نص الوصية
أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمّدًا رسول الله، وأشهد أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وأولاده المعصومين الاثني عشر أئمّتنا ومعصومینا حجج الله.
أشهد بأنّ القيامة حقّ، والقرآن حقّ، والجنّة وجهنّم حقّ، والسّؤال والجواب حقّ، والمعاد، والعدل، والإمامة والنبوّة حقّ.
على غرار الصياغة الشرعية المتعارف عليها، والواردة في الروايات الشريفة يستهل الشهيد وصيته بذكر العقائد الحقة والإقرار بها في دار الدنيا والسير بها نحو دار الآخرة، مذعنًا شاهدًا على نفسه بأصول الدين والمذهب وهي: التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد والعدل الإلهي، وكل ما ارتبط بها من فروع عقائدية لا تنفك عن أصولنا، فالقرآن والموت والسؤال في القبر والقيامة والجنة والنار كلها حق لا ريب فيه، هكذا آمن بها في الدنيا وهكذا يلقى الله بها يوم البعث، وتجدر الإشارة إلى أن شخصية الإنسان المجاهد تتصف ببعد عقائدي راسخ، حيث هو الأساس الذي ترتكز عليه شخصيته، فلا فائدة ولا ديمومة للشخصية الحماسية والشجاعة والمندفعة حتى لو كان في طريق الحق في حين فقدانها للبعد العقائدي أو معاناتها من خلل فيه، فكل خير تناله النفس المجاهدة في الدنيا والآخرة منشؤهُ الإيمان الخالص بالعقائد الحقة، والخسران الفادح والخذلان دينًا وآخرة منشؤه الانحراف العقائدي قال تعالى: <رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ>