الشقشقة التاسعة: القيام بالأمر والخلافة
جدول المحتويات
القيام بالأمر والخلافة!
يقول أمير المؤمنين (ع): «أَمَا والَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ ومَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ ولَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا ولَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا ولَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْز»[1]
تمهيد
إنها أعذارٌ ثلاثة يذكرها أمير المؤمنين علي (ع) توضح سبب قبوله لهذا الأمر والقيام به -وإن طال تخلف عنه بمثل هذه المدة المديدة- وهي: حضور الحاضرين لمبايعته وقيام الحجة عليه بوجود الناصر له في طلب الحق لو ترك القيام، وما أخذ الله على العلماء من العهد: على إنكار المنكرات، وقمع الظالمين، ودفع الظلامات عند التمكن.[2]
ومن خلال سيرة الإمام علي (ع) ومواقفه الإيمانية والجهادية وإقامته للحكومة الإلهية العادلة: فإنّه أضفى إلى العمل السياسي والاجتماعي نورانية إلهية مميزة.
وحكومته الاستثنائية -التي جسّدت الإسلام من كل جنباته- بعثت الروح في أتباعه للقيام والثورة من أجل إقامة الحكومة الإسلامية بنفس نهجه، وبصبره وشدّة تحمله علّم الشعوب المؤمنة الحرة: أن لا تقبل بمسالمة الظلمة أو الركون إلى الطغاة الخونة .. «لَنَا حَقٌّ فَإِنْ أُعْطِينَاهُ وإِلَّا رَكِبْنَا أَعْجَازَ الْإِبِلِ وإِنْ طَالَ السُّرَى»[3].
أولاً: حضور الحاضر والقيام بالأمر:
الخلافة المغصوبة!
زويت الخلافة عن أمير المؤمنين (ع) 25 عاماً ظلماً وجوراً، وكان الألم يعتصر قلب الأمير ووجدانه وهو يراهم يغتصبون حقّه الإلهي ويستولون على منصبه الرباني! وأسفُ الأمير (ع) وتأوهه لا لأجل دنيا قد ذهبت منه، أو نعيم حالوا بينه وبينه؛ وذلك لأنّه كان ينظر إلى الخلافة بمنظار إلهي وأنّها تكليف سماوي، وأنّها أفضل وسيلة لهداية البشرية وإخراج الناس من الظلمات إلى النور!
حيث لا يقدر على مثل هذا الأمر إلا أهل البيت(عليهم السلام)، يقوم الإمام علي (ع): «بِنَا اهْتَدَيْتُمْ فِي الظَّلْمَاءِ و[تَسَنَّمْتُمُ] تَسَنَّمْتُمْ[4] ذُرْوَةَ [الْعَلْيَاءَ] الْعَلْيَاءِ وبِنَا [انْفَجَرْتُمْ] أَفْجَرْتُمْ[5] عَنِ السِّرَار[6]»[7]
نعم، كان ألمه ووجعه لأن الطّغاة سلبوه رداءاً ألبسه الله تعالى إياه من أجل أن يهدي الناس ويعلمهم معالم الطريق، ويستنقذهم من ربق أسر الشهوات، ويسعدهم في هذه الحياة وما بعد الممات!
ولكن جهل الأمّة وعنادها وحقدها وطمعها في الدنيا، حال دون قيامة بالأمر بعد رسول الله (ص) مباشرة! فظلّت الأمة الطريق ولم تهتدِ إلى سواء السبيل!
ولكن الناس أنفسهم يظلمون!
وهكذا عاشت الأمة 25 عاماً بعد الرسول (ص) تتخبط في العشوات، وتنزلق في الهلكات، وتبتعد عن فاضل الكمالات وترتمي في خسيس الخصال! ولو استلم الإمام علي (ع) الرّاية والخلافة بعد الرسول (ص) مباشرة، لكان وضع الإسلام والمسلمين شيئاً آخر! ولما رجعت الأمة القهقري، ولما انحدرت إلى الجاهلية الاولى، ولكنّ الناس أنفسهم يظلمون!
يقول الإمام علي (ع): «فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي رَافِدٌ ولَا ذَابٌّ ولَا مُسَاعِدٌ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِي فَضَنَنْتُ[8] بِهِمْ عَنِ الْمَنِيَّةِ فَأَغْضَيْتُ عَلَى الْقَذَى[9] وجَرِعْتُ رِيقِي عَلَى الشَّجَا[10] وصَبَرْتُ مِنْ كَظْمِ الْغَيْظِ عَلَى أَمَرَّ مِنَ الْعَلْقَمِ وآلَمَ لِلْقَلْبِ مِنْ وَخْزِ الشِّفَار»[11]
إنّه ألمٌ يعتصر الهداة ويأخذ بالنفس حسرات: عندما لا يتمكنون من أخذ يد الناس والسير بقوافل البشرية إلى بر الأمان، بسبب قُطّاع الطريق الذين ملؤوا السبل بالأشواك، وبسبب جهل الناس الذي أعماهم عن تمييز أهل الفساد، فساروا خلف أهل البدع والضلال، وهجروا أهل التقوى والصلاح! فكتبوا على أنفسهم الشقاء في الدنيا وبعد الممات!
الدنيا في عين الإمام علي (ع)!
ما كان الأمير (ع) يطلب دنيا أو يأسف على حطامها؛ فما قيمة الدنيا عنده وهو الذي طلقها ثلاثاً لا رجعة فيها! وهو الذي أبغضها وحطامها حتى أبغضته وقتلته! وأهانها وحقّرها حتى كادت له فشردت بنيه وأهله انتقاماً منه ونكاية به!
فما دخلت في حريم قلبه يوماً، ولا طاقت بفؤاده نزراً، وما سعى لها أبداً، فهو الذي كان يقول: «وَ قَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ وهُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِهِ قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ ويَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ و[هُوَ] يَقُولُ: يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا إِلَيْكِ عَنِّي أَ بِي تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ [تَشَوَّفْتِ] تَشَوَّقْتِ لَا حَانَ حِينُكِ، هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ فِيهَا فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ وخَطَرُكِ يَسِيرٌ وأَمَلُكِ حَقِيرٌ آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وطُولِ الطَّرِيقِ وبُعْدِ السَّفَرِ وعَظِيمِ الْمَوْرِد»[12]
فإن أُريد من منصب الخلافة طلب الدنيا واللهث وراء حطامها -كما ينظر إليها أبنائها- فهو زاهدٌ في مثل هذه الخلافة ولن يدنس طهره بمثل هكذا أدران، وهو على أتم الاستعداد لإكمال حياته بعيداً عن السلطة ما دامت الأمة لا تريده!
وما دامت الخلافة لا تصلح إلا لمن أعشت الدنيا عينه وسكر حطامها عقله «أَتَمْتَلِئُ السَّائِمَةُ مِنْ رِعْيِهَا فَتَبْرُكَ وتَشْبَعُ الرَّبِيضَةُ مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ ويَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ، قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ السِّنِينَ الْمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِيمَةِ الْهَامِلَةِ والسَّائِمَةِ الْمَرْعِيَّة»[13].
أمّا إذا كان التكليف الإلهي يُملي عليه بأن يقوم بأعباء الخلافة والتي تعتبر أفضل وسيلة للهداية وإنقاذ الناس من الغواية، فإنّ الإمام (ع) لن يتردد في القيام بالأمر الإلهي!
القيام بالواجب الإلهي!
نعم، إنّه الواجب الإلهي الذي يُحتّم على الامير (ع) أن ينهض بالأمر ويقود القافلة ويدير منصبه الإلهي الذي سلبوه منه في سالف الأزمان، يقوم بأمر الخلافة، فيوقف ظلم الطّغاة السافر، ويرفع المظلومية عن كاهل الشعب العاجر، وينشر العدل بعد أن ساد اللئام فأظلموا الأفق على الأنام!
وجاءت دولة الحق ورُعت راية الهدى: حيث لا ظلم على العباد، ولا غصب لشيء من الحطام، كيف والقائد هو الإمام الذي يدور الحق معه حيث ما دار.
«وَاللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ وإِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا مَا لِعَلِيٍّ ولِنَعِيمٍ يَفْنَى ولَذَّةٍ لَا تَبْقَى نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ وقُبْحِ الزَّلَلِ وبِهِ نَسْتَعِين»[14]
الإمام الخميني والحكومة العلوية!
إنّ إقامة الحكومة الإسلامية هو الطريق لنهضة الشعوب وانتشالها من أسفل السافلين -بفعل الفاسدين- إلى أعلى عليين.
وأي حلول ترقيعية مع إمساك الطغاة بمقدرات البشرية، فإنّ العناء هو حليف الاوطان والشقاء خاتمة المطاف.
ومن الحريّ التأمّل في التجربة الإلهية التي قام بها مفجر الثورة الإسلامية والسعي الحثيث للعمل واغتنام الفرصة قبل أن تكون غصّة.
والإمام الراحل + ومن أجل القيام وتشكيل الحكومة قام بما يلي:
أولاً: ركّز الأسس الكلامية «العقائدية» لهذه المسألة.
ثانياً: بنى عليه الأساس الفقهي.
ثالثاً: قسّم شرائط الولاية والقيادة إلى شرائط حصولية وشرائط تحصيلية.
رابعاً: هيأ الشرائط التحصيلية للولاية بتحمل السجن والنفي والتهمة والافتراء.
خامساً: جعل الرابطة بين المرجع والناس رابطة الإمام والأمّة.
سادساً: جعل الفقيه إماماً نائباً عن الإمام المعصوم (ع).
سابعاً: عرّف الإمامة بأنها الثقل الأصغر.
ثامناً: قد ضحّى بالثقل الأصغر فداءاً للثقل الأكبر.
وقال بعد حادثة الفيضية: يجب علينا مواصلة هذا الطريق ولو بلغ ما بلغ وليكن ما يكون، لأنّ قيامه وثورته كانت على أساس الفقه والفكر «على شيء»! واستمر على هذه المقولة إلى آخر لحظة، واستطاع أن ينتشل المجتمع من أسفل السافلين ويوصله إلى أعلى عليين! وطبعاً كانت هذه الثورة معجزة للقرآن والعترة[15].
العمل في الحكومة الإسلامية!
لا بُدّ من حضور الناس في الميادين السياسية ومشاركتها في إدارة الدولة الإسلامية، وهذا يتوقف -في مرحلة سابقة- على الإعداد لتحمل مثل هذه الواجبات: فمن جهة لابد من الالتزام الديني، ومَن لا يجد في نفسه الفعلية على «الإدارة» فعليه أن يسعى لإحياء ما فيه من القابلية حتى يتم التمكن من إدارة كل شخص لزاوية من زوايا الدولة الدينية، ويؤدي كل شخص دوره في المجتمع الإسلامي!
وإلا فأنّ المجتمع يفقد المناعة اللازمة حتى لو كان القائد مثل الإمام علي (ع)[16]! ومَن يجد في نفسه القابلية والاستعداد على الإدارة في الحكومة الإسلامية، ومع ذلك يعتزل الساحة السياسية والاجتماعية، تصوراً منه بأن ذلك فضيلة!
فإن النتيجة الحتمية لذلك: هو استيلاء الظلم المنظم، ووصول النوبة إلى أمثال «زياد ابن أبيه» ليكون عضداً في إدارة الدولة!
ودين الله وحفاظه والإبقاء عليه، لا يُسلّم بيد أي شخص؛ فعندما يكون الدين في خطر، وعندما لا تقومون بصد أعداء الدين ولا تبرزون لمواجهتهم، فإنّه سوف يتوجه إلى حفظ «دين الله» رجالٌ لا يعرفون الخوف ويتوجهون إلى الخطوط الأمامية للقتال، وبمهام يحفظ الدين في الجبهات، جبهات القتال وجبهات الفكر والثقافة وجبهات إقامة الدولة.[17]
العمل في السياسة والحكومة ليس من الدنيا المذمومة!
إنّ السماء والأرض، والماء والتراب، والسهل والجبال والصحراء، كلها مخلوقات لله تعالى، وهي آياتٌ إلهية ومخلوقات شريفة، وهي ليست من «الدنيا المذمومة»!
وإنّما الدنيا المذمومة: هي المناصب الاعتبارية والأوهام والوساوس القبيحة، كالوهم بأنّ المال مالي، وأني أفضل من الشخص الفلاني، وأنّ لي المنزلة الفلانية بين أقراني![18]
وبناءاً على ذلك: فإنّ العمل في السياسة وإدارة الدولة، إذا كان من باب أداء التكليف الإلهي والفرض الربّاني، فهو لا يُعتبر من الدنيا المذمومة، بل هو ليس من الدنيا أصلاً، بل هو من عمل الآخرة فكما أن الصلاة والصيام وغيرها من العبادات الفردية يكون الاتيان بها من مقتضيات العبودية لله تعالى، كذلك الحال في العبادات الاجتماعية والسياسية وما ترتبط بالشأن العام، فإنّ القيام بمثل هذه الأمور مما يتناسب مع مقتضى العبودية لله تعالى!
وعلى كل حال، فسواء كانت العبادة فردية أم اجتماعية سياسية، وكان الوجه هو الله تعالى وكانت النّية خالصة، فليست هي من الدنيا المذمومة بل هي من أعمال الآخرة!
نعم، لا بُدّ من الحذر وأخذ كمال الحيطة من الشيطان ووساوسه؛ فهو يسعى للحصول على نقطة ضعفٍ فينا: حيث يتسلل من خلالها وينفذُ إلى باطننا، ويقوم بتحريك ما هو كامن في داخلنا، حتى يوقعنا في فخاخه ويردينا في مستنقع آثامه!
والعمل في السياسة مجالها واسع جداً، والثغرات التي يمكن للشيطان أن ينفذ منها أكثر بكثير من مجال العبادات الفردية!
فالمال والجاه والمنصب والشهرة و…، كل واحدة منها سبب مستقل لهلاك الإنسان، ومعبرٌ واسع لنفوذ الشيطان، والإنسان في العمل السياسي سوف يُبتلى بمثل هذه الابتلاءات، فإن لم يحتط ويراقب نفسه، تقحّم في المهلكات!
والذي يقع في فخ الدنيا، فإنّه ليس من السهل عليه أن يفلت منها؛ لأنّ الدنيا لن تتركه حتى تذهب بكرامته ومنزلته بين الناس، وتجعله حطاماً شبيه بالقمامة!
وإذا أصبح الإنسان بـ«لا حيثية» ولا شرف، فإنه لن يستطيع عمل أي شيء، وهذا هو جلّ عمل الشيطان: وهو سلب الحيثية عن الإنسان![19]
الدنيا منتنة موبوءة!
والدنيا، ليست بأكثر من مرتعٍ موبوء «مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ مُوبِئٌ[20] فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاهُ».[21]
واقترابنا منها يمنعنا من إدراك قبحها؛ لأنّ حاسة الشّم عندنا ستكون حينئذٍ معطّلة!
لكن، لو تجنبناها قليلاً: لرأينا قبحها وأدركنا كم هي منتنة، يقول الإمام علي (ع): «ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللَّهُ عَوْرَاتِهَا»[22].
ثانياً: قيام الحجة بوجود الناصر
حاكمٌ على الناس من قبل السماء!
إنّ أمير المؤمنين (ع) هو خليفة الله تعالى في أرضه، وهذا المنصب الإلهي الرباني مجعولٌ له من قبل السماء! فمنصب الحاكمية والخلافة ليس من المناصب الأرضية حتى يكون للناس الحق في أن يهبوه تارة ويسلبوه منه تارة أخرى، فمبايعة الناس له أو مبايعتهم لغيره لا يؤثر في كونه هو الخليفة الشرعي وغيره ليس بشرعي؛ وذلك لأنّ الحاكمية لله تعالى أولاً وبالذات، فهو حق خاص به بمقتضى أدلة التوحيد في الربوبية التشريعية، وهذا الحق قد يجعله الله سبحانه لمن يشاء، وقد جعله للأنبياء والأوصياء(عليهم السلام)، ومن ثم فهو مجعول للفقهاء!
إذن، فالحاكمية هي ثابتة أولاً وبالذات لله تعالى، ولمن أذن لهم ثانياً ويكون بالتبع. وأيّ حاكم لا يكون مأذوناً من قبل السماء فهو حاكم ظالم غاصب، وحكمه طاغوتي!
وأمير المؤمنين (ع) هو المأذون من قبل السماء على أن يكون خليفة على الناس، فهو الخليفة الشرعي والحاكم الحق، وغيره طاغوت!
دور الأمة والشعب إضفاء القدرة والفعلية لا الشرعية!
بعد اتضاح أنّ الأمة لا تُضفي «الشرعية»، فإنّه يأتي التساؤل عن دور الأمّة في الحكومة والعمل السياسي، فهل للأمة دور أو لا؟
والجواب: أنّ للأمة دوراً حسّاساً وخطيراً في مجريات الأحداث السياسية؛ حيث أنّ الأمة هي التي تضفي القدرة والتحقق الخارجي لطبيعة الحكومة، والقبول وعدم القبول بالحاكم، فعندما لم تأتِ الأمة ولم تبايع الإمام علي (ع) بعد رحيل الرسول الأعظم (ص) مباشرة ن فإنّ الإمام هو الحاكم الشرعي، ومبايعة الناس وعدمها لا تؤثر في شرعية حاكميته، إلا أنّ فعليه حاكميته وتحققها على الصعيد الخارجي لم تحصل إلا بعد أن جاءته الأمة -وبعد 25 عاماً- وبايعته وأعلنت الموالاة له!
فبعد 25 عاماً اجتمعت «الشرعية» مع «الفعلية» للإمام علي (ع)، فهو قبل هذه المدّة كان يملك «الشرعية» إلا أنّه لم يتمكن من بسط حاكميته على الناس، حيث أنّ الناس لم يأتوا له، والله سبحانه لا يُكرِه العباد على الطاعة وانتهاج الطريق الحق والصراط المستقيم!
انتظر الأمير (ع) حتى تفيق الأمة من سباتها!
والأمّة، وخلال 25 عاماً، حرمت نفسها من بركات حكومة أمير المؤمنين علي (ع)؛ حيث ذهبت وبايعت غيره، وسارت في ركاب من هم أدنى منهم: فعاشوا تلك الطخية العمياء التي هرم فيها الكبير، وشاب فيها الصغير، ومُني الناس بخيطٍ وشماس وتلون واعتراض!
وبُليت الأمة -وبسوء اختيارها- بمن يأكل متاعها ومقدراتها، ويبليها بالفقر والحرمان المادّي والمعنوي!
وهكذا تُحرم الأمة من بركات وفيض الأرض والسماء، إن انتهجت نهجاً خاطئاً وحالت دون تحقيق إرادة الله! وما كان من خيار أمام امير المؤمنين (ع) إلا أن يصبر على طول المدّة وشدّة المحنة، حتى تفيق الأمّة من سباتها، وترجع إلى رُشدها، وتملك زمام إرادتها، وتُرجِع الحق لأهله، وتكون مستعدّة للنصرة، والوقوف في وجه الظلمة!
وجود الناصر يحقق شرط القيام!
وهكذا، وبعد 25 عاماً: أفاقت الأمّة من رقادها الذي أنهك الأمة الكثير الكثير، وثابت إلى رشدها بعد أن عبث في مقدراتها المفسدون!
فجاؤوا للإمام علي (ع) عارضين عليه للبيعة والفداء والنصرة والتسليم لأمره «وَبَسَطْتُمْ يَدِي فَكَفَفْتُهَا ومَدَدْتُمُوهَا فَقَبَضْتُهَا ثُمَّ تَدَاكَكْتُمْ عَلَيَّ تَدَاكَّ الْإِبِلِ الْهِيمِ عَلَى حِيَاضِهَا يَوْمَ وِرْدِهَا حَتَّى انْقَطَعَتِ النَّعْلُ وَسَقَطَ الرِّدَاءُ ووُطِئَ الضَّعِيفُ وبَلَغَ مِنْ سُرُورِ النَّاسِ بِبَيْعَتِهِمْ إِيَّايَ أَنِ ابْتَهَجَ بِهَا الصَّغِيرُ وهَدَجَ إِلَيْهَا الْكَبِيرُ وتَحَامَلَ نَحْوَهَا الْعَلِيلُ وحَسَرَتْ إِلَيْهَا الْكِعَاب»[23]
وعندها قامت الحجة على الأمير (ع) ووجب عليه ان ينهض بأعباء الخلافة؛ حيث تحقق شرط القيام وانجز ما على الناس من إبداء الطاعة للإمام، وبقي على الإمام (ع) أن ينهض بهذا الثقل الذي أعطاه إياه رب الأنام: فيرفع الظلم عن المظلومين ويوقف ظلم الظالمين ويقيد الحق لأهله، ويقيم حكم الإسلام ويشيّده.
الفقيه حاكم على الناس من قبل السماء!
وفي هذا الزمان، زمن الغيبة الكبرى، فإنّ منصب الحاكمية قد جعلته السماء للفقيه الجامع للشرائط، فهو الحاكم الشرعي المأذون من قبل الله تعالى.
وهذا المنصب الإلهي -وكما تقدم- ليس للناس فيه الخيرة ولا لهم دور في إعطاء الشرعية أو سلبها عن الفقيه، فهو ليس بحق مجعول من قبل الناس، يعطوه للفقيه متى شاؤوا، ويسلبوه منه متى ضاعوا وتاهوا. فالفقيه حاكم شرعي، قبله النّاس أو لا، أبدوا له الطاعة والانصياع أو لا.
نعم، إذا لم تقبل الأمّة بالفقيه، ولم تُبدِ له الطاعة والانقياد: فإنّ الفقيه سيبقى في المجتمع منزوياً بعيداً عن الحكم، كما عاش الإمام علي (ع) 25 عاماً كذلك!
أمّا إذا قدّمت الأمّة البيعة للفقيه: فإنّه سينهض بالأمر الذي أعطاه إياه رب العالمين.
وعلى كل حال، فليس للأمة إلا دور النّصرة والقوّة وتفعيل المنصب في الخارج، وليس لها دور في إضفاء الشرعية لحاكمية الفقيه.
ثالثاً: العلماء .. للظالم خصماً وللمظلوم عوناً
العلماء ومقارعة الطغاة!
من الواجبات الإلهية الملقاة على عاتق العلماء الربّانيين -ومع القدرة والاستطاعة-: أن لا يُقارّوا على ظلم الطغاة وتمادي المفسدين وجور البغاة.
فإذا تماد الظالم في ظلمه، وانتهك الحُرمات، وجرّع الأمّة، فعلى العلماء أن يُظهروا علمهم ويقفوا بحزمهم، ويستنقذوا الأمّة والنّاس من براثن جورهم، ويحولوا دون بغيهم وغيهم.
فالعلماء هم آباء النّاس الروحانيين، وهم ملجأ المحرومين وأمل المستضعفين، والعلماءُ هم أول من يُناط تجاههم: إصلاح المعوّج، ورفع الثقل والوزر والإثم.
وكيف يصبر العلماء على شدّة ظلم الطغاة والإمام علي (ع) يقول: «وَمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ ولَا سَغَبِ مَظْلُوم»[24].
إنّها الثورة والقيام ومقارعة الأصنام!
لن يهنأ للعلماء عيش!
وكيف يهنأ للعلماء عيشٌ، وهناك من يتضور من الجوع والعطش ويشقى حتى يحصل على لقمة يومه؟!
وكيف يهنأ للعلماء عيشٌ، وهناك أمٌ ترمق طفلها الباكي طالباً منها الامان أو لعبة مثل باقي الاطفال؟!
وكيف يهنأ للعلماء عيشٌ، وهناك أطفال حرموا من حضن آبائهم الذين غابوا في طوامير السجون؟!ط لا، لن يهنأ للعلماء عيشٌ، وهم يرون مثل هذه الظلامات والمظلمات، وانتهاك الحرمات، وتجويع الشعوب وإذاقتها مُرّ المنام!
ولو هنأ للعلماء عيش فماهم بعلماء، وليعدو الجواب لله المالك الديان!
العلماء رحمةٌ للمستضعفين!
والعلماء، هم السابقون لامتثال وصية الإمام علي (ع) حيث يقول: «وَكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً ولِلْمَظْلُومِ عَوْنا»[25].
فالعلماء، هم أمل الشعوب، ومحط نظر القلوب، وبلسم جراحات الصدور، بهم يرتوي العطشان من شطآنهم، وينهل الظمآن من معين فيضهم!
عاشوا معاناة المساكين، وذاقوا مرارة حياة المعذبين، بل عُذّبوا وسجنوا كباقي الثائرين المناضلين! وتحسّسوا آهات الفقراء فكانوا المسكن لها، وسمعوا صرخات المحرومين فكانوا المُهدأ لها.
نعم، واسوا شعوبهم وحملوا همومهم، وحملوا آلامهم وآمالهم ..
وهكذا اقتربوا من الناس، فاقترب الناس منهم، فكانت المحبّة من الطرفين، والأُنس والودّ من الجانبين «هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ وبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ واسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ وأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ وصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلَى أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ والدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ آهِ آهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِم»[26]
والعلماء .. شوكة في عيون الطغاة!
وفي عين الوقت الذي يكون فيه العلماء رحمةٌ على المظلومين، فهم نقمة على الظالمين، وشوكة في عيون الفاسدين، وغصّة أمام أطماع الطامعين؛ فهم خصمٌ عنودٌ ومبارزٌ صبور، لا يعرف السلم أو المهادنة مع سالبي الشعوب وناهبي الحقوق اللاهثين وراء الدنيا الغرور!
فالعلماء، هم السدّ الصامد أمام طوفان أطماعهم، والحصن المنيع لشعوبهم من أن يسلب حقوقهم وينهب ثرواتهم طغاة زمانهم.
وهكذا هم العلماء، «لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً وإِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وبَيِّنَاتُهُ وكَمْ ذَا وأَيْنَ أُولَئِكَ أُولَئِكَ واللَّهِ الْأَقَلُّونَ عَدَداً والْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً يَحْفَظُ اللَّهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وبَيِّنَاتِهِ حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ ويَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِم»[27].
الطغاة وعلماء البلاط!
وسحقاً ثم سحقاً، للعلماء الذين يقفون ضد شعوبهم، ويكونون عضداً للطغاة في جورهم، يلهثون وراء الجاه والمنصب، على حساب دمعة أمٍّ وبكاء طفلٍ وانكسار قلب أبٍ!
يعيشون في القصور ينادمون سفاكي الدماء ومصاصي ثروات الأوطان! يمرحون في قصور الظلمة وأبناء شعبهم يرزح شبابه خلف القضبان، تحت رحمة السجان وسياط الجلّاد، بعيداً عن الأمل والخلان.
وكما يصفهم الإمام علي (ع): «مُسْتَعْمِلًا آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا ومُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وبِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِّ لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ أَلَا لَا ذَا ولَا ذَاكَ أَوْ مَنْهُوماً بِاللَّذَّةِ سَلِسَ الْقِيَادِ لِلشَّهْوَةِ أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ والِادِّخَار لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي شَيْءٍ أَقْرَبُ شَيْءٍ شَبَهاً بِهِمَا الْأَنْعَامُ السَّائِمَةُ كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيه».[28]
وعلماء البلاط ووعّاظ السلاطين، لا يخلو منهم مكان ولا يفتقدهم الأزمان؛ فمع كل ظالم جائر عالم فاسق، ومع كل سّفاك واعظ كذّاب، ومع كل يزيد شريح!
فلابد من البحث عن أمثال هذه العينات الفاسدة الساقطة، ولا يصح المهادنة معها، بل اللازم كشف حقيقتها وتوضيح ضررها ومآسي فعالها، حتى لا تسقط في شراكها العقول البسيطة، وتغتّر بها عيون الناس الجاهلة، كما يفعل الشيطان بأوليائه «اتَّخَذُوا الشَّيْطَانَ لِأَمْرِهِمْ مِلَاكاً واتَّخَذَهُمْ لَهُ أَشْرَاكاً فَبَاضَ وفَرَّخَ فِي صُدُورِهِمْ ودَبَّ ودَرَجَ فِي حُجُورِهِمْ فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ ونَطَقَ بِأَلْسِنَتِهِمْ فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ وزَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَلَ[29] فِعْلَ مَنْ قَدْ شَرِكَهُ الشَّيْطَانُ فِي سُلْطَانِهِ ونَطَقَ بِالْبَاطِلِ عَلَى لِسَانِه»[30]
فالجبابرة وعلماء البلاط وجهان لعملة واحدة، عملة قتل الأمم ونهب مقدرات الشعوب «الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ وعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وإِثْمُ [الرِّضَا] الرِّضَى بِه»[31]
فالطغاة يفتكون وعلماء البلاط يبررون، والطغاة يفسدون وعلماء البلاط يغطون ويسترون، فهذا يفعل وذلك يرضى، بل ويدعوه للمزيد من خلال تغريره وتزيين أفعاله وتصويب جرائمه!
وقد كتب الإمام زين العابدين (ع) رسالة إلى أحد علماء البلاط -وهو الزهري عندما خالط السلاطين-:
«واعْلَمْ أَنَّ أَدْنَى مَا كَتَمْتَ وأَخَفَّ مَا احْتَمَلْتَ أَنْ آنَسْتَ وَحْشَةَ الظَّالِمِ وسَهَّلْتَ لَهُ طَرِيقَ الْغَيِّ بِدُنُوِّكَ مِنْهُ حِينَ دَنَوْتَ وإِجَابَتِكَ لَهُ حِينَ دُعِيتَ.
فَمَا أَخْوَفَنِي أَنْ تَكُونَ تَبُوءُ بِإِثْمِكَ غَداً مَعَ الْخَوَنَةِ وأَنْ تُسْأَلَ عَمَّا أَخَذْتَ بِإِعَانَتِكَ عَلَى ظُلْمِ الظَّلَمَةِ إِنَّكَ أَخَذْتَ مَا لَيْسَ لَكَ مِمَّنْ أَعْطَاكَ ودَنَوْتَ مِمَّنْ لَمْ يَرُدَّ عَلَى أَحَدٍ حَقّاً ولَمْ تَرُدَّ بَاطِلًا حِينَ أَدْنَاكَ وأَحْبَبْتَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ.
أَوَ لَيْسَ بِدُعَائِهِ إِيَّاكَ حِينَ دَعَاكَ جَعَلُوكَ قُطْباً أَدَارُوا بِكَ رَحَى مَظَالِمِهِمْ وجِسْراً يَعْبُرُونَ عَلَيْكَ إِلَى بَلَايَاهُمْ وسُلَّماً إِلَى ضَلَالَتِهِمْ دَاعِياً إِلَى غَيِّهِمْ سَالِكاً سَبِيلَهُمْ يُدْخِلُونَ بِكَ الشَّكَّ عَلَى الْعُلَمَاءِ ويَقْتَادُونَ بِكَ قُلُوبَ الْجُهَّالِ إِلَيْهِمْ فَلَمْ يَبْلُغْ أَخَصُّ وُزَرَائِهِمْ ولَا أَقْوَى أَعْوَانِهِمْ إِلَّا دُونَ مَا بَلَغْتَ مِنْ إِصْلَاحِ فَسَادِهِم»[32]
[1] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:50
الخطبة (3) ومن خطبة له (ع) وهي المعروفة بالشقشقية وتشتمل على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له!
[2] شرح نهج البلاغة، البحراني، ج1: ص:161-162
[3] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:472، الحكمة (22)
[4] أي ركبتم سنامها، وارتقيتم إلى أعلاها
[5] أفْجَرْتُمْ: دخلتم في الفجر
[6] السِّرار، ككتاب: آخر ليلة في الشهر يختفي فيها القمر، وهو كناية عن الظلام
[7] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:51
الخطبة (4) ومن خطبة له (ع) وهي من أفصح كلامه (ع) وفيها يعظ الناس ويهديهم من ضلالتهم
[8] ضننت: أي بخلت
[9] القذى: ما يقع في العين، وأغضيت على القذي: غضضت الطرف عنه
[10] الشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه، يريد به غصة الحزن
[11] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:336
الخطبة (217) ومن كلام له (ع) في التظلم والتشكي من قريش
[12] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:480، الحكمة [76]
[13] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:420
الكتاب (45) ومن كتاب له (ع) إلى عثمان بن حنيف الأنصاري
[14] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:347
الخطبة (224) ومن كلام له (ع) يتبرأ من الظلم
[15] الحماسة والعرفان، ص: 297 بتصرف
[16] الحماسة والعرفان، ص281
[17] الحماسة والعرفان، ص288
[18] الحماسة والعرفان، ص:270-271
[19] الحماسة والعرفان، ص:270-272
[20] «مُوبِىء»: أي ذو وباء مهلك
[21] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:539، الحكمة (373)
[22] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:545، الحكمة (397)
لاحظ كتاب: الحماسة والعرفان، ص:275
[23] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:350
الخطبة (229) ومن كلام له ع في وصف بيعته بالخلافة
[24] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:50
الخطبة (3) ومن خطبة له (ع) وهي المعروفة بالشقشقية
[25] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:421
وصية (47) ومن وصية له (ع) للحسن والحسين ع لما ضربه ابن ملجم لعنه الله
[26] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:497، الحكمة (143)
[27] المصدر نفسه
[28] المصدر نفسه
[29] الخَطَلُ: أقبح الخطأ
[30] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:53
الخطبة (7) ومن خطبة له (ع) يذم فيها أتباع الشيطان
[31] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:499، الحكمة (148)
[32] تحف العقول، ص:275 – بحار الأنوار، ج:75، ص:132
تعليق واحد