مواضيع

قووا أنفسكم وأهليكم

من كتاب نشيد الشهادة للأستاذ محمد سرحان

نص الوصية

أخاطب أهالي كرمان الأعزّاء أيضًا بنقطة؛ الأهالي المحبوبين الذين قدّموا خلال الأعوام الثمانية من الدفاع المقدس أسمى التضحيات وبذلوا للإسلام قادة ومجاهدين رفيعي المنزلة. أنا خجلٌ منهم دائمًا. لقد وثقوا بي لثمانية أعوام من أجل الإسلام؛ وأرسلوا أبناءهم إلى المقاتل والحروب القاسية مثل عمليات كربلاء 5، والفجر 8، وطريق القدس، والفتح المبين، وبيت المقدس و… وأسّسوا فرقة كبيرة قيّمة أسموها «ثار الله» محبّة بالإمام المظلوم الحسين بن عليّ (ع)، ولطالما كانت هذه الفرقة كالسّيف الصّارم، أدخلت الفرح والسّرور على قلوب شعبنا والمسلمين مرّات عديدة ومسحت عن وجوههم الحزن والآلام.
أعزّائي! لقد رحلت عنكم اليوم حسب ما اقتضته المقادير الإلهيّة. أنا أحبّكم أكثر من أبي وأمي وأبنائي وإخوتي وأخواتي، لأنّي قضيت معكم أوقاتًا أكثر منهم؛ وبالرغم من أنّي كنت فلذة كبدهم وكانوا هم قطعة من وجودي، إلّا أنّهم أذعنوا بأن أنذر وجودي لأجل وجودكم ولأجل الشعب الإيراني.
أتمنّى أن تبقى كرمان دائمًا وحتّى النهاية مع الولاية. هذه الولاية هي ولاية عليّ بن أبي طالب وخيمتها خيمة الحسين بن فاطمة، فطوفوا حولها. إنني أخاطبكم جميعًا. تعلمون أنّني كنت أهتمّ في حياتي بالإنسانيّة والعواطف والفطرة أكثر من الأطياف السياسيّة. وهذا خطابي لكم جميعًا حيث أنّكم تعتبرونني فردًا منكم وأخًا لكم وواحدًا من أبنائكم.
أوصيكم بأن لا تتركوا الإسلام وحيدًا في هذه البرهة من الزمن وهو متجلٍّ في الثورة الإسلاميّة والجمهوريّة الإسلاميّة. الدفاع عن الإسلام يحتاج ذكاءً واهتمامًا خاصين. وأينما طُرحت في القضايا السياسيّة نقاشات حول الإسلام، والجمهوريّة الإسلاميّة، والمقدّسات وولاية الفقيه، [فلتعلموا] أنّ هذه هي صبغة الله؛ فلتقدّموا صبغة الله على أيّ صبغة أخرى.

أهالي كرمان الأعزاء

كما يوصي الشهيد العزيز جموع الشعب بوصاياه خصوصا في الحفاظ على هذه البلاد وخيمة الولاية التي هي نفسها ولاية علي بن أبي طالب (ع)، لم ينسَ الشهيد توجيه نفس الوصية بالخصوص إلى أبناء بلدته التي نشأ وتربى فيها وأحبها وأحب أهلها وهي مدينة كرمان التي كانت تربطه بأهلها علاقة خاصة، ولأن الأقربين أولى بالمعروف، فقد حرص الشهيد على توجيه رسالة خاصة إلى أهالي هذه المدينة، حيث عبّر عن شديد حبه لهم، إضافة لإطرائه لهم على تلك التضحيات الكبيرة التي قدموها من أجل الإسلام، والشاهد عليه تلك الروضات التي تحتضن جثامين الشهداء المضحين من أبنائها الذين بذلوا دماءهم أثناء الحرب المفروضة ولمدة 8 سنوات، والمعارك الكبيرة التي خاضها مجاهدو هذه المدينة ضد أعداء الإسلام حيث أدخلوا السرور في قلوب المؤمنين، وبثوا الرعب في قلوب الأعداء عبر فرقتهم الكبيرة «فرقة ثأر الله»، والجدير بالذكر أن الشهيد نتيجة لهذا الارتباط الروحي مع أبناء كرمان كانت وصيته أن يُدفن في روضات الشهداء إلى جانب أخوته في هذه المدينة.

المصدر
كتاب نشيد الشهادة - شرح وصية الشهيد القائد قاسم سليماني | الأستاذ محمد سرحان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟