مواضيع

الإسلام الدين القيم

ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون؛ لأن الإسلام الحنيف هو دين الفطرة، فهو دين محكم وثابت ومستقيم على الهدى والعقل والمنطق والبرهان الصحيح والحق والعدل والخير والجمال والفضيلة، ومعتدل لا إفراط فيه ولا تفريط ولا اضظراب ولا اعوجاج، ويلبي جميع احتياجات الإنسان الجسمية والروحية، المادية والمعنوية، الدنيوية والأخروية، بشمول وتوازن وهو القادر على إدارة المجتمع والمقوم الوحيد لأمور الناس في معاشهم ومعادهم، والحافظ لمصالح الأفراد والجماعات والشعوب والأمم كافة ولمنافعهم الحقيقة في الحياة جميعها، ويسوقهم إلى كمالهم المعرفي والتربوي والحضاري المقدر لهم واللائق بهم، ولمنازل السعادة الحقيقية الكاملة في الدارين الدنيا والآخرة، وهو الدين الوحيد الذي تميل إليه الفطرة والطبع السليم ويوافقهما في عقائده وأخلاقه وتشريعاته، ويستحسنه العقل والمنطق والبرهان الصحيح ويقره ويستقبح غيره ويرفضه.

ولكن أكثر الناس لا يعلمون هذه الحقائق الجلية ويجهلونها ويعملون على خلافها، وفي مقدمة هذه الحقائق: حقيقة أن الهادي إلى سنة الحياة – الدين الحق – هو الفطرة، والإنسان إنما ينال ما قدر له من الكمال والسعادة بعقد مجتمع صالح تحكمه قوانين صالحة متوافقة مع الفطرة، وإن الله سبحانه وتعالى هو وحده لا غيره مصدر هذا الدين القويم كما هو مصدر الفطرة وخالقها.

وعليه: فإن الإسلام الحنيف هو وحده الدين المستقيم والقادر على إدارة كافة شؤون الإنسان العامة والخاصة.

وإن سبب جهل أكثر الناس بهذه الحقائق الجلية، هو غفلتهم المطبقة وعدم رشدهم وإعراضهم عن التأمل والتفكير والبحث العلمي السليم عن الحقائق والمعارف الحقة وعدم حرصهم على الاستقامة والعمل بها بعد معرفتها لاستغراقهم في عالم الدنيا والمادة وزخارفها، وفي المصالح الدنيوية العاجلة الفانية وأنسهم بها، وهيمنة الأهواء الشيطانية والأغراض الباطلة والمقاصد الفاسدة والشهوات الحيوانية واللذات الحسية عليهم، فحرموا بذلك من طهارة الروح وسلامة القلب وصفائه واستقامة العقل والمنطق ورشده، وكان بوسعهم أن يرفعوا عن أنفسهم ذلك الحرمان والجهل ويهتدوا إلى الرشد والحق والصواب، لو أنهم انفتحوا على دعوة الدين الحق ورسالته، واستمعوا إلى نصائح الأنبياء والأوصياء(عليهم السلام) والدعاة الصادقة ومواعظهم البالغة المؤثرة وحججهم وبيناتهم وأدلتهم وبراهينهم الساطعة، لكنهم انصرفوا عنها إلى تسويلات النفس والشيطان وتزييناتهما، وإلى التخيلات والأوهام الجاهلية الباطلة، ولم يستمعوا إلى كلمة الحق، قول الله تعالى: <وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ 6 إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ 7 تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ 8 قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ 9 وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ 10 فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ>[1].


[1] الملك: 6-11

المصدر
كتاب الإسلام دين الفطرة | أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟