مواضيع

كوبا وفيروس الحضارة

جدول المحتويات

طبعاً، يمكن العثور بين جيران أمريكا على بلد لم توفّر أمريكا على مدى الأعوام الستين الماضية جهداً من أجل تصدير الحضارة إليه، إلا أنّها لم تنجح في إنجاز هذا الأمر. تشكّل كوبا استثناء بين جيران أمريكا! لأنّ أمريكا لم تنجح في جعل ذلك المكان متحضّراً، وفشلت أيضاً في الترويج للقيم الأمريكيّة الأصيلة مثل حقوق الإنسان، الديمقراطيّة والحريّة.

طبعاً، إياكم أن تظنّوا أنّ الأمريكيّين قصّروا في النهوض بمسؤوليّاتهم تجاه كوبا، لا، كانت المشكلة مختلفة. كان الشعب الكوبي مكوّنا من أشخاص صلداء وعنيدين لا يستوعبون الكلام المنطقي الذي يطلقه الأمريكيّون، لدرجة أنّ الأمريكيّين أجبروا على أن يخلطوا بعض كلامهم واستدلالاتهم المنطقيّة بالقليل من الميكروبات، ثمّ يبادروا لنشرها بين الكوبيّين.

في أكتوبر من العام 1981، انتشر فجأة ودون أي مقدمات مرض «حمى الضنك» في هذه الجزيرة الصغيرة وأصاب أكثر من 300 ألف شخص. لوّحت منظّمة السي. آي. أي فيما بعد بتحمّلها مسؤوليّة القيام بهذه الحركة الحضاريّة – الميكروبيّة. الحركة التي رغم نجاحها في نشر ميكروب «حمى الضنك»، لم تحقّق أيّ مكسب في نشر حقوق الإنسان والديمقراطية في كوبا، وحمّلت الحكومة الكوبيّة عبئ 150 جثّة هامدة.[1] لا بدّ من التذكير بأنّ منظّمة السي. آي. أي ولكي تكمل حزمة خدماتها لجيران أمريكا، أطلقت عام 2004 انقلاباً صغيراً (كما جرت عادتها) في دولة هائيتي الصغيرة، وخلعت رئيس جمهوريّتها غير الجذّاب لكي يتخلّص الشغب الهائيتي من رؤية وجه رئيس جمهوريّتهم المتكرّر ويذوقوا طعم التنويع في رؤساء الجمهورية.[2]


  • [1] قمع الأمل، ويليام بلوم، ص 453.
  • [2] كيف تحدث أمريكا انقلاباً في أيّ بلد؟، وكالة مشرق الإخبارية، 5/5/2014 (http://www.mashreghnews.ir/fa/news/300867)
المصدر
كتاب تاريخ أمريكا المستطاب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟