية الإسلامية بالشعب اللبناني، وبشعب العراق، وبشعب أفغانستان، وبشعب فلسطين. لاحظتم أن هذا ما يقال للأسف في صحافتنا ومن على بعض منابرنا السياسية. وهذه مناهضة لأحد المعايير والمميزات الأساسية للجمهورية الإسلامية. كلا، الجمهورية الإسلامية ترى مصالح الشعوب المسلمة مصالحها، وهي على ارتباط بهم وتدافع عنهم، إنها تدافع عن المظلوم، عن الشعب الفلسطيني. هذه هي المعايير التي ينبغي أن تُبرّز.[2]


[1] خطاب سماحته أمام الجامعيين في شهر رمضان بتاريخ 28-7-2013م

[2] خطاب سماحته أمام أساتذة وطلاب جامعة علم وصنعت بتاريخ 19-7-2008م

المصدر
كتاب الثورة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟