مواضيع

أمريكا وشعوب منطقتنا

تعلمون كم أنّ الأمريكيّين يعتقدون بالمساواة بين الناس، وهذا ما يجعلهم يعتقدون بكون كلّ أنحاء العالم متساوية مع بعضها البعض، وهم في خميرتهم البشريّة يرفضون التمييز بين مختلف الدول والشعوب، ويرغبون في نشر القيم الأمريكيّة من قبيل الحريّة، المساواة، الديمقراطيّة وحقوق الإنسان بين جميع أفراد البشرية، وأينما لاحظوا عدم تمتّع مكانٍ ما بهذه القيم، يبذلون الغالي والنفيس ويتكبّدون العناء من أجل نقل النسبة الكافية من هذه القيم إلى تلك النقطة من العالم، وعادة ما تنقل هذه القيم «مؤسسة نشر الحريّة والديمقراطيّة الأمريكيّة» (منظّمة السي. آي. أي) أو الجيش الأمريكي إلى المكان المنظور، ثمّ توزّع البضائع بين أهل المنطقة بعدل ومساواة. لحسن الحظ، حظيت منطقتنا (أي غرب آسيا) أيضاً بحصّة من هذه البضائع، وتمتّعت في مختلف الأزمنة والأشكال بهذه القيم.

الصومال: حقوق الإنسان والقرن الإفريقي

لم يوفّر الأمريكيّون الصومال أيضاً من رؤيتهم الإنسانيّة والخيّرة. في يونيو من العام 1993 دخل الجيش الأمريكي إلى الصومال تحت راية منظمة الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على السلام، وانشغلت على الفور وبمنتهى الحزم بالدفاع عن السلام. كان مستوى هذا الحزم والحسم كبيراً لدرجة أنّ أحد الصحفيّين الغربيّين ويُدعى سكوت بيترسون[1] وصف سلوك العسكريّين الأمريكيّين في الصومال بالوحشي، المفجع والمذهل. وقد كتب في كتابه ما يلي:

«لقد أثبت المسؤولون الأمريكيّون ومعهم منظّمة الأمم المتحدة بكلّ وضوح أنّهم لا يكترثون لعدد القتلى الصوماليّين وأن ليس من الضروري أن يتمّ إحصاء عدد جثامين الصوماليّين.»[2]

أعاد جنرالات الجيش الأمريكيّ بمساعدة مروحيّات الأباتشي وصواريخ أرض – جو الدقيقة، السلام إلى الصومال، لأنّهم كانوا يعتقدون بأنّ المزيد من سفك الدماء سيعيد السلام ويزيده ثباتاً. يتحدّث شاهد عيان حول أداء الجنود الأمريكيّين في الصومال فيقول «كان الجنود الأمريكيّون يقتلون كلّ من يعلو صوته.»[3] ثمّ كانوا يثبتون فيما بعد طبعاً أنّ ذلك المقتول كانت له صلة معيّنة بالحرب والنزاع في الصومال، وأنّ قتله كان ضروريّاً من أجل المحافظة على السلام.

خلال الفترة الفاصلة بين شهرين يونيو وأكتوبر، قتل الجنود الأمريكيّون حوالي الألفي شخص من الشعب الصومالي.[4] لكنّ هذا الأسلوب لم يقدر على الإسهام في الدفاع عن السلام، ولا بدّ أنّه كانت هناك مشكلة في مكان ما، والاحتمال الأكبر هو أنّ المشكلة كانت تكمن كما يقول الجنرال توماس مونتغومري[5]، أحد قادة الجيش الأمريكي في الصومال: «جميع الصوماليّين كانوا أناساً سيّئين»[6] ولم يكن ليتحقّق السلام دون قتلهم جميعاً. لكنّ الجيش الأمريكيّ لم ينجح للأسف خلال فترة تواجده في الصومال إلا في قتل ألفي صومالي، ومن الطبيعي أنّ السّلام لا يرسو وينتشر في الصومال بقتل هذا العدد القليل من الشعب الصومالي.

بعيداً عن كلّ هذا الكلام، شكّل تواجد الجيش الأمريكيّ في الصومال مكسباً مهمّاً للبشريّة والحضارة الإنسانيّة. على سبيل المثال، انتزاع الاعترافات بأسلوب «الإوزّ المشويّ»، والذي كان أحد إبداعات الجنود الأمريكيّين الأذكياء، وتمّ تطبيقه للمرّة الأولى في الصومال. وكان الأسلوب المتّبع يقضي بربط أحد الصوماليّين على خشبة كما الإوز ومن ثمّ إشعال النار تحته، وكان أحد الجنود الأمريكيّين يُدوّر الخشبة بكلّ تأنٍّ فوق النار لكي تصل حرارة النار بشكل متساوٍ إلى كلّ أجزاء الشخص الصومالي، وكان وصول الحرارة بشكل متساوٍ إلى أنحاء البدن يؤدي إلى أن يتبنّى المتّهم الصومالي كلّ الممارسات الإرهابيّة على مرّ التاريخ.[7]

حصل الأمريكيّون نتيجة دفاعهم عن السلام على تجارب عديدة، ومن هذه التجارب كان أن من الأفضل أن لا يتمّ الدفاع عن السّلام! لذلك، بعد عام وعندما وقعت الحرب الأهليّة في دولة رواندا الإفريقية، لم يبادر الأمريكيّون إلى إرسال قوات حفظ السلام الدولية، وكانت النتيجة مقتل مليون شخص خلال الحرب الأهليّة في رواندا.[8] على كلّ حال، يُعتبر استلهام الدروس من التاريخ وتجاربه، ضمن ما يميز أيّ بلد وشعب صاحب حضارة.

السودان وحقوق البشر الكيميائيّة

منذ العام 1998، أضيفت إلى لائحة مسؤوليات أمريكا التاريخيّة مسؤولية أساسيّة تتمثّل في مكافحة الإرهاب. أي أنّ الولايات المتحدة شعرت بعد الهجوم الذي استهدف سفارات أمريكا في كينيا وتنزانيا، أنّ الإرهاب يهدّد البشريّة والحضارة بأخطر الأشكال، ولأنّها شخّصت عدم وجود أيّ بلد آخر يتمتّع بالأهليّة، المسؤولية، القدرة، الدوافع والشجاعة اللازمة لمواجهة الإرهاب، فحمل الأمريكيّون على عاتقهم عبئ هذه المسؤولية الثقيل وبادروا كخطوة أولى في نفس العام 1998 إلى قصف أحد الأبنية في السودان مؤكّدين أنّه كان مصنعاً لإنتاج الأسلحة الكيميائية. طبعاً، فيما يخصّ تفسير وجود صلة بين قصف مصنعٍ لإنتاج الأسلحة الكيميائية في السودان ومكافحة الإرهاب، فهذا ممّا يعجز الجميع -عدا أمريكا- عن شرحه وتفسيره، فلم يقدر أحدٌ على استيعاب هذا الأمر ولم تتمتّع لحدّ الآن أيّ حكومة أخرى بالقدرة على إدراك وفهم هذا الموضوع المعقّد. كلّ هذا يضاف إلى أنّ الحكومة السودانية استطاعت إثبات أنّ ذلك المبنى مكان أكبر مصنع لتصنيع «الأدوية» في السودان، ولم تكن له أيّ علاقة بالأسلحة الكيميائية.[9] فيما يتصل بهذا الأمر، لا بدّ من إعطاء الحقّ للأمريكيّين. لأنّ الاحتياط شرط العقل، وكان من المحتمل أن تصل أيدي الإرهابيّين في يوم من الأيام إلى ذلك المبنى ويُنتجوا الأسلحة الكيميائيّة بدل تصنيع الأدوية. ألم يكن سيهدّد حينها البشريّة خطرٌ كبير؟

أفغانستان والحضارة الأمريكيّة الخشخاشيّة

بعد السودان، وصل الدور إلى أفغانستان. فالباحثون والعلماء المناهضون للإرهاب في أمريكا اكتشفوا بعد فترات طويلة من البحث والقراءة، وجود صلة بين القصف في أفغانستان وإبادة الشعب هناك وبين نسبة الإرهاب، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها وجود صلة مباشرة بينهما، فكان لا بدّ من شنّ الهجوم على أفغانستان من أجل القضاء على الإرهاب. طبعاً، ومن أجل تحقيق المنفعة الكاملة وتحقيق أكثر من هدف بضربة واحدة، قرّر الأمريكيّون متابعة عدّة أهداف بشكل متزامن أثناء هجومهم على أفغانستان. فهم استثمروا في هذا البلد بواسطة الهجمات الجويّة على المدنيّين والمناطق المدنيّة وقصف بيوت الطين التي يسكنها الشعب الأفغاني. كان هذا الاستثمار سخيّاً للغاية. لأنّ كلّ قذيفة أو صاروخ كان يطلقها الجيش الأمريكي على البيوت الفقيرة للأفغانيّين، كان ثمنها يساوي مئات الأضعاف من قيمة كلّ تلك القرية أو الحيّ. بعض القنابل المتطوّرة التي أنفقتها القوات الأمريكيّة الجويّة على القرى الأفغانيّة كانت قيمتها تبلغ أكثر من 500 ألف دولار! برأيكم، هل توجد قرية في أفغانستان تساوي قيمتها من أوّلها إلى آخرها 500 ألف دولار؟

وكانت نتيجة هذا الاستثمار، التصدّي للإرهاب العالمي، وتحقيق بعض المصالح المحدودة الأخرى لحكومة الولايات المتحدة الأمريكيّة. على سبيل المثال، وحسب ما يقوله حامد كرزاي[10] (الرئيس الأفغاني حينها)، فإنّ منظمة السي. آي. أي والجيش الأمريكي كانوا يكسبون سنويّاً طوال فترة احتلالهم لأفغانستان أكثر من 60 مليار دولار بفضل المخدرات المنتجة في أفغانستان.[11] وكانت صورة العمل مشرّفة للغاية أيضا. فكانت منظمة السي. آي. أي تقوم بعد التعرّف على المهرّبين الأساسيّين للمخدرات الذين كانوا يتعاونون مع طالبان، بدعوتهم إلى التفاوض وتقترح عليهم التعاون. وكان المهرّبون يحلمون بأن يتعاونوا مع أمريكا الديمقراطية والمتحضّرة، بدل التعاون مع طالبان الإرهابيّة والمتخلّفة.

وكانت النتيجة أنّ طالبان كانت تفقد مواردها المالية، ولم تكن قادرة كما السابق على ممارسة الأعمال الإرهابيّة، كما أن أعضاء منظّمة السي. آي. أي والجيش الأمريكي كانوا باستقطابهم للمهرّبين الأساسيّين للمخدّرات، يجهدون في تربيتهم، ويصنعون من هؤلاء القساة ومرتكبي الأعمال غير القانونية، رجالاً متحضّرين ومتحرّرين وملتزمين بالقانون. والآن، بعد كلّ هذه الأفضال، ما الضير في أن تحظى الحكومة الأمريكيّة ببعض مليارات الدولارات؟ من بين هؤلاء المهرّبين، كان رجلٌ يُدعى جمعه خان، انتشرت لاحقاً قضيّة علاقات الحبّ بينه وبين منظّمة السي. آي. أي منذ العام 2008 في مختلف وسائل الإعلام وآلت إلى الفضيحة.[12]

يرى «بول روبرتز»[13] المدير الأسبق لمجلّة وول ستريت جورنال[14]، فإنّ الهجوم الأمريكي على أفغانستان كان ينطوي على هدف جزئي وهامشي آخر، وهو السيطرة على مصادر الغاز في ذلك البلد.

طبعاً، كانت السيطرة على أفغانستان كفيلة بأن تحوّل هذا البلد إلى نقطة لنقل غاز دولتي أوزبكستان وتركمنستان نحو المياه الدوليّة (عبر باكستان) وتجعل مستقبل سوق الغاز في العالم خاضعاً لسيطرة أمريكا.[15]

لا شكّ في أن الرابح الأخير من تواجد أمريكا في أفغانستان، هو شعب هذا البلد. لأنّه استطاع ببركة حضور الجنود الأمريكيّين التعرّف على حضارتهم ومظاهرها (مثل المرحاض الافرنجي، الجوال، الأفلام الإباحيّة، القنوات الفضائية و…). والحقّ يُقال، لقد بذل الجنود الأمريكيّون كلّ ما بوسعهم من أجل تعليم الحضارة للأفغانيّين. الإدرار فوق أجساد الضحايا، قطع أصابع المقتولين وتكوين مجموعة منها[16]، نماذج صغيرة لآداب الحياة الحضاريّة التي تعلّمها الشعب الافغاني من مربّين عظام مثل الفريق «كلوين غيبز» الأمريكي. فالفريق غيبز ورفاقه انتهجوا بقلوب مترعة بحبّ الإنسانيّة انطلاقاً من دوافع كبيرة لنقل التجارب الحضارية إلى الأفغانيّين المتخلّفين، أساليب تدريبية عمليّة مؤثرة من أجل تحويل الأفغانيّين إلى بشر والعمل على جعلهم متحضّرين. منذ تلك اللحظة بدأ الشعب الأفغاني يتسابق ويشارك على كيفيّة قتل طفل يبلغ من العمر 6 سنوات عبر استخدام الألغام والأسلحة الأتوماتيكيّة (وذلك من على بعد عدّة أمتار).[17] لأنّه قبل هجوم أمريكا على أفغانستان، كان شعب هذا البلد يظنّ بناء على أسلوب تفكيره المتخلّف، أنّ قتل الأطفال عملٌ غير إنساني وقبيح، وأنّ الإنسان البالغ لا بدّ أن يواجه من يكون بمن يوازيه في القامة.

العراق، الحضارة الأمريكيّة ولا شيء بعدها

خطت أمريكا خطوة مهمّة أخرى من أجل مكافحة الإرهاب تمثّلت في الهجوم على العراق. فمنذ البداية، كان حفظ السلام من الهواجس الدائمة للحكومة الأمريكية (قبل التأسيس، حتى اليوم وفي المستقبل)، ولا أنّ الهجوم على العراق شكّل أكبر خطوة على مدى تاريخ البشريّة في اتجاه السلام والتصدّي للإرهاب، ولم تشهد الكرة الأرضيّة لحدّ تلك اللحظة مثيلاً لها.

لم يحصل نظام صدّام بعد 8 أعوام من الحرب مع الجمهوريّة الإسلاميّة على أيّ مكسب، فحاول من خلال شنّه للهجوم على الكويت، تعويض سمعته التي فقدها؛ وفور شنّ صدّام للهجوم على الكويت، تهدّد السلام العالمي، وهدّد الإرهاب المنطقة والعالم، فشعرت الحكومة الأمريكيّة للمرّة الألف بعبئ المسؤوليّة العظمى التي تحملها تجاه البشرية، ووجّهت هجمات مقاتلاتها وصواريخ الكروز الخاصّة بها نحو المدن والمناطق السكنيّة في العراق.

المقاتلات والصواريخ التي كان من المقرر أن تهدي العالم الأمن والسلام. كان ملجأ العامريّة من المناطق في بغداد التي تحوّلت إلى تجلٍّ للسلام والديمقراطية. فبعد أن أصابت عدّة صواريخ كروز أمريكيّة هذا الملجأ، فاحت روائح السلام في أنحاء العالم، وارتاح بال البشريّة من إرهاب صدّام. طبعاً، كان بعض الصحفيّين الغربيّين والأمريكيّين حاضرين في تلك المنطقة بعد أن دكّت الصواريخ الأمريكيّة الحاملة للسلام سقف هذا الملجأ، وقدّموا تقارير تفيد بتحوّل المئات من النساء والأطفال الذين كانوا موجودين في هذا الملجأ إلى فحم، وكانت رائحة احتراق أجسادهم القويّة تثير اشمئزاز الجميع.

وفي ما يرتبط بهذا الأمر، قال مارلين فيتزواتر[18]الناطق باسم البيت الأبيض في ذلك الوقت: «كان من المقرّر أن يكون ذاك المكان هدفاً عسكريّاً، لسنا نعلم ما الذي كان يفعله كلّ هذا العدد من الأشخاص المدنيّين هناك، لكنّنا على يقين بأنّ صدّام لا يفكّر مثلنا فيما يخصّ قيمة حياة البشر.»[19] فاحت رائحة السلام والإنسانيّة الفائجة من ملجأ العامريّة فعطّرت أجواء العالم، بحيث أنّ الجنرال شوارتسكوف[20]، قائد الجنود الأمريكيّين بكى في إحدى المقابلات على النساء والأطفال العراقيّين الذين قُتلوا خلال الهجمات ضدّ أمريكا[21] وقال جورج بوش الأب (رئيس الولايات المتحدة الأمريكيّة حينها) بشأنها: «نحن حزينون للآلام التي تجرّعها الأبرياء خلال الهجمات التي قمنا بشنّها.»[22]

لعلّه كان هذا السبب في عدم تعرّض صدّام وأيّ من القادة والمقرّبين منه لأي ضرر خلال مئات الهجمات الجوية التي شنّها الجيش الأمريكي على العراق. لأنّ الجنود الأمريكيّين كانوا يراعون أقصى درجات الدقّة كي لا يستهدفوا الأبرياء وغير المدنيّين، ومع انتهاء الهجمات تحقّق هذا الهدف بشكل كامل. لأنّ الشعب العراقي بأجمعه – غير صدّام ومن معه وكبار قادته- كان قد تعرّض لأضرار وآلام عميقة. والنقطة اللافتة كانت أنّ الجنود الأمريكيّين كانوا يراعون أقصى درجات الاحترام في تعاملهم مع الشعب العراقي، إلى درجة أنّه كان قد كُتب على بعض الصواريخ التي أُطلقت باتجاه العراق في شهر رمضان «شهر رمضان مبارك!»[23]

بعد انتهاء الهجمات، قرّر الأمريكيّون الذين كانوا في ذواتهم مخلوقات دقيقة ودؤوبة، فرض الحظر على الشعب العراقي من أجل ترسيخ السلام العالمي والوقاية من التهديدات المحتملة التي كان من الممكن أن يوجهها صدّام للمجتمع العالمي. هذا الحظر الذي تمّ التخطيط له وفرضه من قبل أمريكا ضدّ الشعب العراقي، ترك آثاره على مصير شعب هذا البلد. تراجع الناتج المحلّي للفرد العراقي إلى خمس ما كان عليه، وتضاعفت وفيات الرضّع العراقيّين ضعفين، وحُرم غالبيّة الشعب العراقي من الحصول على مياه الشرب الصحيّة، وتفشّت أمراض معدية مثل الوباء والحصبة وانتشرت حالة أشبه بالقحط في أنحاء العراق، وارتفعت نسبة الوفيّات في العراق ثلاث أضعاف، لأنّ الحظر، شمل أيضاً الطعام والدواء. عند البدء بتنفيذ الحظر، توقّع الخبراء أن تكون أضرار الشعب العراقيّ بسبب هذا الحظر أكثر من أضرار أسلحة الدمار الشامل على مرّ تاريخ البشرية.[24]

تعلمون أنّ كون المعدة فارغة، سيؤدي إلى سطوع نور المعرفة على صاحب المعدة الفارغة، والحكومة الأمريكية استطاعت بالتخطيط لهذا الحظر وصون الأمن والسلام العالميّين في الوقت عينه، أدّت إلى ارتفاع مستوى المعرفة في المجتمع العراقي وكان هذا السبب في ردّ وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة حينها مادلين أولبرايت بكلّ بال مطمئن في السنة الخامسة لتطبيق هذا الحظر على سؤال الصحفيّين بأن «هل أنّ معاقبة صدام التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون طفل عراقي نتيجة الحظر، تستحقّ هذا الثمن؟»: «نعم، أعتقد أنّ الأمر يستحقّ!»[25]


  • [1] Scott Daniel Peterson (born 1996) مؤلّف كتاب Me Against My Brother: At War in Somalia, Sudan and Rawanda.
  • [2] تاريخ أمريكا، هاوارد زين، ص 850.
  • [3] تاريخ أمريكا، هاوارد زين، ص 850.
  • [4] تاريخ أمريكا، هاوارد زين، ص 850.
  • [5] Thomas M. Montgomery (born 1941)
  • [6] تاريخ أمريكا، هاوارد زين، ص 850.
  • [7] تمّ التقاط صور عديدة لهذه الممارسات الأمريكيّة بواسطة الصحفيّين الذين كانوا حاضرين في الصومال وبعض الحنود الأمريكيّين.
  • [8] تاريخ أمريكا، هاوارد زين، ص 851.
  • [9] تاريخ أمريكا، هاوارد زين، ص 856.
  • [10] Hamid Karzai (born 1957)؛ رئيس جمهورية أفغانستان بين العامين 2004 و2014.
  • [11] أسباب ارتفاع نسبة ومستوى إنتاج وزراعة المخدرات في أفغانستان، وكالة أنباء فارس، 22/5/2014 (www.farsnews.com/13930224000431)
  • [12] كيف تدير منظمة السي. آي. أي تجارة المخدرات؟ موقع مشرق الإخباري، 15/4/2012 (http://www.mashreghnews.ir/fa/news/96211)
  • [13] Paul Craig Roberts (born 1939) ؛ خبير اقتصادي أمريكي، مستشار وزير الخزينة في الولايات المتحدة الأمريكية ومدير تحرير مجلّة وول ستريت جورنال.
  • [14] The Wall Street Journal
  • [15] أميركن فري برس تبحث: ما الذي يجري في كواليس السيطرة على أفغانستان؟، وكالة أنباء فارس، 24/11/2009 (http://www.farsnews.com/8809020453)
  • [16] The ‘Kill Team’ Images: US Army Apologizes for Horrific Photos from Afghanistan, Spigel Online, March 21, 2011
  • [17] يوم جيّد للجنود الأمريكيّين في أفغانستان!، وكالة أنباء خبر أونلاين21/1/2012 (http://www.khabaronline.ir/detail/195123)
  • [18] Max Marlin Fitzwater (born 1942)؛ الناطق باسم البيت الأبيض في فترة رئاسة رونالد ريغان وجورج بوش الأب.
  • [19] قمع الأمل، ويليام بلوم، ص 842.
  • [20] H. Norman Schwarzkopf (1934 – 2012) ؛ جنرال في الجيش الأمريكي وقائد قوات التحالف الدوليّة في حرب الخليج الفارسي ضدّ العراق عام 1991.
  • [21] ييسرائيل والصهيوديمقراطية، السيد هاشم ميرلوحي، ص 392.
  • [22] قمع الأمل، ويليام بلوم، ص 842.
  • [23] ييسرائيل والصهيوديمقراطية، السيد هاشم ميرلوحي، ص 392.
  • [24] الولايات المنهزمة، نعوم جومسكي، ترجمة يعقوب نعمتي، دار نشر جام جم، الطبعة الأولى: 2008، ص88.
  • [25] تاريخ أمريكا، هاوارد زين، ص 855.
المصدر
كتاب تاريخ أمريكا المستطاب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟