مواضيع

الإعلام الجماعي أحد أهم عوامل نفوذ العدو

لقد تحدثت بالتفصيل عن أسلوب الحياة قبل سنتين أو ثلاث سنوات[1]. يشمل أسلوب الحياة العمارة والحياة المدنية والحياة الإنسانية والعلاقات الاجتماعية وصولاً إلى كل القضايا والأمور المتنوعة. تقليد الغرب والأجنبي في أسلوب الحياة هو على الضد تماماً من الاستقلال الثقافي. نظام الهيمنة يعمل حالياً على هذه النقطة، فقضية هندسة المعلومات، وهذه الأدوات الجديدة التي ظهرت على الساحة، هذه كلها أدوات للسيطرة على ثقافة بلد من البلدان. إنني لا أروم القول من خلال هذا الكلام بأن علينا إقصاء هذه الأدوات من حياتنا، لا، فهي أدوات يمكن أن تكون مفيدة، ولكن ينبغي سلب هيمنة العدو من هذه الأدوات. لا يمكن من أجل أن يكون لكم على سبيل المثال إذاعة وتلفزيون أن تمنحوا إذاعتكم وتلفازكم للعدو فيكونا تحت تصرفه، وكذا الحال بالنسبة للأنترنت، وكذا الحال بالنسبة للفضاء الافتراضي، وكذا الحال بالنسبة للأجهزة المعلوماتية وأدوات المعلومات، لا يمكن إعطاء هذه الأشياء بيد العدو، وهي اليوم بيد العدو، وتمثل وسيلة وأداة للاختراق الثقافي، أداة لهيمنة العدو ثقافياً.[2]

يجب أن تعلموا أيضاً أنَّ إحدى أهم وسائل التغلغل الاستكباري هي الإذاعات الأجنبية، التي تنفق أموالاً طائلة في هذا المسعى، وسبق لي أن قدّمت خلال السنتين المنصرمتين شرحاً مفصّلاً في صلاة الجمعة عن كيفية اعتماد الصهاينة، ومصّاصي دماء الشعوب على وسائل الإعلام في سبيل تمرير مخططاتها والتغلغل بين الشعوب.

ثم ينبري البعض في الداخل ويقف موقف المؤيد لها، من الطبيعي أنه ليس كل من يتخذ هذا الموقف هو من الأعداء؛ بل إنّ البعض منهم أصدقاء جهلاء أو مغفّلون، وأنا أدعو هؤلاء الأصدقاء، وأؤكّد عليهم لتسخير عقولهم والتبصّر في أمورهم ومعرفة من هو العدو اليوم، وما هي غايته ومراميه، وماذا يفعل، وهذا هو العقل.

يجب عليكم أنّ تعوا هل أن المواضع التي تطلقون عليها النار، وتدكّونها بالقنابل هي ذات المواضع التي يستهدف العدو دكّها وتسليط نيرانه عليها؟ لماذا تأخذون إنجاز مهمة العدو على عاتقكم؟ ولماذا تمهّدون الطريق أمام العدو لإزاحة قواتنا؟ هذه هي القضية المطروحة على بساط البحث اليوم، ونحن إنما نؤكّد دوماً على ضرورة تحلّي الأفراد بالقدرة على التحليل السياسي، من أجل أن لا يقعوا في مثل هذه الأخطاء، ولاشك في أنّ الأعداء المقنّعين والمنافقين وذوي الوجهين، ومن لا يتجرّأون على البروز، يتخفّون وراء العناصر المخلصة والصادقة، وأحياناً وراء العناصر الساذجة، وهؤلاء يجب معرفتهم وتحذيرهم.

إنّ الوضع يستلزم أن يتحلّى الشعب بالوعي والفطنة والقدرة على معرفة العدو واستيعاب مخططاته.[3]


[1]. من ذلك كلمته في تجمع كبير لشباب محافظة خراسان الشمالية بتاريخ 14/10/2012م

[2]. بيانات سماحته في ذكرى رحيل الإمام الخميني بتاريخ 3-6-2016م

[3]. بيانات سماحته أمام كوادر جهاد البناء بتاريخ 7-10-1998م

المصدر
كتاب النفوذ في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟