مواضيع

فصل الخطاب مع أخوة الجهاد

من كتاب نشيد الشهادة للأستاذ محمد سرحان

نص الوصية

إخوتي وأخواتي المجاهدين في هذا العالم، يا من أعرتم الله جماجمكم وحملتم الأرواح على الأكفّ ووفدتم إلى سوق العشق من أجل البيع، فلتلتفتوا: إن الجمهوريّة الإسلاميّة قطب الإسلام والتشيّع. مقرّ الحسين بن علي، اليوم، هو إيران. فلتعلموا أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة هي الحرم، وسوف تبقى سائر الحُرم إنْ بقي هذا الحرم. إذا قضى العدوّ على هذا الحرم فلن يبقى هنالك من حرم، لا الحرم الإبراهيمي ولا الحرم المحمّدي.
إخوتي وأخواتي! العالم الإسلامي بحاجة دائمًا إلى قائد؛ قائد متّصل بالمعصوم ومنصّب بصورة شرعيّة وفقهيّة. تعلمون جيّدًا أنّ أنزه عالم دين والذي هزّ أركان العالم وأحيى الإسلام، أعني إمامنا الخميني العظيم الجليل، جعل ولاية الفقيه الوصفة المنقذة الوحيدة لهذه الأمّة؛ لذلك عليكم أنتم الشّيعة الذين تعتقدون بها اعتقادًا دينيًا، وأنتم السنّة الذين تعتقدون بها اعتقادًا عقليًّا، أن لا تتخلّوا عن خيمة الولاية وأن تتمسّكوا بها من أجل إنقاذ الإسلام بعيدًا عن أيّ نوع من أنواع الخلاف. الخيمة هذه هي خيمة رسول الله(ص). أساس معاداة العالم للجمهوريّة الإسلاميّة يهدف إلى إحراق وتدمير هذه الخيمة. فلتطوفوا حولها.
والله والله والله لو أصاب هذه الخيمة أيّ مكروه، فلن يبقى لا بيت الله الحرام ولا المدينة ولا حرم رسول الله، ولا النّجف، ولا كربلاء، ولا الكاظمين، ولا سامراء، ولا مشهد؛ وسوف يلحق الضّرر بالقرآن.

أعر الله جمجمتك

يصف الشهيد أخوة الجهاد سواء رجالا أو نساء، بما وجه أمير المؤمنين(ع) في ساحة الجهاد بقوله: «تد في الأرض قدمك وأعر الله جمجمتك».
ثم يبدأ بتوصية المجاهدين في كل مكان بتوجيهٍ مهم وخطير، وهم في موضع المسؤولية الكبرى تجاه هذا الأمر ألا وهو: خيمة الإسلام والتشيع (الجمهورية الإسلامية).
وهنا مجموعة من التنبيهات والوصايا المشددة التي يذكرها الشهيد الحاج ويؤكد عليها، ويوصي بالجمهورية الإسلامية والحفاظ عليها وصيانتها والدفاع عنها بالغالي والنفيس، وذلك لأنها:
أولًا: قطب الإسلام والتشيع
أي مركز الأمة، ومقر إدارتها، ومن يمثل حسين اليوم موجودٌ في هذه الجمهورية، فهل نلتف حوله أم نخذله؟
ثانيًا: الحرم
إنما يحمي الحرمات يصبح بمثابة الحرم والخط الأحمر، وأي أذى يتعرض له سيكون انعكاسه وضرره على كل الحُرم في مكة والمدينة والنجف وكربلاء ومشهد، وحتى القرآن.
ثالثًا: القائد الشرعي المنصوب
أي كيانٍ مقتدر يحتاج لوجود قائد يدبر شؤونه ويصلح به البلاد والعباد، وفي ظل غيبة الإمام المعصوم وهو الحاكم الشرعي، ينوب عنه من هو متصل به ومنصوب من قبله على نحوٍ خاص أو عام، وفي هذا الزمن التنصيب الفقهي هو لمن توفرت فيه الصفات القيادية من الفقهاء، وكذا النصب الشرعي القانوني عبر المسالك المقررة في الدولة الإسلامية، لذا يتوجب علينا الحفاظ على هذه القيادة الحقيقية التي تستمد شرعيتها من الله سبحانه وتعالى.
رابعًا: الوصف الصحيح للإسلام المحمدي الأصيل
هذا ما أبرزته يد اللطف الإلهي في هذا الزمن علي يد السيد الإمام حيث أخرج لنا وصفة الولاية التي هي الامتداد الطبيعي للولاية الإلهية المتصلة بالفقيه عبر الأنبياء والأوصياء التي ثبتت نقلًا واعتقادًا لدى الشيعة، عقلًا لدى أهل الإسلام من غير الشيعة، فهي خيمة رسول الله التي يجب علينا الحفاظ عليها، والنزول تحتها وتحت ظلالها والخروج عليها هو عدوان آثم على الإسلام ولا تفسير له غير النفاق الصريح.

المصدر
كتاب نشيد الشهادة - شرح وصية الشهيد القائد قاسم سليماني | الأستاذ محمد سرحان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟