مواضيع

الأنواع العملية لنفوذ العدو

النفوذ الاقتصادي

بخصوص الشأن الاقتصادي، أطرح ما أروم قوله بهذا النحو: شهر رمضان شهر التقوى، فما هي التقوى؟ التقوى هي حالة المراقبة الدائمية التي تجعل الإنسان لا ينحرف عن الدرب القويم إلى الطريق الأعوج الخاطئ، فلا تصيبه أضرار الدرب المنحرف وأشواكه. التقوى في الواقع درع وجوشن على جسد الإنسان المتقي يصونه ويحميه من أضرار السهام المسمومة والضربات المعنوية المهلكة. وبالطبع فإن الأمر لا يقتصر على القضايا المعنوية: ﴿وَمَن يتَّقِ اللهَ يجعَل لَه مَخرَجاً 2 ويرزُقهُ مِن حَيثُ لا يحتَسِب>[1]. في الأمور الدنيوية أيضاً يمكن تسجيل آثار مهمة جداً للتقوى. هذا عن التقوى الشخصية. ونفس هذه الحالة ممكنة الطرح على مستوى المجتمع والبلد. ما هي تقوى بلد من البلدان؟ وما هي تقوى مجتمع من المجتمعات؟ المجتمع خصوصاً إذا كان مثل مجتمع الجمهورية الإسلامية صاحب مبادئ وأهداف سامية عليا، وتشنّ عليه الهجمات وتطلق عليه السهام المسمومة، هذا المجتمع أيضاً بحاجة إلى التقوى. ما هي تقوى المجتمع؟ يمكن تعريف التقوى الاجتماعية على أصعدة مختلفة، فتقوى المجتمع على صعيد الاقتصاد هي الاقتصاد المقاوم. إذا أردنا على الصعيد الاقتصادي أن لا نتضرر حيال الاهتزازات الناجمة عن الأحداث العالمية أو مقابل السهام المسمومة للسياسات العالمية المعارضة، فنحن مضطرون للجوء إلى الاقتصاد المقاوم. الاقتصاد المقاوم عامل تمتين وقوة مقابل القوى التي تستخدم كل إمكانياتها الاقتصادية والسياسية والإعلامية والأمنية من أجل توجيه الضربات لهذا الشعب وهذا البلد وهذا النظام. ومن الطرق التي وجدوها في الحال الحاضر التغلغل عن طريق الاقتصاد. لقد أطلقنا هذا التحذير منذ سنين ونبهنا إليه وذكرناه، والمسؤولون كل واحد منهم في حدود قدراته بذلوا جهوداً جيدة، ولكن علينا متابعة موضوع الاقتصاد المقاوم في الداخل بكل قوة وبكامل الإمكانيات والطاقات. وستكون هذه هي التقوى الاجتماعية على صعيد الشؤون الاقتصادية.

وهذا النموذج لا يختص بنا طبعاً، فقد قرّرت بعض البلدان الأخرى نموذج الاقتصاد المقاوم لنفسها واختارته وشاهدت تأثيراته.[2]

كان لدينا في مجال التخطيط الاقتصادي والبرمجة الاقتصادية نقاط ضعف. وهذه النقاط سمحت للعدو بأن يشعر بأنه يستطيع النفوذ (التأثير) من خلال الحظر والعقوبات وما شابه ذلك، هذه فرصة لنا كي نتعرّف على نقاط ضعفنا ونزيلها وإن شاء الله سنزيل نقاط الضعف هذه.

ولذلك فإن العقوبات ليست بناءة (مفيدة) بالنسبة لأمريكا، وأنا أظن أنهم يعلمون هذا. والدليل على قولنا، بأنهم يعلمون بأن الحظر والعقوبات ليست فعالة، أنهم يلوّحون بالتهديد العسكري. حسنٌ، إن كان الحظر يحقق هدفكم، فلماذا تهددون عسكرياً؟ هذا يدل على أن العقوبات لا تحقق هدفهم ولا تفيدهم، وبالتالي فهم مضطرون لأن يطلقوا التهديدات العسكرية، وبالطبع فإن تهديداتهم هي عمل باعث على الاشمئزاز والمزيد من الكراهية لهم، يهدّدون وبشكل متتالي، فليذهب رئيسهم، أو المسؤول الفلاني والناطق الفلاني، وليصلحوا اقتصادهم المنهار عوضاً عن إطلاق التهديد والوعيد، اذهبوا وقوموا بعمل لا تضطر حكومتكم معه إلى التوقف عن العمل لخمسة عشر أو ستة عشر يوماً، اذهبوا وسدّدوا ديونكم، فكّروا بطريقة لتنظيم عملكم الاقتصادي.

فليعلموا – كما قلنا سابقاً – أن الشعب الإيراني هو مع كل شعوب الدنيا «إمّا أخٌ لك في دينك أو شبيهٌ لك في خلقك»[3] ويحترم الآخرين، لكن تعامل الشعب الإيراني مع المعتدي سيجعله يندم، سيوجه للمعتدي صفعة لن ينساها أبداً.[4]

و على الصعيد الاقتصادي ينبغي أن تكون الأعين البصيرة للمسؤولين الاقتصاديين مفتحة ومراقبة لئلا يمارس العدو تغلغله واندساسه الاقتصادي؛ لأن نفوذ العدو يضعضع أسس الاقتصاد القوي. في البلدان والأماكن التي استطاعوا فيها التغلغل اقتصادياً وفرض أنفسهم كالكابوس على اقتصاداتها، أنزلوا الويلات بتلك البلدان والشعوب. قبل عشرة أعوام أو خمسة عشر عاماً قال لي رئيس أحد هذه البلدان وهو من البلدان المتقدمة في منطقتنا، وكان في زيارة لطهران وجاء للقائنا، قال لي: يا سيدي إننا بسبب النفوذ الاقتصادي تحولنا في ليلة واحدة إلى فقراء وشحاذين، وكان على حق. الرأسمالي الفلاني يريد للسبب الفلاني أن يركّع ذلك البلد فيسحب رأسماله من ذلك البلد، أو يستولي بطريقة تفرض الركوع على ذلك البلد. هذا أيضاً على جانب كبير من الأهمية، لكنه أقل أهمية بالمقارنة إلى الاقتصاد الثقافي والاقتصاد السياسي والنفوذ السياسي والنفوذ الثقافي، والأهم من كل شيء هو النفوذ السياسي والثقافي.[5]

النفوذ الثقافي

بعبارة مختصرة أقول: يا أعزّائي! إنّ الثقافة أهمّ من الاقتصاد. لماذا؟ لأنّ الثقافة هي بمثابة الهواء الذي نتنفّسه؛ أنتم مضطرّون للتنفّس شئتم أم أبيتم؛ إن كان هذا الهواء نظيفًا، فإنّ له آثارًا على أجسادكم؛ وإن كان ملوّثًا، فله آثار أخرى مختلفة. إن ثقافة أيّ بلد كالهواء. كنّا نتحدّث عن الإنتاج الوطنيّ؛ إذا أردنا تحقيق استهلاك الإنتاج الداخليّ بكلّ معنى الكلمة، ينبغي أن تترسّخ ثقافة استهلاك البضاعة الوطنيّة في أذهان الناس؛ إن أردنا من الناس أن لا يسرفوا، ينبغي أن يتكرّس هذا الاعتقاد لدى الناس؛ وهذا يعني «الثقافة»؛ الثقافة هي اعتقادات الناس، وإيمانهم، وعاداتهم، وتلك الأشياء التي يمارسها الناس دومًا في حياتهم اليوميّة؛ وهي تلهم الناس في حركاتهم وأعمالهم؛ الثقافة هي هذا، وعليه فهي مهمّة جدًّا. على سبيل المثال، في الميدان الاجتماعيّ، إن رعاية القانون واحترامه من قبل الناس هي ثقافة؛ التعاون الاجتماعيّ ثقافة؛ بناء الأسرة والزواج ثقافة؛ عدد الأطفال ثقافة؛ فإذا كانت التوجّهات والرؤى سليمة لدى الناس في هذه الأمور، فإنّ الحياة في المجتمع ستأخذ شكلًا محدّدًا؛ وإذا كانت خاطئة- لا سمح الله- فإنّ الحياة سيكون لها شكلٌ آخر مختلفًا؛ وسنُبتلى- لا سمح الله- بما وقع في البلدان التي انهار فيها بنيان الأسرة، وراجت الشهوات ﴿وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا>[6] حيث وصلوا إلى ذلك المصير. 

بناءً على هذا، فإنّ تركيز الأعداء أكثر ما يكون على الثقافة. لماذا؟ بسبب هذا التأثير الكبير للثقافة. إنّ هدف حركة الأعداء ومركز تصويبهم في المجال الثقافي هو إيمان الناس واعتقاداتهم. على المسؤولين الثقافيّين أن يرصدوا ويراقبوا النفوذ والاختراق الثقافيّ؛ الاختراقات الثقافيّة شديدة الخطورة؛ يجب أن يكونوا حسّاسين، يجب أن يكونوا واعين وأذكياء. لا نريد القول بأنّ كلّ الآفات الثقافيّة هي من صنع الأعداء؛ كلا! نحن مقصّرون أيضًا؛ المسؤولون على اختلاف مستوياتهم، المسؤولون الثقافيّون، المسؤولون غير الثقافيّين، قلّة العمل، الأعمال الخاطئة كلّها ذات تأثير؛ نحن لا نلقي كلّ شيء على عاتق الأعداء؛ ولكن لا يمكننا التغافل عن حضور الأعداء في المسائل الثقافيّة. هكذا الوضع حاليًّا، وهكذا كان منذ الأيّام الأولى للثورة؛ ألقت الأجهزة الإعلاميّة بكلّ ثقلها، وعملت بكلّ ما تملك من قوّة؛ كي يتراجع الناس عن اعتقادهم بأسس هذه الثورة. هذا عملٌ ثقافيّ؟! لقد تمّ استهداف إيمان الناس والهجوم عليه، إنّهم يهاجمون الاعتقادات القلبيّة للناس، لا يمكن للإنسان أن يتجاهل هذا الأمر.

وهنا يمكن أن يطرح سؤال، فيُقال: حسن، أنتم تقولون: إنّ على مسؤولي البلاد أن يكونوا حسّاسين، كم هو مقدار هذه الحساسيّة؟ ألا يتعارض هذا مع الحريّة والتي هي من شعارات الثورة ومن أصول الجمهوريّة الإسلاميّة؟ والجواب: كلا، إنّ هذا لا يتنافى أبدًا مع الحريّة؛ إنّ الحريّة مختلفة عن التسيّب واللامبالاة؛ الحريّة مختلفة عن التفلّت من جميع الضوابط. الحريّة -التي هي نعمة إلهيّة كبرى- لها ضوابط، وبدون ذلك، فإنّ الحريّة لا معنى لها؛ إن وُجِدَ في البلاد أشخاص يجهدون لاقتلاع إيمان الشباب من جذوره؛ لا يصحّ التفرّج على هذا الأمر باعتباره حريّة. تمامًا كمثل الأشخاص الذين يريدون ترويج الهيرويّين وغيره من المواد السامّة للبدن والمهلكة للعائلات، وتوزيعها على هذا وذاك، لا يمكن تجاهل الأمر. نرى أشخاصًا يستخدمون الفنّ والبيان والأدوات المتنوّعة، يستخدمون الأموال؛ ليقطعوا الطريق على الناس، ويهاجموا إيمانهم، ويخترقوا الثقافة الإسلاميّة والثوريّة للناس، فنجلس لنتفرّج ونقول إنّها الحريّة، لا يوجد مثل هذه الحريّة في أيّ مكان في العالم! لا مكان مثل هذا في العالم. حتّى إنّ تلك البلدان التي تدّعي الحرّيّة، لديها خطوطٌ حمراء، تتشدّد فيها بكلّ حزم. انظروا إلى البلدان الأوروبيّة، حيث لا يجرؤ أحدٌ على التحدّث عن الهولوكوست، والتي من غير المعلوم إن كان لها أصل حقيقيّ أم لا، وإن كانت قد حصلت في الواقع، فكيف حدثت، إنّ أيّ تصريح عن الهولوكوست أو أيّ تشكيكٍ وسؤالٍ حولها يُعدّ من أكبر الذنوب والمعاصي لديهم! يمنعونه فورًا ويوقفون صاحبه ويعتقلونه ويلاحقونه قانونيًّا؛ ومن ثمّ يدّعون الحريّة. إنّ ما يعتبرونه خطًّاً أحمراً يقفون مقابل من يتجاوزه بكلّ شراسة وشدّة. كيف يُتوقّع منّا أن نتجاهل ولا نبالي بالخطوط الحمراء الاعتقاديّة والثوريّة لبلدنا وشبابنا؟[7]

يحاول الأعداء على الصعيد الثقافي تغيير معتقدات المجتمع، وزعزعة تلك المعتقدات التي أبقت هذا المجتمع واقفاً على قدميه بحيوية. يريدون المساس بها والإخلال والتغلغل وإيجاد ثغرات فيها. ينفقون الأموال بالمليارات لأجل تحقيق هذا الهدف. هذا هو النفوذ والتغلغل الثقافي.[8]

النفوذ الثقافي تحت مسمّى حقوق الإنسان

كل الشعوب الحيّة متفقة على أنّ شعباً ما لو قام بالتهاون مع ثقافته وإعطاء الغير إمكانية التهاجم الثقافي عليه، هذا الشعب سيُمحى ثقافياً، الشعب الفائز هو الشعب الذي يجعل ثقافته متفوقاً، الفوز الثقافي هو الذي يستطيع أن تكون الغلبة الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية تابعة لها.

الدولة القوية تسعى لأن تجعل لغتها اللغة الرائجة في العالم؛ لأن اللغة هي الوسيلة الرئيسية لانتقال الثقافة، وبعدها اللباس والآداب والعقائد والسلوك الاجتماعي تنتقل تلقائياً بعد انتقال اللغة، اليوم القوى العالمية حتى بالقوة العسكرية تريد أن تنقل ثقافتها، الأمريكييون عندما يتكلمون حول الدولة والحكومة والنظام الاجتماعي والاقتصادي، يقومون بعدها بالهجوم على مناطق في العالم، أي أن هذا الطغيان غير الشرعي لنفوذ الثقافة الأجنبية يصل إلى هذا الحد، وذلك تحت مسميّات مقصودة، مثل: «حقوق الإنسان». لا يوجد أحد يقول للأمريكان: في أي منطقة في العالم يتعاملون مع أصحاب البشرة السوداء كما تتعاملون أنتم؟ في أي منطقة في العالم يقومون بحرق المئات من الرجال والنساء والأطفال وهم أحياء؟ أينما كان مثل هذا، اعترضوا وقالوا «قاموا بنقض حقوق الإنسان». حصل ذلك في أمريكا، لم نرَ مثل هذا في أماكن أخرى، حتى الصهيونيين، هم من أقبح الشعوب، يقومون بذلك بحماية الأمريكان.

النفوذ السياسي

النفوذ السياسي هو أن يتغلغلوا ويؤثروا في مراكز اتخاذ القرار، وإنْ تعذر ذلك ففي مراكز صناعة القرار. عندما تخضع الأجهزة السياسية والأجهزة الإدارية في بلد لتأثير الأعداء المستكبرين، ستكون كل القرارات في ذلك البلد مطابقة لإرادة وميل المستكبرين، أي سيكون المسؤولون في ذلك البلد مجبرين على ذلك. حينما يكون البلد تحت النفوذ السياسي ستكون حركته وتوجهاته في الأجهزة الإدارية طبقاً لإرادة أصحاب النفوذ، وهذا ما يريده الساعون للنفوذ. إنهم لا يرغبون في تسليط شخص منهم على بلد من البلدان كما كانوا يفعلون في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين في الهند، حيث كان لديهم مأموروهم وشخصياتهم هناك، وكان شخص بريطاني رئيساً في الهند. هذا الشيء غير ممكن في الوقت الحاضر، والأفضل لهم أن يكون هناك شخص من نفس ذلك الشعب على رأس ذلك البلد، لكنه يفكّر مثلهم ويريد ما يريدون ويتخذ القرارات مثلهم وطبقاً لمصالحهم، هذا هو النفوذ السياسي. هدفهم هو التغلغل إلى مراكز اتخاذ القرار، وإذا لم يستطيعوا فإلى مراكز صناعة القرار، فهناك مواقع ومواطن هي التي تصنع القرار. هذه هي الأعمال التي يقوم بها العدو.

إذا كنا يقظين فسنحيل آمالهم يأساً. إنهم ينتظرون أن يغلب النوم في يوم من الأيام على الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ إنهم ينتظرون هذا. يعطون الوعود بأن لا تكون إيران بعد عشر سنوات على نفس الحال، والآخرون لن يفعلوا شيئاً! هذا هو تصورهم. ينبغي عدم السماح لهذه الفكرة وهذه الآمال الشيطانية أن تتنامى في قلوب الأعداء، ينبغي أن تكون ركائز الثورة والفكر الثوري قوية بحيث لا تؤثر حياة أو ممات هذا وذاك وزيد وعمرو في المسيرة الثورية لهذا البلد. هذا هو الواجب الأساسي للنخبة في الحرس الثوري وكل النخب الثورية في البلاد.[9]

النفوذ الأمني

النفوذ الأمني ليس بالشيء الصغير، لكنه قليل الأهمية إلى جانب النفوذ الفكري والثقافي والسياسي.[10]

أمّا خطابي إلى الشعب الإيراني فهو: يا أيّها الشعب الإيراني العظيم الشجاع، يا من نجحت في صدّ العدوّ على مدى عشرين سنة – من بعد أن طردته الثورة من ربوع هذا البلد – ولم تفسح له أيّ مجال للتسلّل والعودة ثانية، عليك أن تتحلّى بالحذر واليقظة.

هذا هو معنى كلامي الذي دأبت على تكراره على مدى سنوات طويلة، وأكّدت فيه للشعب الإيراني ولمسؤوليه: إنّ العدو يطمح في التغلغل بين صفوفنا؛ ويبحث عن كل منفذ يتسنّى له الدخول منه؛ وهذا ما يوجب عليكم مضاعفة وعيكم.

إنّ العدو استهدف أمننا القومي، والأمن القومي أهم شيء بالنسبة للشعوب، فإذا فقد الأمن القومي لا يمكن لأيّة حكومة أن تعمل، ولن تكون هناك فرصة للبناء والإعمار، وإذا سادت الاضطرابات والفوضى لا يمكن عندئذ حل مشكلة من مشاكل البلاد، لا الاقتصادية منها ولا الثقافية ولا الاجتماعية ولا السياسية، وإذا افتقد الأمن تفتقد معه كل الأمور؛ وهذا هو ما يرمي إليه العدو.

هذه الحقائق يجب أن يعيها الشعب الإيراني في كل أنحاء البلاد، وهو يفهمها ويعرفها حق معرفتها؛ لأن شعبنا والحمد لله واعٍ.[11]

لا يُسمَح لهم إطلاقاً بالتغلغل إلى المجال الأمني والدفاعي للبلاد بذريعة الإشراف؛ مطلقاً. المسؤولون العسكريون في البلاد غير مسموح لهم على الإطلاق بالسماح للأجانب بالدخول إلى المجال والدائرة الأمنية والدفاعية للبلاد بذريعة التفتيش وما إلى ذلك من كلام، أو إيقاف التنمية الدفاعية للبلاد. التنمية الدفاعية للبلاد والقدرات الدفاعية للبلاد قبضة قوية للشعب في الميدان العسكري، ويجب أن تبقى هذه القبضة قوية، بل وتزداد قوة؛ أو المساس بدعمنا لإخوتنا المقاومين في مختلف المناطق، هذه أشياء ينبغي عدم المساس بها في المفاوضات على الإطلاق.[12]

للنفوذ الأمني عوامله الخاصة، وعلى المسؤولين بمختلف صنوفهم -ومنهم الحرس أنفسهم – أن يمنعوا التغلغل الأمني للأعداء بكل اقتدار إن شاء الله.[13]


[1]. الطلاق: 2-3

[2]. بيانات سماحته أمام كبار المسؤولين ومدراء الجمهورية الإسلامية بتاريخ 23-6-2015م

[3]. نهج البلاغة، وصية أمير المؤمنين(ع) إلى مالك الأشتر

[4]. بيانات سماحته خلال لقائه خمسين ألف قائد من البسيج بتاريخ 20-11-2013م

[5]. بيانات سماحته أمام قادة الحرس الثورة الإسلامية بتاريخ 16-9-2015م

[6]. مريم: 59

[7]. بيانات سماحته في بداية العام الهجري الشمسي في الحرم الرضوي بتاريخ 21-3-2014م

[8]. بيانات سماحته أمام قادة الحرس الثورة الإسلامية بتاريخ 16-9-2015م

[9]. بيانات سماحته أمام قادة الحرس الثورة الإسلامية بتاريخ 16-9-2015م

[10]. نفس المصدر

[11]. بيانات سماحته حول الأحداث في جامعة طهران بتاريخ 12-7-1999م

[12]. بيانات سماحته أمام حشد من قراء مراثي ومناقب أهل البيت(عهم) بتاريخ 9-4-2015م

[13]. بيانات سماحته أمام قادة الحرس الثورة الإسلامية بتاريخ 16-9-2015م

المصدر
كتاب النفوذ في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟