نص الوصية
أبنائي وبناتي، يا أبناء الشهداء، يا آباء وأمّهات الشهداء، أيّتها الأنوار المشعّة في بلادنا، يا إخوان وأخوات وزوجات الشهداء الوفيّات المتديّنات! الصوت الذي كنت أسمعه في هذا العالم بشكل يومي وأستأنس به فيغمرني بالسّكينة كصوت القرآن وكنتُ أعتبره أعظم سند معنوي لنفسي، هو صوت أبناء الشّهداء الذي كنتُ أستأنس به يوميًّا في بعض الأحيان؛ وصوت آباء وأمّهات الشّهداء الذين كنت ألمس في وجودهم وجود والدي ووالدتي.
أعزّائي! فلتدركوا قيمة أنفسكم ما دمتم روّاد هذا الشّعب. اجعلوا شهيدكم يتجلّى في ذواتكم، بحيث يشعر كلّ من يراكم بوجود الشهيد في أنفسكم، ويشعر بنفس الروحانيّة والصلابة وكافّة الخصائص. ألتمس منكم الصّفح عني وبراءة الذمة. لقد عجزتُ عن أداء حقّ الكثيرين منكم ولم أوفِّ أيضًا حقّ أبنائكم الشهداء، فاستغفر الله وأطلب العفو منكم.
وأرغب أن يحمل أبناء الشهداء جثماني على أكتافهم، علّ الله عزّ وجلّ يشملني بلطفه ببركة ملامسة أيديهم الطاهرة لجسدي.
في توجيه جميل ولفتة لطيفة تجاه عوائل الشهداء، عبّر الشهيد عن مشاعره تجاههم، وأن حالة الأنس بهم تغمره عندما يسمع صوت أحدهم كاستماعه لصوت القرآن الكريم، وكذلك في توجيه أبوي لعوائل الشهداء يحثهم على وجوب معرفة حقيقة موقعهم ودورهم ومقامهم الريادي، وعندما يدركوا موقعهم الاجتماعي يجب أن يظهر على سلوكهم العملي؛ لأنهم انعكاس لشخص ابنهم الشهيد فحينما يراهم الناس يتذكرون الشهيد ويتبادر في أذهانهم، وإذا مارسوا سلوكًا إيجابيًا فقد يعزز من مكانة الشهيد في نفوس الآخرين، وعندما يكون منهم سلوك سلبي فإنه إهانة لمقام الشهيد، ويعطي انطباعًا سيئًا ليس عليهم فقط، إنما على الشهيد فلذلك يجب أن يكون أهل الشهيد على حذر في سلوكهم الاجتماعي؛ لأن شخصية الشهيد حاضرة ومنعكسة في ذواته ومتجليةٌ في ممارساتها، فعليهم أن يحفظوا الشهيد، وجزء من حق الشهيد هو الحفاظ على قدسيته وكرامته.
ومن جهة أخرى يلتمس من عوائل الشهداء براءة الذمة فهو يعتبر نفسه مقصرًا في حقهم حاشاه!، ويتمنى حين موته أن يحمل جنازته أبناء الشهداء لينال ببركتهم المنتزعة من الانتماء للشهيد، فالحاج يتقرب إلى الله بهؤلاء الشرفاء كي يصبغ عليه لطفه ورحمته ببركة الشهداء وعوائلهم.
إضاءة
وبالفعل عندما استشهد الحاج ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه، أي إلى روضة الشهداء في كرمان، حمل جثمانه أبناء الشهداء على أكتافهم فتشرفوا وتشرف هو الحمد لله.