مواضيع

أخاطب العلماء والمراجع العظام

من كتاب نشيد الشهادة للأستاذ محمد سرحان

نص الوصية

لديّ كلمة مقتضبة من جنديّ قضى 40 عامًا في الساحات للعلماء عظماء الشّأن والمراجع الكبار الذين ينشرون النّور في المجتمع ويمحقون الظّلمات، خاصّة مراجع التّقليد العظام. لقد رأى جنديّكم من برج المراقبة بأنّه لو تضرّر هذا النّظام فسوف يزول الدّين وما بذلتم لأجل قيمه ومبادئه الغالي والنّفيس في الحوزات العلمية. هذه العصور تختلف عن كلّ العصور، فلن يبقى من الإسلام شيء إذا أحكموا سيطرتهم هذه المرّة. النّهج الصّحيح يتمثّل في دعم الثّورة، والجمهوريّة الإسلاميّة وولاية الفقيه دون أي تردّد. يجب أن لا يتمكّن الآخرون خلال هذه الأحداث بأن يوقعوكم في الشّك والترديد يا من يتجلّى فيكم أمل الإسلام. جميعكم كنتم تكنّون الحبّ للإمام الخميني وتعتقدون بمساره. نهج الإمام الخميني هو مواجهة أمريكا والدفاع عن الجمهورية الإسلاميّة والمسلمين الواقعين تحت ظلم الاستكبار في ظلّ راية الوليّ الفقيه. لقد كنت أرى بعقلي المتواضع كيف أنّ بعض الخناّسين حاولوا وما زالوا بكلماتهم وتقمصهم مواقف الحق أن يدفعوا المراجع والعلماء المؤثّرين في المجتمع إلى التزام الصّمت والوقوع في الشكّ والترديد. الحقّ واضح؛ الجمهورية الإسلاميّة والمبادئ وولاية الفقيه تراث الإمام الخميني رحمه الله وينبغي أن يحظى بدعم حقيقي. إنني أرى سماحة آية الله العظمى الخامنئي وحيدًا وفي منتهى المظلوميّة. هو بحاجة إلى دعمكم ومساعدتكم وعليكم أيّها الأجلّاء والعظام أن توجهوا المجتمع نحو دعمه عبر خطاباتكم ولقاءاتكم وتأييدكم. فإذا نال هذه الثورة سوء فلن يعود حتى زمن الشّاه الملعون، بل سيعمل الاستكبار على ترويج الإلحاد البحت والانحراف العميق الذي لا عودة عنه.
أقبّل أياديكم المباركة وأعتذر لهذا الكلام، فقد كنت أودّ أن أذكر ذلك خلال تشرّفي بلقاءاتكم المباشرة لكن التوفيق لم يحالفني.
جنديّكم ومقبّل أياديكم.

أدب التواضع امام المراجع وحفظ مقامهم

في خطابه للعلماء والمراجع العظام تجد تلك الروح اللطيفة والأخلاق العالية في أدب الخطاب مع المراجع، والذي يحمل حبًا وإخلاصًا منقطع النظير على الرغم من خطورة الحديث وأهميته، وهذا نموذج لسلوك عملي للإنسان المؤمن تجاه معاملته واحترامه لأهل العلم والفضل.

تحذير الجندي على الثغور

الشهيد القائد تحدث عن مسؤولية خطيرة تقع على عاتق المراجع العظام، فإنه يخبرهم من موقع المعاين وصاحب الدراية عما يحيك له العدو من مؤامراته على أرض الإسلام، ولأن الشهيد الحاج يعيش المواجهة المباشرة مع العدو ويتحدث ويعلم ما يصغون إليه فهو يحذر الأمة ويضع كل واحد في موقع مسؤولياته، ومن المسؤوليات الجسام تقع على عاتق أهل العلم بالخصوص المراجع الكبار.

زوال الجمهورية الإسلامية هو زوال للإسلام

اليوم هذه الدولة الشريفة تمثل الإسلام وتجسد مبادئه وعزته وهي اليوم مرمى سهام الأعداء؛ لأنها شوكة في عين الاستكبار العالمي المتمثل في أمريكا والصهيونية العالمية التي تعمل جاهدة على القضاء عليها، وغايتها القضاء على الإسلام المحمدي الأصيل الذي يرفض ولاية الطاغوت ويدعو إلى ولاية الله الواحد الأحد، وهذا يمثل خطرًا على أسس وقيم الاستكبار العالمي، فاليوم الجمهورية الإسلامية هي حاضنة الإسلام ودرعه الواقي والقضاء عليها سيؤدي بطبيعة الحال إلى القضاء على الإسلام، إذ لم يبقَ من حصون الإسلام في زماننا سوى هذا الحصن العظيم.

الخطر الدائم والعلاج الدائم

يتمثل الخطر في استهداف الإسلام عبر هذا النظام الإسلامي. وقواعد اللعبة تغيّرت مع الاستكبار العالمي، لتصل هذه المرة إلى إرادتهم القضاء تمامًا على الإسلام ومحو آثاره، ومن دون التوكل على الله واليقظة وحفظ النظام المتمثل في الولي فسوف يصل العدو إلى مراده.
تكليف الجميع بما فيهم المراجع العظام هو التأييد الواضح من دون تردد للنظام الإسلامي ودعمه كل حسب موقعه، وهذا هو العلاج. وإن السكوت هو نوع من أنواع الخذلان الذي سيعود بالضرر على الجميع.

كما كنتم للسيد الإمام كونوا للسيد القائد

عتبٌ جميل للعلماء الذين كانوا حاضرين في الساحات في زمن السيد الإمام، والذين يعتقدون بمساره، فما عدا مما بدا؟! فاليوم الموجود هو تراث السيد الإمام وإنجازاته ورأيه فلماذا لا تحافظون عليه وتكونون متصدين ومناصرين بالعلن بالدعم للسيد القائد؟! فالتزام الصمت في هذه المرحلة بالذات، وهي أدق مراحل النظام الإسلامي ليس من مصلحة الإسلام وينبغي الآن أكثر من أي وقت مضى أن يحظى بالدعم وإعلان التأييد الواضح للسيد الولي، فإن صيانة الإسلام وحماية النظام لا يتم إلا بتأييد السيد الولي، فالقائد اليوم بمنتهى المظلومية لأنه يعمل وحيدًا في الساحة.
اليوم يمثل السيد الولي محور المقاومة لقوى الاستكبار العالمي وهو حجر الزاوية ومحجة المجاهدين، وإن كل عز ونصر وشرف وكرامة في ساحات المسلمين اليوم فهي بفضل الله ومشيئته، وتحت عناية المولى صاحب الأمر(عج) وبسبب حارسهم الأمين السيد الولي، وهو اليوم يقود الأمة نحو التمهيد لدولة العدل الإلهي، فلا يحق ولا يجوز لأحد من الأمة أن يخذله ويتركه وحيدًا في الساحات، يقارع كل القوى الطاغوتية في العالم.

لا تسمعوا للمرجفين والخنّاسين

إن الأفراد المنتسبين لمحور النفاق في الأمة كانوا وما زالوا يمارسون نفس الدور لإضعاف الأمة وضربها من الداخل عبر توهينها وإضعاف عزمها وقلقلة مواطن القوة فيها، وفك الارتباط بين القيادة والجماهير عبر بث الإشاعات والعمل من داخل جبهة الحق لإضعافها، لذا تحتاج الأمة لليقظة والثبات والالتفاف حول قيادتها الإلهية لأنها طوق النجاة لهذه الأمة، وهنا يدعو الشهيد الجميع وبالخصوص المراجع العظام لعدم الإصغاء للخنّاسين الذين يوسوسون في صدور الناس والأخذ بزمام المبادرة لنصرة الإسلام عبر التأييد الصريح والوقوف معًا في مواجهة التحديات كل فردٍ في موقعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟