مواضيع

معرفة الزمن طريق لعلاج النفوذ

يجب علينا العمل كأننا في حرب، افترضوا بأن العدو يقف أمامنا؛ فعلينا الاستعداد وتهيئة الأسلحة لقصف العدو، حينذاك يفكر العدو في تغيير مكانه وإخفاء نفسه، حينها ماذا نفعل؟

يجب أن لا نقول أنه وجهتنا هنا ونسدد الضربات على هذه الجهة، بل علينا أن نعلم أين هو العدو، القوات المسلحة الممتازة هي القادرة على التحرك واستشمام العدو؛ فيعلم أين هوالعدو ويقوم بتغيير موقعه بسرعة.

الميادين السياسية والثقافية هكذا أيضاً، من الواضح بأن العدو دائماً في خوض العداء، لكن لكل زمانٍ خصائصه، نحن الذين علينا أن نعلم مواضع العدو ونقوم بترتيب صفوفنا، إياكم والشعور بأننا انفعاليون أمام العدو، لا، هذا ليس انفعالاً، نحن جرينّا العدو باتجاه أنفسنا، بفضل الله جعلنا العدو في حيرةٍ من أمره، وجعلناه يعيش الضيم والألم من هذه الثورة وهذا الشعب، لا تقلقوا من هذه الناحية، وهذا العمل هو مكمّل لعملنا حيث نعلم بأن العدو يريد أن يهجم من أي ناحية؛ فنقوم بالتصدي له، لا نبحث عن المواضيع التي لا تعنينا، بل علينا أن ننظم الخنادق بدقة أمام مواضع العدو.

هذه مقدمة، لنرى الآن العدو ماذا يعمل؟ أنتم من عليكم أن تعلموا أين العدو؟ ماذا يريد أن يعمل؟ ومن أين يعمل؟ وتقومون بالتصدي للثغور، من الممكن أن العدو لا يعمل على الثغرة التي كانت بالأمس، ولا تكون غداً أيضاً، اليوم هو المهم، معرفة الزمن مهم جداً، يجب أن لا نغفل عن عامل الزمن، يجب علينا أن نعلم اليوم ماذا يعمل العدو؟

بالطبع جميعنا يعلم بأن العدو يفكر في الهجوم الاقتصادي، لا إشكال هنا، هذا هو العمل الدائم للعدو، حتى مع الشعوب التي لا يعاديها بكثرة، في الجانب الاقتصادي يعمل بطريقة يريد بها أن يجعل المستهدَف متعلق به، الدول العميلة لأمريكا، ماذا عملت أمريكا لهم في الجانب الاقتصادي؟ هل تجعلهم مستقلين ومبتكرين؟ أبداً! بل يحلبونهم، هكذا أمريكا حتى مع الدول الصديقة لها.[1]


[1]. بيانات سماحته أمام أئمة الجمعة في البلاد بتاريخ 11-9-1995م

المصدر
كتاب النفوذ في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟