مواضيع

الشقشقة السادسة: الظالم الثالث بين نثيله ومعتلفه

من كتاب شقشقة المظلوم للشيخ زهير عاشور

يقول أمير المؤمنين (ع): «إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ ومُعْتَلَفِهِ وقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ، [خَضْمَ‏] خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُه‏»[1].

ولم هؤلاء الثلاثة؟!

يحكم الأول ثم يأتي الثاني ويسود، وها قد جاء دور الثالث يتسلط على الرقاب ويجوز! ولكن لم هؤلاء الثلاثة فقط، ولِمَ لم يحكم الأمة الإسلامية غيرهم؟ فهل كانوا أفضل رجال الأمة وخُلّص صحابة الرسول (ص) وأكثر من ضحى للإسلام وتفانى من أجله؟ أم كانوا أعلم هذه الأمة وأفقه رجالاتها وأكيس ساسة الرعيّة وأكثرهم خبرةً وأجدرهم بإدارة شؤون الأمة ومقدراتها؟ إنها قصة حزب الشيطان والنفاق .. والأمة الضائعة!!

لأنّهم من حزبٍ واحد!

إن السبب في تقدم هؤلاء دون سواهم: أنهم من حزبٍ واحدٍ، ذلك الحزب الذي تحالف في الخفاء مع صناديد قريش المستسلمين، وتعاضد مع علماء اليهود والنصارى الذين ما دخلوا في الإسلام متظاهرين إلا من أجل الكيد به وبالمسلمين! والأدهى في كل ما فعلوه أنّهم اتفقوا وأقسموا يميناً على أن يُبعدوا علياً (ع) ويزووا الحق عن أهله، ويحرفوا الإسلام عن مساره، فكان أوجع وأقوى ضربة قاموا بها: أن استولوا على الخلافة الذي يمكّنهم من تحقيق كل أهدافهم المشومة!

الانحراف يبدأ من السقيفة ويحط رحله بملك ابن هند!

وهذا الحزب .. حزب الشيطان .. وحركة النفاق هي أشدُّ ما ألحق الأذى بالمسلمين والإسلام؛ حيث بدأ الانحراف من «مؤتمر السقيفة» التأمري ليحط برحاله عند كفّار الأمس ومنافقي اليوم عند رأس الضلال معاوية بن أبي سفيان!

فهؤلاء الثلاثة من «حزب النفاق» ومن ورائهم صناديد قريش «حزب الكفر» وبالتعاضد مع «علماء اليهود»: قد جلسوا في تلك الغرف المغلقة المظلمة وخطّطوا وتآمروا على أبناء هذه الأمة البائسة ونظموا أنفسهم بدهاء ومن خلال تقاسم الأدوار، على أن يستولوا على مقدرات الأمة! فقد كانوا يجلسون ويفكرون ويخططون و…، والناس لا علم لهم بكل ذلك! حتى صارت الأمة وكل مقدراتها تحت أسر مخططات هؤلاء الظلمة!!

الأمّة الأسيرة لحزب النفاق!

وهكذا أمست الأمة الإسلامية مسلوبة الإرادة: فلا هي تقدر على تقرير مصيرها ولا تجد من نفسها أهلية اختيار قياداتها؛ فكل شيء قد رُسِم لها وخطّط له، وما على الأمّة إلا أن تمتثل وتطيع، ولا يحق لها أن تعترض على أي مصير! ومن يعترض كأمثال أبي ذر الغفاري   فإنّ مصيره النّفي والإقصاء والموت في الصحاري القفار! وهذا إنذارٌ لكل من يفكر بالاعتراض من أبناء هذه الأمة: قتلٌ وسجنٌ وتعذيب، ولو كان المعترض بقامة وعظمة أبي ذر الغفاري!!

يقظة الشعوب وتحررها!

فعلى الأمم والشعوب وأبنائها الشرفاء أن لا يغفلوا عمّا يُحاك ضدّهم، ولا يعيشوا البساطة والسذاجة فيما يرجع إلى أمور السياسة، فهي إن نامت فإنّ العدو لن ينام عنها بل سوف ينقض عليها وإن غفلت فإنّه لن يغفل عنها، وإن تركته وشأنه فهو لن يتركها! فالعدو لا يرضى من الشعوب إلا بأن تكون أسيرة بيده، مطيعة لأمره، خادمةً لمصالحه مسلّمةً لأمره ونهيه!

حزب النفاق وجهل الناس!

جهل الأمة وعدم وعيها، ووجود مثل هؤلاء المتآمرين من حزب الشيطان والنفاق وعبّاد الهوى، قد اجتمعا على الأمير (ع) وقصما ظهره وأبعداه عن منصبه!

جهلٌ وتآمر، مسوس وسائس، مطيعٌ وآمر، فبقى الإمام (ع) وحيداً فريداً: يعاديه هؤلاء ببغضهم وتآمرهم وحقدهم وشيطنتهم، ويعاديه أولئك بجهلهم وعدم وعيهم وسذاجتهم!

فلا المعادي يرتدع عن غيّه وظلمه ولا الأمة تستوعب ما يُكاد لها وما يُخطط ضدها! وهكذا خسرت الأمة وضاعت وتراجعت: حيث استولى اللئام واضُّطهد الكرام، وضلّت الأمّة بعد ذلك الهدى وزلّت بعد ذلك الرشاد!

نعم «إنّ السبب في جميع الانحرافات التي تقع في العالم منذ البداية وحتى النهاية، ما مضى منها وما سوف يأتي يتمثل شيئين لا أكثر وجميع الانحرافات الفرعية تنتهي إلى هذين الأصلين: الجهل وعبادة الهوى»[2].

الأمة الواعية وطريق الكمال!

والأمم والشعوب لا يمكن لها أن تتقدم وتسلك طريق الكمال إلا بأن يوجد الرجل الصالح الذي يكون أهلاً لقيادة الأمة، وذلك من خلال ما يتمتع به من مؤهلات فكرية وروحية واستقامة عملية، ويعيش همّ الأمة ويسعى للرقي بها، وهو معها في آمالها وآلامها، هذا من جانب.

ومن جانب آخر: فإنه لابد من وجود أمّة واعية فاهمة تُقدم أمثال هؤلاء المخلصين من أصحاب الإيمان والكفاءة والتجربة، وفي نفس الوقت تعي أحابيل الشياطين ومكائد المنافقين فلا تنخدع بأبواقهم الإعلامية الكاذبة ولا تنجر وراء خططهم الخادعة، تعي كل ذلك حتى لا تشقي نفسها بنفسها، ولا تكتب بداية نهايتها بسوء اختيارها: المسبَّب عن جهلها وعدم بصيرتها!

بالفكر والإدارة تكون السيادة!

وهكذا تُدار الدول وتسيّر شؤون الناس، فمن يُفكّر ويُخطط ويضع البرامج ويملك العزم والإرادة فإنّه يسود ويحكم ويستولي على مقدرات الأمة؛ سواءً كان ذلك في طريق الحق ولأجل المبادئ العادلة الربانية، أم كان في طريق الباطل ولأجل المبادئ الجائرة الشيطانية.

فالعزم والإرادة والتصميم والتخطيط والتفكير، بكل ذلك يمكن أن يُتم الحُكم وتحصل به السيادة!

أما من يعيش خواء الإرادة وضعف الهمّة، أو لا يكون صاحب فكر ورؤية وتخطيط: فإنّه لن يقدر على أن يوجد لنفسه موضع قدمٍ في الحكم، ولن يتمكن من تقرير مصيره بنفسه، بل سيكون تابعاً دائماً ومطيعاً أبداً، ومُسيّراً لا يملك قوة ولا حولاً، إلا أن ينفذ ما يُملى عليه، شاء أم أبى!!

الأمّة التي لا تُعظّم العظماء!

والأمّة لن تنتفع بوجود العظماء حتى كأمثال الإمام علي (ع)، إذا لم تكن واعية ومدركة لعظمتهم وجلالة قدرهم، وأنّهم الخيار الذي لا ينبغي العدول إلى غيرهم، والقادة الذين لا تصلح الأمّة إلا بطاعتهم والسير في ركابهم.

ولن تنتفع الأمة بوجود هؤلاء العظماء إذا لم تعي بأن هناك أبناء دنيا وشياطين من الأنس يسعون لتحصيل مآربهم ورغباتهم وشهواتهم، ويقدّمون مصالحهم الذاتية الدنية على مصالح الأمة العالية!

وهؤلاء الشياطين في حرب ضروس، في الخفاء أو في العلن، ضد أمثال الإمام علي (ع) فهم لا يتمكنون من الوصول إلى دنياهم الفتون إلا بإزواء أمثال الإمام علي (ع).

فإن وعت الأمّة وأدركت عظمة الإمام علي (ع) ووقفت معهم ووعت مخططات أعدائهم ووقفت بحذر ضد مكائدهم، فعند ذلك ستصل الأمة إلى صلاحها وستنتفع من مقدراتها وإلا فأنّها سوف تخسر وتضل وتغوى، وذلك بعد أن تجعل أمثال الإمام علي (ع) وحيداً فريداً!!

بين نثيله ومعتلفه!

لقد بيّن أمير المؤمنين (ع) المنهج السياسي لهذا الغاصب الثالث ووضّح كيفية حكمه للأمة بأدق تعبير وأوجز عبارة «بين نثيله ومعتلفه»[3]، فما كان همّه وهم حاشيته إلا أن يأكلوا مقدرات هذه الأمة ويتمتعوا بها، يملؤون بطونهم منها حتى البطنة وزوال الفطنة!

والاستفادة من متع الدنيا حصرٌ عليه وعلى حاشيته، لا تتعداهم ولا تتجاوزهم إلى غيرهم!

وأمّا الأمة -التي شبع قائدها وحاشيته- فهي تتضور من شدّة الجوع لا تجد قوت سومها، وقد اشتدّ بها الظمأ وهي لا تهتدي لشرب مائها! قهي تجوب الصحاري بحثاً عن ماءٍ هنا أو أكلٍ هناك، وقد لا تجدهما فتموت جوعاً وتهلك عطشاً!

ولن نظلم الخليفة وحاشيته، فهو يواسي الأمة اليوم ويتألم مع ألمها، ألم سببه الطعام والشراب، ولكن مع هذا الفارق البسيط! البسيط جداً!

فالأمة تتألم بسبب قلة الطعام والشراب، والخليفة وحاشيته يتألمون لكثرة الطعام والشراب الذي ملأ بطونهم حتى أوقرها!!

هكذا كان حال عثمان حيث لم يكن له هم إلا الترفّه والتوفّر في المطعم والمشرب وسائر مصالح نفسه وأقاربه، دون ملاحظة أمور المسلمين ومراعاة مصالحهم!

وبئرٍ معطلة وقصرٍ مشيد!

هكذا كان منهج هذا الرجل الذي كان ينظر إلى الخلافة على أنّها مكسب شخصي، وثمرةٌ لتضحياته، وسابقة إسلامه، وجزاء ما بذل في سبيله! واليوم جاءته السلطة وله أن يفعل فيها ما يحلو له ويشاء: يغدق على حاشيته وعلى أقربائه وأهله، وعلى كل من شايعه وسار في خطه ومنهجه!

وأما سائر طبقات الأمة وعامة شرائحها: فلا نصيب لها من السلطة بشيء ولا يحق له أن تعترض على أي شيء ولا تطلب أي شيء وإنّما عليها أن تأكل مما يُلقى عليها من فتات القصور وحاشية السلطان <وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وقَصْرٍ مَشيد>[4].

الإسلام العثماني وشقاء الناس!

والإسلام بمنهجه وبأحكامه وتشريعاته وبمبادئه الرفيعة التي جاء بها، والتي من خلالها حكم الشرق والغرب، وأسعد وأغنى من عاش تحت كنفه واستظل بفيء ظلال أحكامه، فإنّه اليوم وفي زمن خلافة عثمان بات عاجزاً عن سدّ قوت جائعٍ هنا أو كسو عُريانٍ هناك، أو أن يأوي مشرّداً لا يجد له منزلاً في وسط الظلام!

والسبب في كل ذلك لا يعود للإسلام، ولا لشحّة مقدرات الأمة وما فيها من خيرات، ولا أنّ العلة في عامة الناس! وإنّما المشكلة في «الحكّام» لا في الأحكام، وفي «الجشع» لا في الخيرات، وفي «النخب» لا عامة النّاس!

فالمنهج وإن كان كاملاً لا نقص فيه ولا عيب، كما هو منهج الإسلام إلا أنّه لن ينتفع به إذا ابتلي بمن لا يُجيد تطبيق الرؤى والأفكار والمبادئ والأحكام بل لا يسعى للتطبيق من الأساس!

والأمّة وإن كانت تملك ما تملك من الخيرات والكنوز والثروات إلا أنّها لن تنتفع من كل ذلك إذا تكدّست هذه الأموال في جيوب الطغاة وحرمت الرعية من الانتفاع بها وعاشت الفقر والحرمان، كما حصل في زمن عثمان، وكما هو حاصل اليوم في أغلب الأماكن والبلدات، بل وفي كل الأزمان «مَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلَّا بِمَا مُتِّعَ بِهِ غَنِيٌّ»[5].

السياسة العثمانية الانحرافية!

وعثمان .. أبعد الكفاءات أمثال عمّار وأبي ذر وسلمان، وقدّم الأنذال أمثال معاوية وابن أبي السرح ومروان، وأما أمير المؤمنين (ع) فقد أقصاه وأبعده مسافات ومسافات!!

فما عسى أن تكون سياسته ومنهاج عمله: عندما قرب الطلقاء وأبناء الطلقاء وجعل ممثله والسائس الأول في حكمه الوزغ ابن الوزغ مروان؟! وكيف ستعيش الأمّة الشرف والكرامة وقد أصرّ بمنهجه الانحرافي على إقصاء الشرفاء وإبعاد الكرماء؟! بل قام بمحاربتهم وعذّب ونفى بعضهم كأبي ذر الغفاري حتى قتله في غربته بعيداً عن أهله وأحبته!

عثمان وآل أمية!

وعثمان، لم يقم بأعباء الخلافة لوحده بل قام معه بنو أبيه وهم بنو أمية «الحزب الأموي» الكافر، يعاضدونه ويعاونونه ويثبتون سلطان حكمه، ويتقاسمون مقدرات الأمة معه! فقد أكلوا بيت مال المسلمين، واستولوا على كل مقدراتها بما يذهل له عقل الإنسان، ويعجب من عطاياه -لأهله وحاشيته واتباع حزبه- ما يحيّر الألباب، وكما يقول الأمير (ع): «وقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ [خَضْمَ‏] خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ!»[6]

خضموا مال المسلمين خضماً!

ما أشهى الطعام بعد ضرورة الجوع، وما أحلى الأكل إذا كانت الأطعمة نضرةً طيبة! هكذا أكل عثمان وأقاربه من بيت مال المسلمين: فقد كانت الأموال طائلة وكثيرة، طيبة ونضرة، وقد جاءت بعد طول انتظار وعقب الضر والافتقار!

نعم، لقد انقضّوا على ثروات الأمّة ومقدراتها كما تنقض الإبل على نبت الربيع حيث إن الإبل تستلذ ببنت الربيع، فتلتهمه بشهوة صادقة، فملأت منه أحناكها تخضمه خضما؛ فنبت الربيع محبوب لديها وقد جاء عقيب يبس الأرض وطول مدة الشتاء، مع طيبه ونضارته! كما يقول الأمير (ع): «وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ [خَضْمَ‏] خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ»

وإلى متى الصبر؟!

وعلى كل حال، فمواهب عثمان لأهله وذويه وحاشيته مشهورة، وكذا حالة الفقر والبؤس المخيمة على عامة طبقات الأمة وبالأخص المحرومين منها -هي مشهورة- أيضاً!

ولكن، إلى متى يصبر الناس على شظف العيش؟ وإلى أي حدّ يمكن أن تصبر الشعوب على آلام الجوع وأصناف الحرمان؟ وحتى متى يقبل الكرماء أن يرضوا بالعيش على هامش حياة الطغاة: يأكلون فتاة طعامهم، ويرون كيف تُسرق أموالهم وأقواتهم، ويعاينون كيف يشقى أهلهم وأطفالهم؟!

فكان لابد من الثورة والقيام؟!

فكان لابد من الثورة والقيام، وهذا ما حصل؛ فآثار سياسة عثمان الظالمة وجعلها تعيش الفقر المضقع كان كفيلاً بأن يكبو على وجهه وتنتهي مدة حكمه! وكما يقول أمير المؤمنين (ع): «إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُه»[7]

إمّا أن يرجع إلى رشده وإما الثورة التي تسقط عرشه!

نعم، قد جاءت الثورة وقوّضت سلطان حكمة وأسقطت أبّهة عرشه، وإن كان الناس قد تأخروا في القيام!

وعلى كل حال، كان لا بُدّ من الثورة والقيام على كل من يحكم الأمة بمثل هذه السياسات الجائرة، ولا يصح من الناس أن يسكتوا على مثل هذه الانتهاكات الظالمة: فخيرات الأمّة لكل الأمّة، لا لفئة خاصة مستبدّة! ومقدرات الشعوب تُقسّم بين أبنائها، لا أن يستولي عليها الحاكم ومَن دار في فِلكه!

فإذا أرادت الشعوب أن تعيش حرّة عزيزة قوية كريمة: فعليها أن لا تغُضّ الطرف عن مثل هذه التجاوزات، ولا ترضى بواقع البئر المعطل والقصر المشيد، ولا تقبل بفتات موائد الطغاة، والحال أنّ الأوطان غنية بنعم الرحمان!

بل لا بد لها أن توقف الظلم عند حدّه والظالم تحاسبه على ظلمه فإن آب ورجع إلى رشده وإلا فالثورة التي تقوّض عرشه وتزلزل دولته، حتى يعود الحق إلى أهله ويعيش الناس كباقي الكرماء: لا يستجدون من الحكام ولا من أزلام النظام!

 يقول الإمام علي (ع): «اسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ واحْذَرِ الْعَسْفَ[8] والْحَيْفَ[9] فَإِنَّ الْعَسْفَ يَعُودُ بِالْجَلَاءِ والْحَيْفَ يَدْعُو إِلَى السَّيْف‏»[10].


[1] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:49

الخطبة (3) ومن خطبة له (ع) وهي المعروفة بالشقشقية وتشتمل على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له!

[2] العرفان الاسلامي، ص 85

[3] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:49، الخطبة (3)

[4] الحج: 45

[5] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:533، الحكمة (334)

[6] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:49، الخطبة (3)

[7] المصدر نفسه

[8] الشدة في غير حق

[9] الميل عن العدل إلى الظلم

[10] نهج البلاغة، صبحي صالح، ص:559، الحمكة (484)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟