مواضيع

إيجاد الخلل في المعتقدات الدينية والثورية

حين تقولون إننا حرس الثورة فمن معاني الحراسة ومن أبعادها أن الثورة معرضة لأخطار وتهديدات، نعم، إذا لم يكن ثمة تهديد لما لزمت الحراسة. يمارس الإنسان الحراسة عندما يكون هناك تهديد. إذن، أنتم تعضّدون وجود الثورة من خلال اسمكم، وتشيرون في الوقت نفسه إلى التهديدات التي تتعرض لها الثورة، وتنبئون عن وجود هذه التهديدات. طيب، إذا كنا حرس الثورة فينبغي طبعاً أن نتعرف على هذه التهديدات.[1]

على هذا الأساس، من أبعاد كلمة الحراسة التشمير عن السواعد لأجل الثورة واليقظة والوعي الدائم. وهو ما ورد في كتاب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): <وَ إنَّ أخَا الحَربِ لَأرِق>[2]. ليس من الضروري أن تكون هذه الحرب حرباً حاضرة قائمة، لا، الذي يعدّ نفسه للحرب يجب أن يكون يقظاً. الحرب مع من؟ إننا لم نكن ولن نكون بادئين بحرب أبداً؛ ليست لدينا حرب مع الناس والشعوب والحكومات المحايدة غير المؤذية، إنما حربنا ضد المهاجمين والمعارضين والمهددين. «لَأرِق»، الأرق هو اليقظة وعدم النوم، إنه يقظ دوماً. إذن، أحد أبعاد كلمة الحراسة هو اليقظة والاستعداد الدائم.

طبعاً عندما تعرفون التهديدات سوف تعدون لها الاستعدادات المناسبة. ذات يوم، لم يكن هناك تهديدات ألكترونية، ولم يكن من الضروري أن يعمل شخص في مجال الألكترونيات، لكن هذا الشيء اليوم موجود، ومن اللازم أن يعملوا فيه ويتابعوه. وقد شرح الآمر اللواء العزيز ذلك. هنا في هذه الحسينية، عرض شباب الحرس على أصحاب الاختصاص إنجازات متقدمة وملحوظة وجيدة جداً حققوها، وتبيّن أن الحرس قد عمل وأنجز الكثير في هذا الميدان. وكذا الحال في كل الميادين والمجالات. عندما تعرفون التهديدات فستعرفون وسائل احتواء هذه التهديدات وستتابعون أمرها. إذا كانت تلك الوسائل متوفرة لديكم فستحافظون عليها وإذا لم تكن متوفرة فستسعون لإعدادها.

هذه الحراسة تتضمن في الواقع معنيين. أحد معنيي الحراسة هو الحماية والحفظ، والمعنى الآخر هو التكريم وإجلال الشخص أو الشيء، أي أن يكرمه الإنسان ويحترمه. ليس معنى حراسة الثورة حمايتها فقط – وهذا الشرح الذي قدمناه يتعلق بالحماية والحفظ – بل هو بمعنى تكريم الثورة وإجلالها وإكبارها وإعظامها أيضاً. أن يحرس الإنسان شخصاً معناه أن يكرمه ويعرف قدره ويعتبره مهماً. وهذا ما يحتاج إلى أن يعرف الإنسان الثورة على نحو صحيح، لذلك ينبغي أن تعرفوا الثورة. على مستوى الحرس وعلى مستوى كل مدارج الحرس ودرجاتهم ينبغي معرفة الثورة معرفة واعية واضحة جامعة. ينبغي معرفة الثورة بصورة صحيحة. إذا كانت هناك نواقص في هذا الشأن على صعيد الأعمال الثقافية فيجب بالتأكيد رفعها، فانظروا في هذا الأمر. ينبغي أن يكون الإخوة والأخوات في الحرس، من أولهم إلى آخرهم، متسلحين بمنطق الثورة القوي؛ لأن أعداء الثورة يتغلغلون اليوم من طرق شتى. من طرق الدخول والتغلغل – وسوف نذكر كلاماً عن النفوذ والتغلغل، ونحن نؤكد ونكرر الكلام دوماً عن نفوذ العدو واندساسه وتغلغله – زعزعة المعتقدات والقناعات؛ المعتقدات الثورية والدينية. يزعزعون المعارف الثورية والدينية ويتغلغلون فيها. يستخدمون كل الطرق، ولديهم الكثير من الأفراد على تنوعهم؛ لديهم الأستاذ الجامعي، ولديهم الناشط من الطلبة الجامعيين، ولديهم النخبة الفكرية والعلمية، هناك كل أنواع الأفراد للتغلغل والاندساس.

على الإخوة في مختلف مستويات الحرس أن يتحلوا بهذه الجاهزية وهذا الاقتدار المنطقي. قبل الثورة كنا نستفيد من قوة المنطق هذه في حالات كثيرة. الشباب في ذلك الزمن وفي إطار البحوث والنقاشات التي كانت لنا – البحوث القرآنية وما إلى ذلك، وبحوث نهج البلاغة والقرآن وغير ذلك مما كان لي – كانوا يقولون لي إننا لم نعد ضعيفي الموقف والمنطق مقابل الماركسيين، وقد كنا ضعفاء سابقاً، أما الآن فلدينا كلامنا ومنطقنا وحججنا وبراهيننا، ولا يتعلق الأمر بالرفض والدحض فقط، بل نستطيع الإثبات وبيان الحقائق أيضاً. ينبغي أن تتوفر مثل هذه القدرة الإقناعية والمنطقية والبيانية في الشاب الذي يعمل في الحرس حالياً، هذه من الأمور الأساسية، هذه حراسة للثورة وتكريم للثورة، أي إنها إعزاز للثورة وأداء لحقها ومعرفة قدرها.[3]


[1]. كلمة سماحته في لقاءه قادة حرس الثورة الإسلامية بتاريخ 16-9-2015م

[2]. نهج البلاغة، كتاب: 62

[3]. كلمة سماحته في لقاءه قادة حرس الثورة الإسلامية بتاريخ 16-9-2015م

المصدر
كتاب النفوذ في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟