مواضيع

الإيمان بالتقليد والإيمان الواعي

يرى البعض أن الإيمان بالتقليد هو الإيمان الموروث الذي يستند إلى تقليد الآباء والأجداد بدون حجة أو دليل أو برهان صحيح حقيقة، قال الله تعالى: <وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ>[1] أي: إذا قيل لهم اتبعوا عقيدة التوحيد وما أنزل الله تبارك وتعالى على أيدي رسله الكرام(ع)

من المعارف الحقة والأخلاق الفاضلة والشريعة السمحة، وقامت الحجة العبادية والدليل الظاهر والبرهان الصحيح على صدقه وحقيقته، تعصبوا وتمسكوا بالتقليد البحت وقالوا معارضين <بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا>، فنعبد الأصنام، ونمشي في الطريق الذي مشوا فيها، ولا نترك ما وجدناهم عليه فهم أعلم وأفهم منا، معطلين بذلك عقولهم والمنطق وملغين لمسؤوليتهم عن اختياراتهم وخياراتهم العينية في الحياة، وغافلين عن كمالهم ووظيفتهم الإنسانية وعن حقيقة الأمر الذي هم عليه، وأنها دعوة الشيطان الرجيم وعدوهم اللدود، التي دعا إليها آباءهم، فاستجابوا له ومشوا خلفه فقرت عينه بقبولهم دعوته التي مؤداها ومنتهاها إلى عذاب جهنم وبئس المصير والورد المورود، ولا شك فإن الإيمان بالتقليد إيمان مذموم عقلاً وشرعاً ولا يليق بالإنسان العاقل ولا ينسجم مع الوظيفة الإنسانية.

ويقابل الإيمان بالتقليد الإيمان الواعي، وهو الإيمان الذي يستند إلى العلم والدليل الظاهر والبرهان الصحيح، قال الله تعالى: <قُلْ هَاتُوا بُرْهَانكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ>[2] أي: قال اليهود إن الجنة حكرٌ عليهم لن يدخلها غيرهم، وقال النصارى مثل قولهم، وتلك مجرد دعاوى فارغة وأماني كاذبة وتخيلات باطلة وأحلام خاوية، إذ ليس لهم على ذلك حجة صادقة أو دليل ظاهر أو برهان صحيح، وكل إيمان أو عقيدة أو فكرة لا يستند إلى حجة صادقة أو دليل ظاهر أو برهان صحيح يحصل منه اليقين العلمي، لا قيمة له عقلاً وشرعاً وإنسانياً، وعليه أمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم(ص) أن يطالبهم بالحجة والدليل والبرهان على ما يدّعون لكي يقبل منهم ويوافقون عليه ويؤخذ به وتكون له قيمة علمية وروحية وإنسانية عند العقلاء والمتشرعة الإلهيين حقيقةً وفعلاً.

وعليه، يعتبر الرجوع في أصول العقيدة إلى التقليد مذموم: عقلاً وشرعاً، ومخالف للعقل والمنطق والفطرة والطبع الإنساني السليم؛ لأن الإنسان بما هو كائن عاقل يمتلك حرية الإرادة والاختيار، فإنه يسير إلى كماله المقدر له واللائق به وإلى سعادته الحقيقية وغاية خلقه ووجوده في الحياة، بأفعاله الإرادية الاختيارية المتوقفة على الفكر والمعرفة. ولأن الإرادة تابعة للفكر وهو المحرك لها دائماً، فإن الفكر هو الأساس الذي يبنى عليه كمال الإنسان الوجودي وتحصيل السعادة الحقيقية في الدارين؛ الدنيا والآخرة، فيجب أن يحصل للإنسان اليقين بصحة الفكر والعقيدة والمنهج والطريقة التي يرجع إليها في أفعاله الإرادية الاختيارية؛ الفردية والمجتمعية، لكي يعيّن الإنسان كرامته وإنسانيته، ويصل إلى كماله الحقيقي المقدر له واللائق به، ويتحصل على سعادته الحقيقية الكاملة في الدارين؛ الدنيا والآخرة، ويحقق غاية خلقه ووجوده. ولا يقين حقيقي يحصل للإنسان بالتقليد الأعمى البحت، الذي لا يميز حقيقةً وواقعاً بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، وبين النور والظلمة المعنوية. فالتقليد في أصول العقيدة من الرذائل المذمومة؛ عقلاً وشرعاً، وتتنافى مع إنسانية الإنسان وكرامته، وتقود الإنسان إلى الضلال والضياع ثم إلى الشقاء الحقيقي الكامل وإلى الهلاك في الدارين؛ الدنيا والآخرة، وهو مخالف للعقل والمنطق والفطرة والطبع الإنساني السليم، حيث يقتضي جميعها البحث عن علل الأشياء ومعرفتها والسعي إلى تحصيل الكمال الحقيقي والفعلي للإنسان، وهو كمال يتنافى قطعاً مع الباطل والمعصية والضلال، ولا يتحصل إلا بالعلم واليقين والعمل الصالح.

وينبغي التنبيه هنا على أن التقليد لمن يثبت صدقه عقلاً؛ مثل: الأنبياء الكرام والأوصياء المطهرين(عليهم السلام) في المسائل التفصيلية الدقيقة في أصول العقيدة، والمسائل العقائدية الفرعية؛ مثل: البداء والشفاعة والقضاء والقدر والعرش والكرسي ونحو ذلك، لا يعد مذموماً؛ عقلاً وشرعاً، بل هو من سيرة العقلاء، ومبرهن عليه عقلاً. لأنه بعد ثبوت صدق النبوة والإمامة الإلهية، يثبت صدق قول النبي والإمام وعصمته، والأخذ بقول من يثبت صدقه عقلاً، موافق لحكم العقل قطعاً، وقد ثبت بالدليل البرهاني وبالتجربة: أن أقوال المعصومين هي امتداد طولي لنور العقل، وليست في عرضها، وليس فيها ما يخالف العقل، بل تثير دفائن العقول، وتبصّرها من المسائل الدقيقة والبعيدة عنها ما لم تكن لتبصرها ابتداءً ومن تلقاء نفسها، يقول الإمام علي بن أبي طالب(ع): «فبعث فیهم رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ: مِنْ سَقْف فَوْقَهُمْ مَرْفُوع، وَمِهَاد تَحْتَهُمْ مَوْضُوع، وَمَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ، وَآجَال تُفْنِيهمْ، وَأَوْصَاب تُهْرِمُهُمْ، وَأَحْدَاث تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ»[3].

الإيمان الواعي حقيقة

وأعتقد بأن مجرد استناد الإيمان إلى العلم والدليل الصحيح، لا يجعل منه إيماناً واعياً كاملاً حقيقة، ما لم يحصل معه العلم بحقيقة الإيمان نفسه ومقتضياته، ويقترن بالعمل الصالح، أي: يصبح السلوك وتصبح المواقف والعلاقات كلها انعكاسات لأنوار الإيمان، وتجليات وتجسيدات لحقائقه وترجمة له وتعبيراً فعلياً عنه. فمجرد العلم بالشيء والجزم بكونه حقاً لا يكفي في حصول الإيمان، قول الله تعالى: <وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا>[4] أي: أنكروا بألسنتهم وخالفوا في سلوكهم ومواقفهم وعلاقاتهم، ما تيقنوا صحته في قلوبهم وقرار أنفسهم، فلم يكن إنكارهم، ولم تكن لمخالفتهم عن جهل أو شك، وإنما عن علم ويقين بصحة ما أنكروا وخالفوه، ظلماً منهم للحقيقة ولأنفسهم، وخروجاً منهم على المنطق السليم ووظائف الإنسانية، بسبب العناد والتكبر على الحق وأهله والاستعلاء والتمنع عن الانقياد للرسل الكرام(ع). وعليه: لابد من الالتزام بمقتضى العلم بحيث تترتب عليه آثاره العملية حتى يصدق عليه الإيمان، أما إذا جهل العالم بحقيقة الإيمان ومقتضیاته، وانفصمت العلاقة الوجودية والوجدانية والمنطقية بين العلم وبين السلوك والمواقف والعلاقات ولم يقترن العلم بالعمل، فإن الإيمان يكون ناقصاً وغير حقيقي، ويكون صاحبه عالماً مقلداً للعلماء ومتبعاً لهم في فنهم وصناعتهم واستدلالاتهم ومنهجهم، لكنه ليس بمؤمن واعٍ بحقيقة الإيمان، فلا تحصل حقيقة الإيمان ويكتمل بالعلم والاستدلال الصحيح وحدهما، بل يجب أن يقترنا بالعمل الصالح والأفعال الخيرة النافعة للبشرية، ويدل على ذلك، قول الله تعالى: <لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ>[5] فالآية رد على أهل الكتاب: اليهود والنصارى الذين جادلوا وأكثروا الكلام في شأن القبلة عند تحويل الرسول الأعظم الأكرم(ص) قبلته في الصلاة بأمر الله سبحانه وتعالى من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، بتاريخ 15 رجب 2 هجرية، وفي الآية تأكيد على أن حقيقة الإيمان وكماله هو التصديق القلبي بأصول العقيدة: التوحيد والنبوة والمعاد، والإتيان بالطاعات: الواجبات والمستحبات المذكورة في الآية الشريفة المباركة وترك المحرمات، وأن الذين جمعوا تلك الصفات الحميدة الممدوحة في العقيدة والأخلاق والسلوك، هم الأبرار أهل المرتبة العالية في الإيمان، الجادون في الدين، الذين صدقوا في ادعائهم الإيمان، وأوصلوا الإيمان إلى مدلولاته الواقعية في حركة الحياة، وهم المتقون ربهم والعاشقون له بحق وحقيقة، الملتزمون بالإطار التكليفي الذي شرعه لهم لحمايتهم من الشقاء الحقيقي والهلاك الفعلي في الدارين: الدنيا والآخرة، وإيصالهم إلى كمالهم اللائق بهم والمقدر لهم وإلى سعادتهم الحقيقية الكاملة في الدارين وفوزهم برضوانه، والزلفى لديه، ونعيم الآخرة، وذلك بما استجمعوا من الخصال والصفات الحميدة: الإيمان الخالص والأخلاق الفاضلة والخصال الحسنة والأعمال الصالحة، وتركوا المحظور المنهي عنه، ويدل عليه أيضاً الحديث النبوي الشريف: «الإيمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان»[6] وفي الحديث عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: «الإيمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل بفرض من الله بينه في كتابه … فمن لقى الله عزوجل عليها لقى الله(عز وجل) مستكملاً لإيمانه وهو من أهل الجنة ومن خان في شيء منها أو تعدى ما أمر الله(عز وجل) فيها لقى الله(عز وجل) ناقص الإيمان»[7].

نتائج مهمة

نتوصل مما سبق إلى النتائج المهمة التالية:

  • خطأ الذين عرّفوا الإيمان بأنه التصديق الذي يطمئن له القلب من دون أن يؤيده أو يكذبه برهان أو تجربة ومشاهدة حسية، في مقابل العلم الذي يستند إلى أدلة وبراهين صحيحة وكافية: عقلية أو تجريبية، فما وصفوه بالإيمان هو في الحقيقة خرافة يرفضها العقل والمنطق والفطرة والطبع السليم ويبرأ منها الدين الإلهي الحق. وخطأ الذين قالوا: إن الإيمان يستند إلى أسباب ذاتية، في مقابل اليقين الذي يستند إلى أسباب موضوعية كافية. فالدين الإلهي الحق، مؤلف من عقائد يجب تحصيل اليقين في أصولها استناداً إلى الدليل الموضوعي الظاهر والبرهان العقلي الصحيح، ولا يجوز فيها التقليد، ولا يقبل فيها الشك والريب، بل يجب إزالته بالدليل الموضوعي والبرهان الصحيح، لكي تصح العقيدة ويقبل الإيمان، وشريعة تشتمل على أحكام العبادات والمعاملات وآدابها، وهي مأخوذة من الوحي الإلهي المنزل على الأنبياء الكرام(عليهم السلام) الثابت صدقهم بالدليل الحسي الظاهر والبرهان الصحيح، ويعتبر اتباعهم والأخذ منهم اتباعاً للعلم والعقل والمنطق والبرهان الصحيح، وعلى مثله تقوم الحضارة والاجتماع الإنساني برمته، استناداً إلى المنطق والفطرة والطبع السليم. فقد جرت سيرة العقلاء في العالم على طول التاريخ وعرض الجغرافيا على أن يستقل كل إنسان بالبحث وتحصيل العلم والخبرة والمهارة فيما يخصه، ويتبع غيره الذين يطمئن إليهم بالبحث وتحصيل العلم والخبرة والمهارة فيما يخصه، ويتبع غيره الذين يطمئن إليهم من أهل العلم والخبرة والمهارة فيما ليس في وسعه تحصيل العلم والخبرة والمهارة فيه، وعلى ذلك تتعدد التخصصات العلمية والمهنية والحرفية؛ مثل: الزراعة والنجارة والحدادة والتجارة والطب والهندسة ونحوها، وعلى ذلك قامت الحضارات والمجتمعات البشرية وتطورت وازدهرت، وهو أمر منطقي وعملي سليم، وفيه ركون إلى الدليل الإجمالي، وتقتضيه متطلبات الحياة العديدة التي لا نهاية لها ولا عدد، لأن تحصيل العلم والخبرة والمهارة في جميع التخصصات والمهن والمتطلبات أمر فوق طاقة الإنسان، لا سيما في عصرنا الراهن الذي تشعبت فيه العلوم واتسعت؛ أي: كلما تطورت العلوم والحضارة، كلما اعتمد البشر أكثر على التخصص، فيستقل الإنسان بالبحث وتحصيل العلم والخبرة والمهارة فيما تخصص فيه، ويتبع غيره الذين يطمئن إليهم ويعتمد عليهم في التخصصات الأخرى، ومخالفته أمر مخالف للعقل والمنطق ومعطل لمسيرة التقدم والتكامل الحضاري للمجتمعات البشرية، ويصيبها بالشلل التام ويقضى عليها حتماً ويمحوها من صفحة التاريخ والوجود.
  • ربما يجامع العلم بالتوحيد والنبوة والمعاد الكفرَ، قول الله تعالى: <وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا>[8] فالذي يحصل له العلم الصحيح بالتوحيد والنبوة والمعاد عن طريق الدليل الظاهر والبرهان الصحيح ويلتزم بمقتضاه، يسمى: مؤمناً، والذي يحصل له العلم الصحيح بالتوحيد والنبوة والمعاد عن طريق الدليل الظاهر والبرهان الصحيح ولم يلتزم بمقتضاه، يسمى: عالماً وليس بمؤمن، كما هو حال الكثير من المستشرقين والذين يشتغلون بعلم الأديان وغيرهم.
  • إن الإيمان لا يكون مصحوباً دائماً بالعمل بمقتضاه، فقد يكون الإنسان مؤمناً بقلبه، ولكنه يعصى الله(عز وجل) فيما يأمر به وينهى عنه، ولا يراعي محارمه ومقدساته، ويسمى صاحب هذا الحال فاسقاً، قال الله تعالى: <وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ>[9] فلم يكتفِ بذكر الإيمان بل قرنه بالتقوى، مما يدل على إمكان افتراقهما. وقد اعتبر القرآن الكريم الذين يفرقون بين الإيمان وبين العمل بمقتضاه، ليسوا بمؤمنين حقيقة، قال الله تعالى: <وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ>[10] وعليه: لا ثواب على الإيمان المجرد من فعل الخيرات وعمل الصالحات، قال الله تعالى: <وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا>[11] أما من آمن ولم يعمل بمقتضى إيمانه فهو ليس مشمولاً بهذا الوعد، وقال الله تعالى: <وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ>[12] أي: في الإيمان والطاعة وعمل الصالحات رجاء أن تشمل العبد الرحمة الإلهية، أما مجرد الإيمان، فليس فيه ذلك الرجاء. وغير ذلك من الآيات والأحاديث الشريفة كثير جداً.

[1] لقمان: 21

[2] البقرة: 111

[3] النهج. الخطبة: 1

[4] النمل: 14

[5] البقرة: 177

[6] كنز العمال، الحديث:2

[7] الكافي، جزء:2، صفحة:39

[8] النمل: 14

[9] البقرة: 103

[10] النور: 47

[11] الكهف: 88

[12] النور: 56

المصدر
كتاب إضاءات فكرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟