مواضيع

الإيمان بـ«نحن قادرون»

جدول المحتويات

في نطاق الإيمان بالذات -الثقة بالنفس- علّم الإمام الخميني شعب إيران «نحن قادرون». قبل أن يلقّن الإمام الخميني فكرة «نحن قادرون» لشعب إيران ويعلمها إياه، أحيا «نحن قادرون» في وجوده هو، فقد أبدى اعتقاده بقدراته الشخصية بالمعنى الحقيقي للكلمة. في يوم عاشوراء من سنة 42 هدّد الإمام الخميني وهو غريب وحيد بين طلبة العلوم الدينية وأهالي قم في المدرسة الفيضية، هدّد محمد رضا شاه الذي كان يعتمد على أمريكا والقوى الأجنبية دون قيد أو شرط، ويحكم البلد بنحو منفلت، أنك إذا تحركت بهذه الطريقة وواصلت هذا الطريق فإني سأقول لشعب إيران يخرجونك من إيران! من الذي يقول هذا؟ رجل دين يسكن مدينة قم، ولا سلاح له، ولا تجهيزات ولا معدّات، ولا أموال، ولا دعامة دولية. ليس له إلا اعتماده على الإيمان بالله والثقة بالنفس جعله يقف في الساحة ويصمد. يوم عاد الإمام الخميني من منفاه، هدّد حكومة بختيار في «بهشت زهراء» هذه، وبصوت عال فقال: «إنني أصفع حكومة بختيار على فمها، وسوف أعيّن حكومة». هكذا كانت ثقته بنفسه. كان الإمام الخميني يؤمن بنفسه وبطاقاته وقدراته. وهذه الثقة بالذات انتقلت إلى أعمال الإمام الخميني وأقواله وإلى الشعب الإيراني.[1]

الثقة بالنفس في العلم

لقد اكتسب الشعب الثقة بنفسه؛ نتيجة لقيام الثورة الإسلامية والنظام الإسلامي، أي أنه اقتنع بقدرته؛ وهذا ما علّمه إيّانا الإمام، ووفّره لنا الجو العام في النظام الإسلامي، فالشاب والجامعي والأستاذ والمحقق والصناعي والمعمار لدينا اليوم على قناعة بأنه قادرٌ، وهذه الثقة بالنفس أعانتنا على الصعيد العلمي، فلقد حققنا تطوّراً كبيراً في الميدان العلمي، لكننا لا زلنا متخلّفين، فلا ينبغي لأحد أن يتصور أننا إذا حققنا التقدّم فقد بلغنا المرام وهذا يكفي.[2]

على صعيد العلم، لاحظوا أننا سرنا منذ نحو عشرة أعوام أو أحد عشر عاماً وإلى الآن مسيرة متسارعة في مجال العلوم المختلفة. انطلقت حركة جيدة، وكما أرى وكما تشير التقارير فإن هذه الحركة متصاعدة ومتسارعة يوماً بعد يوم. منذ اليوم الأول الذي طرحنا فيه قضية الاستغناء العلمي وتحطيم حدود العلم والنهضة البرمجية، لم أكن -حتى أنا- أصدق بوجود كل هذه الإمكانيات والاستيعاب للتقدم والسرعة العالية في التطور، ثم شاهدنا فجأة أن الإنجازات تتدفق من هنا وهناك كالينبوع. لاحظوا الآن أن مراكزنا البحثية ومراكزنا العلمية التقنية وجامعات إيران تتدفق كلها على مختلف المجالات والصعد، وهذا ما يجب أن يستمر ولا يتوقف. وعلى المستوى الاقتصادي فإن هذا بدوره ما يمكن أن يساعدنا مساعدة أساسية، أي إننا إذا استطعنا التقدم بالأعمال والمشاريع العلمية، وجعل العلوم مشاريع اقتصادية -وسوف أشير لهذه النقطة- فمن المتيقن أن ذلك أنفع وأجدى لنا بكثير على الصعيد الاقتصادي من بيع النفط وبيع الخامات التي نبيعها الآن.[3]


  • [1] خطاب سماحته في ذكرى رحيل الإمام الخميني بتاريخ 4-6-2013م
  • [2] خطبة الجمعة بتاريخ 13-2-2004م
  • [3] كلمة سماحته أمام رئيس الجمهورية وأعضاء الدولة بتاريخ 28-8-2013م
المصدر
كتاب الثورة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟