العلاقة مع أمريكا طريق للنفوذ
يحاول الأمريكان حالياً بمساعدة الصهاينة وبعض حلفائهم ومرتزقتهم في المنطقة تحريف هذه الثورات والسيطرة عليها وركوب أمواجها، ولكن لا فائدة من ذلك. طبعاً سيخلقون المشاكل للشعوب – هذه المشاكل طبيعية – ويبثون الخلافات، وقد جربنا منهم كل هذه الأمور، فلقد بثوا الخلافات في ثورتنا وتغلغلوا فيها، وأشعلوا نيران الحروب بين القوميات، وأشعلوا الاشتباكات الداخلية، وحرضوا عدواً خارجياً علی مهاجمتنا عسكرياً واحتلال أراضينا.. حدث كل هذا، لكن الشعب صمد ووقف وواصل الطريق باقتدار وانتصر علی كل هذه الصعاب وسينتصر بعد الآن أيضاً. إذن، هذه المشكلات موجودة.[1]
العلاقة السياسية مع أمريكا مضرة لنا. أولاً لا تقلّل هذه العلاقة من خطر أمريكا. هاجمت أمريكا العراق في حين كان لها معه علاقات سياسية، كان لها سفيرها هناك، وكان للعراق أيضاً سفيره في أمريكا. العلاقة لا تنهي المخاطر الجنونية السلطوية لأية قوة. ثانياً: العلاقة بالنسبة للأمريكيين كانت دوماً – وليس الآن فقط – وسيلة للتغلغل إلى الجماعات المستعدة للعمالة والارتزاق في ذلك البلد. وهكذا هو حال البريطانيين. سفاراتهم كانت طوال سنوات متمادية مراكز للتواصل مع سفلة الشعوب المستعدين لبيع أنفسهم للعدو. هذه إحدى مهمات السفارات.
في الأحداث التي وقعت قبل سبعة عشر أو ثمانية عشر عاماً في الصين وأثارت ضجيجاً كبيراً، كانت السفارة الأمريكية محوراً ومركزاً لإدارة الاضطرابات والتوتر. لكنهم يعانون من هذا الفراغ في إيران، يحتاجون لمقر معين وليس لهم مثل هذا المقر. هذا ما يريدونه. يلزمهم تردد عناصرهم وجواسيسهم وأفراد مخابراتهم وذهابهم وإيابهم واتصالاتهم غير المشروعة بالعناصر المنحطّة والمرتزقة، لكنهم يفتقرون لذلك، والعلاقة توفره لهم. ومع ذلك يثني بعض السادة عطفهم ليهذروا ويتكلموا ويبرهنوا على أن عدم وجود علاقات مع أمريكا يضرّنا. لا يا أخي، قطع العلاقات مع أمريكا مفيد لنا. يوم تصبح العلاقة مع أمريكا مفيدة لنا سأكون أول من يأمر بإقامة مثل هذه العلاقة.
يقولون: لِمَ تثيرون عداء أمريكا ضدكم؟ كأن يستخدم رئيس الجمهورية عبارة حادة مثلاَ، وفجأة يقول السادة العقلاء – كما يسمون – إن هذا العبارة حادة وتثيرعداء الأمريكيين، لا يا أخي، عداء الأمريكان ليس منوطاَ بهذه التعابير والألفاظ. العداء عداء مبدئي، وقد كان في أزمنة مختلفة. كان هذا العداء منذ بدايات الثورة وإلى اليوم – وسأتطرق لخطر الهجوم العسكري بعد قليل – لقد كان هذا الخطر قائماَ طوال الثماني عشرة سنة الماضية على الأقل أي منذ نهاية حرب الثماني سنوات المفروضة وإلى اليوم، فكان الشعب الإيراني يواجه التهديدات بهجومهم العسكري عليه… إنها ليست قضية اليوم. الشيء الذي بوسعه تقليل مخاطر العدو هوعرضكم لقدراتكم لا عرضكم لضعفكم. إبداؤكم لضعفكم يشجع الأعداء ضدكم. الشيء الذي بمقدوره صد أطماع العدو وحماقاته هو شعوره باقتداركم. إذا شعر أنكم ضعفاء سيفعل كل ما يريد دون مانع يمنعه.[2]
أؤكد هنا أنّ قضيّتنا مع الحكومة الأمريكية، أما الشعب الأمريكي فهو بمعزل عن هذا الحديث، ولا عداء لنا معه، وهو بالنسبة لنا كسائر الشعوب، ومن الطبيعي أنّ الحكومة الأمريكية قد أجْرَت من خلال إعلامها المتواصل عملية غسيل دماغ لشعبها، وإنّ الكثير من أفراد الشعب الأمريكي لا يعلمون ماذا يجري في إيران، ولا يستوعبون أصلاً ما هي قضية إيران، وقد سمعوا أشياءَ عن الرجعية والأصولية ونقض حقوق الإنسان، هو ما تشيعه بينهم الحكومات وأجهزتها الإعلامية، فصدّقوها، وإلا فالشعب الأمريكي شأنه شأن سائر الشعوب، ونحن لا خصومة لنا معه، وكلّ قضيّتنا مع الحكومة الأمريكية.[3]
[1]. بيانات سماحته في عيد المبعث النبوي بتاريخ 30-6-2011م
[2]. بيانات سماحته أمام طلبة جامعات محافظة يزد بتاريخ 3-1-2008م
[3]. بيانات سماحته أمام طلبة الجامعات بتاريخ 6-10-1997م
تعليق واحد