مواضيع

من هو النفوذي؟

إنني قلتُ منذ فترة احذروا من المتغلغلين، وقد اضطرب البعض بدون مبرر لهذا القول. لا داعي للاضطراب. كان للأمريكان مخططهم داخل إيران ومخططهم للمنطقة لفترة ما بعد المفاوضات النووية. هذه قضية كانت واضحة لنا واتضحت. كان لهم مخططهم لإيران ولا يزال لهم هذا المخطط. وكان لهم مخططهم للمنطقة ولا يزال لهم هذا المخطط، وهم يسعون ويعملون، ويعلمون من الذي يقف بقوة مقابل أهدافهم القذرة في المنطقة، هذا ما يعلمونه ويفهمونه. طيب، إذا كان للعدو مخططه داخل البلاد، فماذا سيفعل؟ سيستخدم المندسين والمتغلغلين. وليس معنى المندس أنه قبض مالاً ليأتي ويندس في الجهاز الفلاني وهو يعلم أنه مندس ويعلم ما الذي يفعله، لا، المندسّ أحياناً مندسّ وهو نفسه لا يعلم! قال الإمام الخميني (رضو) أحياناً يُسمعُ كلام العدو من أفواه أناس محترمين عبر عدة وسائط. كان الإمام الخميني واعياً وكان صاحب تجربة. العدو يقول شيئاً ويريد شيئاً، وهو ينفذ مخططاته بعدة وسائل وأدوات، ويعمل ما من شأنه أن يسمع كلامه عبر عدة وسائط من لسان شخص محترم مقبول لم يقبض مالاً من العدو ولم يلتزم بشيء للعدو. أولم نر أمثال هؤلاء؟ أولم نجرب هذه الأشياء؟ في نفس مجلس الشورى الإسلامي هذا جاء نائب واتهم النظام بالكذب! وقال إننا نكذب على العالم منذ عشرة أعوام أو ثلاثة عشر عاماً، من منصة مجلس الشورى الإسلامي! من هذا المنبر العام! طيب، إنه يطلق كلام العدو، فالعدو كان يقول لنا إنكم تكذبون! وإذا بشخص منا يظهر ويقول إن النظام يكذب! أليس هذا متغلغلاً؟ وفي بعض الأحيان لا يعلم ولا يدري حتى هو نفسه بأنه متغلغل. كان لنا مجلس في فترة مفاوضات نووية حامية صعبة خلال فترة كان فيها رئيس جمهوريتنا الحالي المحترم رئيساً للمفاوضات النووية، وكانوا يتحملون المشاق والجهود ويتفاوضون ويتحدثون بصعوبة ويتجادلون مع الأطراف المقابلة وكانوا في الواقع يحاربون ويناضلون من أجل تكريس كلمة إيران وإعلائها، وإذا بهم هنا في المجلس يطرحون مشروعاً فورياً للغاية من أجل أن يكرسوا كلام الطرف المقابل! في ذلك الحين عتب رئيس الوفد المفاوض الذي هو رئيس جمهوريتنا الحالي المحترم وقال إننا نناضل هناك والسادة هنا يصوغون مشروعاً لصالح الأعداء. طيب، هذا تغلغل. وما هذا إذن؟ هل يجب أن يكون التغلغل علنياً صريحاً صادحاً، حتى يضطرب البعض بمجرد أن يقال تغلغل، ويقولون لماذا تقولون تغلغل تغلغل؟ نعم، ينبغي الحذر.

طيب، إذن العدو يفكر في التغلغل، فمن الذي ينبغي عليه المراقبة والحذر؟ على الشعب أن يراقب بوعي ودقة وعلى المسؤولين والسياسيين والشخصيات السياسية أيضاً أن يدققوا، وهؤلاء يجب أن يحذروا ويدققوا ويراقبوا أكثر. ليحذروا من تحقق إرادة العدو. عندما يشاهدون العدو يطلق كلاماً من أجل خلق انشقاق وانقسام كأنْ يمدحكم مثلاً، فهو يريد خلق شكوك، فالعدو ليس بصديق لكم، عندما تشاهدون العدو يستخدم مثل هذه الحيلة يجب أن تبدوا انزعاجكم على الفور وبلا تردد وتقولوا لا نريد. إنكم إذ تقولون إن العدو يقصد من هذه الأعمال التفرقة يجب أن لا تسمحوا بتطرق الشكوك إلى أذهان الناس. ينبغي التنبه لهذه الأمور. نعود إلى أقوال الإمام الخميني. يقول الإمام الخميني: عندما يمدحكم العدو شككوا في سلوككم وأعمالكم وراجعوا أنفسكم لتروا ما الخطأ الذي ارتكبتموه فأفرح العدو وراح يمدحكم. هذا هو دستور الثورة وأمرها، ويجب العمل بهذه الطريقة وينبغي التقدم إلى الأمام على هذا النحو، ويتحتم عدم الغفلة. ليست سهلة عملية إدارة البلد وإدارة شعب بهذه العظمة والحجم وبهذه الشجاعة، فهو ليس ذرة أو ذرتين. ينبغي الحذر والمراقبة والتدقيق، والتحرك بأعين مفتحة وبعزيمة راسخة مقابل الأعداء.[1]


[1]. بيانات سماحته أمام أهالي مدينة نجف آباد بتاريخ 24-2-2016م

المصدر
كتاب النفوذ في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟