ضعف الدول يؤدي لنفوذ العدو
ضعف الدول يؤدي لنفوذ العدو
وهي إننا طوال القرنين أو الثلاثة الماضية تلقينا ضربات قوية من قبل الاستبداد الداخلي والدكتاتوريات الداخلية في بلادنا، ومن قبل الهجمات الخارجية أيضاً. إنها لحقيقة بأننا تلقينا ضربات. يعود تاريخ دخول وتدخل الدول الأجنبية في بلادنا إلى سنة 1800م، أي إلى مائتين واثني عشر عاماً مضت حيث حصل أول تدخل أجنبي عن طريق الحكم البريطاني في الهند. جاء جان ملكم الإنجليزي إلى إيران – والمطلعون على الأمر يعلمون تاريخ هذا الحدث – وحصل ما حصل من تبعات. وأدى ضعف تلك الحكومات في مواجهة النفوذ والهجمات التي شنتها الثقافة الغربية والسياسة الغربية والحكومات الغربية إلى انفعال البلد، وشيئاً فشيئاً سرنا نحو الضعف ولحقت بنا هزائم. هذه أيضاً حقيقة.[1]
ضعف نفوس الأفراد من عوامل نفوذ العدو
وقف الإمام كالجبل ووقف الشعب وراء الإمام كالجبل الشامخ. وبذلت جبهة الأعداء – ولم يكن العدو واحداً، بل كانوا في جبهة واحدة – كل ما استطاعت من الجهود والمساعي، وفعلوا كل ما كانوا يستطيعون فعله، ابتداء من حروب الشوارع، إلى الحروب القومية، إلى الانقلاب العسكري، إلى فرض حرب السنوات الثمانية إلى الحظر الاقتصادي، إلى إطلاق ماكنة هائلة من الحرب النفسية طوال اثنين وثلاثين عاماً.. منذ اثنين وثلاثين عاماً والحرب النفسية ضد الشعب الإيراني وضد الثورة وضد الإمام قائمة.. مارسوا الكذب وتوجيه التهم وبث الإشاعات، وسعوا لزرع الخلافات وتحريف السبل في الداخل.
الأهداف التي كانوا يسعون لها هي بالدرجة الأولى إسقاط الثورة ونظام الجمهورية الإسلامية. كان هدفهم الأول الإسقاط. وهدفهم الثاني هو أنه إذا لم يتحقق إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية فسيسعون لمسخ الثورة واستحالتها، فتبقى صورة الثورة ويزول باطنها وسيرتها وروحها. حاولوا الكثير في هذا المجال، وكان آخر مسرحياتهم التي عرضت على الخشبة فتنة عام 2009م. كانت في الحقيقة مسعى من المساعي. ووقع البعض في الداخل أسرى هذه المؤامرة بسبب حب الذات وحب المناصب وما إلى ذلك من الأمراض النفسية الخطيرة. وقد قلت مراراً إن المخطط والمصمم والمدير كان ولا يزال خارج الحدود. وقد تعاونوا معهم في الداخل، بعضهم عن علم والبعض الآخر عن غير علم. هذا هو الهدف الثاني.
و كان الهدف الثالث ولا يزال هو أنه لو بقي النظام الإسلامي فيمكن دس عناصر من ضعيفي النفوس فيه، والاستفادة منهم، وجعلهم أطرافه الأصليين الذين يتعامل معهم في خصوص قضايا البلاد. وبالتالي يريدون أن يكون هناك نظام لا يمتلك القدرة الكافية، ويكون ضعيفاً ومطيعاً – المهم هو أن يكون عميلاً ومطيعاً – ولا يقف في وجه أمريكا. هذه هي أهدافهم.
و قد أخفقت هذه الأهداف وهذه المراحل لحد الآن ولم يستطيعوا تحقيقها. طبعاً بذلوا الكثير من المساعي وتابعوا ممارسات متنوعة – سوف أشير إلى بعضها خلال حديثي – ولم يدخروا أي جهد، لكنهم لم ينجحوا؛ لأن الشعب كان يقظاً. لدينا في المجتمع نخب جيدة، وشعبنا شعب صالح جيد، ولدينا مسؤولون جيدون. ولم يستطع العدو لحد الآن والحمد لله تحقيق أهدافه. لقد واصلت الثورة طريقها وتقدمت.[2]
[1]. بيانات سماحته أمام مسؤولين النظام بتاريخ 21-7-2013م
[2]. بيانات سماحته في خطبة الجمعة بتاريخ 4-2-2011م