مواضيع

خطاب لإخواني في الحرس الثوري والجيش

من كتاب نشيد الشهادة للأستاذ محمد سرحان

نص الوصية

أخاطب إخواني الأعزّاء في الحرس الثوري والمنتسبين للجيش من الحرس: اجعلوا الشجاعة والقدرة على إدارة الأزمات معيار منح المسؤوليات عند اختيار القادة. من الطبيعي أن لا أشير إلى الولاية لأنّ الولاية ليست جزءًا بالنسبة للقوات المسلّحة بل هي أساس بقائها، وهي شرط لا يقبل الخلل.
والنّقطة الأخرى هي معرفة العدوّ في الوقت المناسب والإحاطة بأهدافه وسياساته واتخاذ القرارات والتصرف في الوقت المناسب.

هنا في رسالة مقتضبة ضمن الوصية وجهها إلى زملائه في الحرس الثوري، قدم فيها توجيهات قيمة تجاوز فيها التذكير بالمبادئ الأساسية؛ لأنها متحصلة فيهم، وهي أساس تكوينهم وشرط لا يقبل الخلل، فلا داعي لسرده كما أوضح هو ذلك، ولكنه قدم توجيهين أحدهما في نظرة الحرس الثوري إلى نفسه عند اختيار القيادات، والثاني نظرته للعدو وكيف يتعاطى معه:
التوجيه الأول: إن إسناد المسؤوليات واختيار القيادات المناسبة في شتى مواقع خدمة الحرس الثوري يجب بطبيعة الحال أن يخضع لمعايير، والتي هي موجودة بالفعل كالإيمان بالولاية والتقوى والإخلاص والكفاءة والتخصص، إلا أن الشهيد يشير لمعيارين مهمين يجب الالتفات لهما حين تُسند أي مسؤولية قيادية لأحد أفراد الحرس الثوري وهما:
الشجاعة والثبات والاستقامة التي لا غنى عنها في الشخصية القيادية إلى جانب ثباته وقدرته على اتخاذ القرارات بكل شجاعة وبدون تردد، فهو في نفس الوقت يكون ملهمًا للمنضمين تحت قيادته ويرفع من روحهم المعنوية.
القدرة على إدارة الأزمات، وقد يحسب هذا المعيار على الكفاءة لكن له خصوصية؛ لأن الكفؤ من الناحية الفنية عندما تأتي الأزمات الخانقة والصعوبات الشديدة قد يفقد اتزانه وتشوش أفكاره، ولكنه إذا كان لدية جهوزية وكفاءة خاصة على إدارة الأزمات والعمل ضمن ظروف صعبة، فإنه يمتلك القدرة على إنجاز حلول مبتكرة ومبدعة، فضلًا عن تماسكه الذي يؤدي إلى تماسك القرار واتزان المجموعات المرتبطة به.
التوجيه الثاني: ضرورة معرفة العدو والإحاطة بأهدافه وسياساته واتخاذ القرارات المناسبة وفي الوقت المناسب عند مواجهة مخططاته، وهذا أحد العناوين الرئيسية كي تكون القوات المسلحة يقظة وقواتها في كامل الجهوزية لمواجهة الأخطار المحدقة بها، وإن مكر الأعداء وافتعالهم الأزمات والعقبات أمامهم من أجل إضعافها والقضاء عليها يتطلب معرفة جيدة للعدو وبما يخطط له، ويميز تلك السلوكيات السياسية التي يمارسها لتمرير مخططاته وإحباطها في الوقت المناسب، وتأكيد هنا على التوقيت في غاية الأهمية، فعندما تدرك الخطر متأخرًا يكون قد فات الأوان لتدارك الأمر، من هنا إحدى المهام الرئيسية لهم هي البصيرة في المعركة مع العدو.

المصدر
كتاب نشيد الشهادة - شرح وصية الشهيد القائد قاسم سليماني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟