مواضيع

معرفة طرق نفوذ العدو لمواجهته

ما جرى في «معركة أُحد» حيث طمع المحافظون على مضيق الجبل بالغنيمة وما أدى إلى هزيمة المسلمين وإلى لوم ربّ العالمين إنما هو نموذج بارز ينبغي أن لا ننساه أبداً، إن الشعور بالخشية من الهيمنة الظاهرية للمستكبرين والإحساس بالخوف من أمريكا وسائر القوى الطامعة، خطر آخر من هذا القبيل، ولا بّد من توخّيه، النخب الشجاعة والشباب يجب أن يطردوا من قلوبهم هذا الخوف.

إن الثقَة بالعدوّ والانخداع بابتسامته ووعوده ودعمه إنما هو من الآفات الكبرى الأخرى التي يجب أن يحذر منها بشكل خاص النخب وقادة المسيرة. يجب معرفة العدوّ بعلاماته مهما تلبس من لباس، وصيانة الشعب والثورة من كيده الذي يدبره في مواضع خلف ستار الصداقة ومّد يد المساعدة. ومن جانب آخر قد يعتري الأفراد غرور ويحسبون العدوّ غافلاً، لا بّد من اقتران الشجاعة بالتدبير والحزم وحشد كل الإمكانات الإلهية في وجودنا لمواجهة شياطين الجنّ والإنس، إثارة الاختلافات وخلق الصراعات بين الثوريين والاختراق من خلف جبهة النضال هي أيضاً من الآفات الكبرى التي يجب الفرار منها بكل ما أوتينا من قوة.[1]

يجب علينا معرفة العدو وكشف خططه وأساليبه وتعيين الثغرات التي يسعى لاستغلالها في هجومه علينا لسدها وتحصينها. فالمواجهة هنا تشبه تماماً المواجهة في الحروب العسكرية، حيث يتم أولاً إرسال عدد من الجنود المختصين لاكتشاف المنطقة وتعيين نقاط تجمع العدو ومقدار معداتهم العسكرية ثم نقوم بتحليل المعلومات لتخمين خطة العدو التي يستخدمها في الهجوم على قواتنا، فنقوم بتحصين الثغرات والنقاط التي يستهدفها في هجومه. إن مواجهة العدو اليوم في المجالات السياسية والاقتصادية لا تقل أهمية عن مواجهته العسكرية؛ بل هي أوسع وأخطر؛ لذا تقع علينا جمعياً مسؤولية كشف خطط العدو وتعيين نقاط تأثيره.[2]

إحدى التوصيات نخاطب بها كل المسؤولين. النظر في الأوضاع السياسية في العالم والمنطقة يشير إلى أننا نمرّ بفترة حساسة. الفترة الراهنة منعطف تاريخي بالمعنى الحقيقي للكلمة. اعلموا هذا! إذا لم تكونوا أقوياء فسوف يفرضون عليكم منطق القوة، لا من قبل أمريكا والغرب، بل حتى من قبل كائن مثل صدام. إذا لم تكونوا أقوياء فسوف يتعسفون معكم ويفرضون عليكم ما يريدون. يجب أن تصبحوا أقوياء.

فما هي عناصر القوة؟ كيف يمكن أن نصل إلى نتيجة أننا أقوياء ونقتنع بذلك؟ المعنويات والأمل والعمل والجد والجهد ومعرفة الثغرات الاقتصادية والثغرات الثقافية والثغرات الأمنية – اعرفوا هذه الثغرات وشاهدوها ولا تغب عن أنظاركم – وهناك أيضاً التعاضد والتكامل بين الأجهزة المسؤولة، فلتتعاون الأجهزة المسؤولة، وهناك التكامل والتعاضد بين الأجهزة المسؤولة والشعب.. هذه هي عناصر القوة. هذه توصية موجّهة للجميع.[3]


[1]. بيانات سماحته في مؤتمر الوحدة الإسلامية بتاريخ 17-9-2011م

[2]. بيانات سماحته أمام مسؤولين النظام بتاريخ 14-6-2016م

[3]. بيانات سماحته أمام مسؤولين النظام بتاريخ 7-7-2014م

المصدر
كتاب النفوذ في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟