انقطاع السحرة إلى الله
<وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِين>
بعد أن نفّذ السحرة موقفهم البطولي الشجاع، وهو السجود لرب العالمين، وإعلان إيمانهم أمام الجماهير المحتشدة في الميدان وبحضور فرعون وملئه وأعوانه، وكامل جهازه الديني والأمني والعسكري والسياسي والإداري والفني وانتهوا من خطابهم الجريء لفرعون، متجاهلين جبروت فرعون وقوته وطغيانه وقوة جيشه وجنوده وشرطته وجميع الذين حوله، وأدّوا ماكان عليهم من واجبِ أمانةِ الكلمةِ وقول الصدق والشهادة بالعدل، وكشفوا الحقائق الواجبِ كشفها إلى الناس برجاء إرشادهم وهدايتهم إلى الحق ووضع أقدامهم على الصراط المستقيم والنهج القويم في الحياة، وقد جاؤوا بالأمر العجيب من الخطاب الجريء الواضح البليغ تام الدلالة على المراد إلى فرعون الطاغية الجبار العنيد وزمرته وبطانته وملئه وأعوانه الفاسدين المارقين عن الحق فلم يخافوا ولم يذعروا لسطوتهم وتجبرهم وطغيانهم وعنادهم وقسوتهم، بل أعربوا عن اعتقادهم وحجتهم، وما رأوا أن فيه الحق والعدل والصدق والخير والفضيلة والصواب بثبات وبقلوب مطمئنة راسخة ونفوس كريمة ملؤها الإيمان واليقين والتسليم راضية بالقضاء والقدر الإلهي وبما قسمه الله (عز وجل) لها من نصيبٍ في الدارين الدنيا والآخرة، وبعزمٍ ثابت لا يلين ولا يتراجع عن الحق وسجايا طيّبة وعلمٍ واسعٍ غزيرٍ نافعٍ ومنطقٍ سديدٍ ومتينٍ وقولٍ فصيحٍ وبليغٍ يدلُ على تألقهم الفكري وشرف مكانتهم وحالتهم الروحية.
بعد القيام بهذا الواجب الإنساني والتكليف الإلهي المقدس العظيم، أعرضوا عن فرعون وتجاهلوا وجوده وأشاحوا بوجوههم الكريمة عنه غير مكترثين به ولا مبالين بعقوباته وتهديده ووعيده وتوجهوا إلى ساحة القدس الإلهي وخاطبوا الجناب العليَّ والرب الجليلَ ذو الرحمةِ الواسعةِ والفضل العظيم، مفوضين الأمر إليه ومتوكلين عليه فقالوا: <رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا>[1] أي: أخذتهم الجذبةُ الإلهية، فما ذعروا ولم يخافوا ولم يهابوا مما هددهم به فرعون الطاغية، بل استغاثوا بالمعشوق رب العالمين ذو الجلال والإكرام الرحيم الرحمن ليفيض عليهم بالصبر العظيم على ما عزم عليه فرعون الطاغية من تعذيبهم وقتلهم، إذ أضحت الدنيا بكل ما فيها ومن فيها وبجميع أحوالها وشؤونها وراء ظهورهم في هذه اللحظات القليلة المتبقية والعصيبة الحرجة و المصيرية، فلم يعودوا ينظرون إليها أو يفكروا فيها أو يرجوا منها شيئاً، واستقبلوا الآخرة التي أصبحت قبلتهم الوحيدة ودار مقرهم وإليها من مجاورة اللئام مقرهم ومهربهم، وتفرغت إليها قلوبهم وأرواحهم، ولم يعد لهم نظر إلا لله ذي الجلال والإكرام، ولم يعد لغيره حضورٌ في أبصارهم وبصائرهم، ولم تعد قلوبهم تهفوا لغيره، ولا تطرب إلا له، فتوجهوا منجذبين إليه انجذاب العاشقين إلى المعشوق بكليّتهم وكامل وجودهم وكيانهم ومشاعرهم، ومفوضين أمور توجههم وسلوكهم وسعيهم إليه وحده لا شريك له، ولم يعد لفرعون وجبروته وسلطته وملئه وأجهزة دولته أو لغيرهم أي حضور أو تأثير لديهم، وكان الحضور كل الحضور الذي استولى عليهم بالكامل هو حضور المعشوق الحقيقي الأوحد والأعظم والأكمل في الوجود، الذي هو نور السماوات والأرض، ونور العقول والقلوب والأجسام والأفكار والمشاعر والسلوك، والذي يُعَدُّ كل وجودٍ لغيرهِ في قبالِ وجوده هباءً، فتوجهوا إليه واستغاثوا به وحده لاشريك له وسألوه بقولهم: <رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا>[2] أي سألوا الله ذي الجلال والإكرام أن يرحمهم ويلطف بهم ويثبّتهم على الحق والقول الثابت، وأن يغمرهم ويفيض عليهم بفضله ومنّهِ وجوده وكرمه بأبلغ وأوسع وأشمل وأعظم أنواع الصبر ويثبتهم في تلك اللحظات القليلة المتبقية الصعبة الحرجة والمصيرية في مسيرة وجودهم وتجربتهم الإنسانية كلها، استعداداً منهم لما سينزل عليهم من البلاء العظيم والعذاب الشديد المؤلم والانتقام الشنيع والتنكيل المفجع الذي توعدهم وهددهم به فرعون الطاغية وهو عازم عليه بدون تردد، وذلك توطيناً لأنفسهم على التصلّب في الحق وفي ذات الله ذي الجلال والكرام وثبات القدم على الإيمان والصراط المستقيم والنهج القويم في الحياة، وبدون شك فإن في مثل هذا الموقف والحال، يُحمد الصبر على القتل والتعذيب والسجن والتضييق والنفي ونحو ذلك من العقوبات؛ لأنه في سبيل الله (عز وجل) والحق والعدل والخير والفضيلة والحرية والعزة والكرامة والمجد والشرف والإباء، وقد سألوا الله تبارك وتعالى أن يرزقهم فضيلة الصبر خوفاً من أن تنهار أعصابهم وتتلاشى عزائمهم إذا أحسّوا بوقع السيوف وألم الصلب والجراح والتعذيب، فيرتدّوا عن دينهم وعن موقفهم البطولي الحق ومنهج الصواب فيخسروا شرف الدنيا وثواب الآخرة وهو الخسران المبين. وسألوا الله تبارك وتعالى أن يفرغ عليهم الصبر لما سيستقبلهم من هيبة وجلال لقاء المعشوق ذي الجلال والإكرام؛ لأنهم لا يستطيعون بطبيعة الحال أن يثبتوا من تلقاء أنفسهم في مواجهة ما سيستقبلهم في الحالتين، العقوبات الثقيلة والتنكيل المفجع، ومفاجأة هيبة وعظمة لقاء المعشوق الكامل ذي الجلال والاكرام سبحانه وتعالى، فهم في حاجة في الحالتين، إلى التأييد الإلهي والتثبيت والدعم والمساندة والإمداد الرباني. أي: لأنهم كانوا يشعرون بأنهم يواجهون أشد العقوبات وأعظم المخاطر المصيرية، فقد سألوا ربهم ومعشوقهم الأوحد أن يعطيهم أعلى وأعظم درجات الصبر والثبات والتحمّل، فعبارة: <أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا>[3] تدل على أمرين:
أ. الشعور بضعفهم في أنفسهم وحاجتهم الذاتية الى الدعم الغيبي والمساندة والتأييد الإلهي وعدم استغنائهم في أنفسهم عن ذلك.
ب. طلب أعلى وأعظم درجات الصبر والإمداد والتثبيت والتحمل، لمواجهة أعلى وأقصى درجات المخاطر المصيرية المحدقة، وأشد التهديدات والعقوبات: الجسمية والنفسية، المتوقعة وغير المتوقعة، وأكثرها أذىً وإيلاماً. لأن الإفراغ يعني صبّ السائلِ في الإناء إلى أن يمتلأ إلى رأسه ونهايته، مما يشير إلى تمام الصبر والإمداد والتثبيت، وتنكير لفظ <صَبْرًا> يدل على التعظيم، فمعنى قولهم: <رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا> أي: صبّ علينا صبراً عظيماً واسعاً شاملاً يفيض ويغمر وجودنا وكياننا بالكامل في هذه اللحظات القليلة المتبقيّة، وهي لحظات صعبة وحرجة ومصيرية في مسيرة وجودنا وتجربتنا الإنسانية، وثبات أقدامنا أمام المخاطر الوجودية العظيمة، والعقوبات النوعية الشديدة، الجسمية والنفسية، فالمحنة جدّاً عظيمة، والألم شديد، بالإضافة إلى ذهاب النفس ومفارقة الأهل والأحبة، فيحتاج الثبات والصمود والتحمل فيها إلى صبرٍ عظيمٍ لتزول الوحشة والإنزعاج، ويطمئن المؤمن على إيمانه، وهو صبر لا يمكن أن يحصل إلا منك. ونحن لا ننظر في هذه اللحظات إلى غيرك، ولا نأمل من أحد سواك شيئاً، فلا نأمل ولا نرجو ولن نسأل الأعداء حين يعذبوننا ويقطعون أيدينا وأرجلنا من خلاف ويصلبوننا على جذوع النحل ويتركوننا ننزف ونتعذب ونتألم أكثر فأكثر حتى نموت ببطء أن يعفوا عنا ويرحموننا، فنحن لا ننظر إلا إليك، ولا نأمل إلا منك ولا نرجو أحداً سواك، فكن معنا وثبتنا وكن أنيسنا في وحشتنا والحاضر الوحيد في بصائرنا وقلوبنا، فلا نشعر بشيء من العذاب أو الألم ولا نعتني بهما، ولكي تذهب عنا الوحشة والإنزعاج، وتطمئن قلوبنا إلى الإيمان، فلا تنهار أعصابنا وتتلاشى عزائمنا عند التعذيب والتنكيل والفراق، فنرتد عن ديننا الحق المبين على أدبارنا كفار خاسرين كما كنا قبل إيماننا وهدايتك المحمودة لنا لدينك الحق الحنيف وصراطك المستقيم ونهجك القويم في الحياة على يد نبيك وحبيبك وصفيك وصفوتك وخيرتك من خلقك ووليك الأعظم موسى بن عمران الكليم (عليه السلام)، أو أن نأسف على شيءٍ مما فاتنا من فتات الدنيا الفانية وزينتها وزخرفها، فنخسر منازل القرب والزلفى عندك في الآخرة، وأعنّا على دهشة هيبة اللقاء معك يا رحيم يا رحمن، وهذه عقيدة كل مؤمن مخلص بصير، وأمنيته الثبات والصبر على الطاعة والجهاد، والشهادة أو الموت على الدين الإلهيّ الحق والصراط المستقيم.
وقد أثبتت التجارب العديدة: التاريخية والمعاصرة، بأن الإنسان إذا حدّث نفسه بالدنيا وزخرفها، وبألم وأهوال القتل والتعذيب والسجن ونحوها، وبصعوبة فراق الأهل والأحبة، ونحو ذلك، فإنه يشعر بالضعف الذي يؤدي إلى التراجع والإنهيار، فيكون من الخائبين الخاسرين ويلحق به الخزي والعار في الدارين الدنيا والآخرة، أما إذا حدّث نفسه بمثل ماحدّث به السحرة أنفسهم، وسأل الله تبارك وتعالى بمثل ماسألوه بصدق وإخلاص نيّةٍ وطهارةِ قلبٍ، فإنه يصبر ويصمد ويثبت، فيكون من الفائزين المفلحين الرابحين، ويفوز بمنازل القرب والزلفى والرضوان عند الله العليّ الأعلى.
ثم سأل السحرة ربهم رب العزة والجلال الرحيم الرحمن، أن يثبّت أقدامهم على الإيمان والإسلام الحنيف، فقالوا: <وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ>[4] أي: توفنا ثابتين على دينك الحق وهو الإسلام الحنيف وصراطك المستقيم، خاضعين منقادين لجميع أوامرك ونواهيك، ومتبعين صفيّك وحبيبك ورسولك الصادق الأمين ووليك الأعظم موسى بن عمران الكليم (عليه السلام) وخالصين موحدين لك في الطاعة والعبادة، غير منحرفين عن الحق ولا محرّفين ولا مبدّلين ولا ضالّين ولا مضلّين ولا خاطئين ولا مفتونين عن الحق والصواب، أي: ليس المهم هو الصبر والثبات والتحمل والرضا بالتعذيب والتنكيل ونحو ذلك، ولكن المهم هو معرفة الدين الحق وإمام الدين الحق والموت على ذلك، وهذه أمنية صادقة لكل مؤمن واعي بصير صادق في إيمانه، تعكس بصيرته ووضوح رؤيته وصدق توجهه إلى الله ذي الجلال والإكرام بنيّة خالصة من الشوائب والتعصب والفناء فيه والبقاء به. ومن كان في مثل حالتهم من المؤمنين، يغالب نفسه ويجاهدها للتخلي عن التعصب ونحوه ويخلص في البحث عن الدين الحق والإمام الحق ويتبعهما ويثبت عليهما أمام أمواج التعصب الديني والمذهبي والمعرفي والثقافي ونحو ذلك، وأمام عواصف الترهيب والترغيب وعمليات فض وشراء الضمائر في عالم السياسة والنخاسة، ويلازم كلمة الحق والعدل والصبر والخير والفضيلة، وطريق الصلاح والإصلاح، وتحصيل الحقوق والعزة والمجد والحرية والكرامة، والسعي الحثيث للوصول إلى أعلى مراتب الكمال الإنساني المقدّر له واللائق به، لا أن يرضى بالذل والهوان والعبثية في الحياة، وبمراتب الحيوانيّة والبهيمية ونحو ذلك، ويحرص كامل الحرص على أن يحيا ويموت على الإسلام الحنيف والصراط المستقيم والنهج القويم صابراً محتسباً ليفوز بالرضوان الإلهي ومنازل القرب والزلفى وبالسعادة الحقيقية الأبدية الكاملة وبالنعيم المقيم في جنات الخلد مع الأولياء السعداء من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
ثم إنّ فرعون الطاغية اللئيم أوقع بالسحرة المؤمنين الكرام ما توعّدهم وهددهم به من القتل الشنيع صبراً، ومثّل بأجسامهم تمثيلاً مروعاً فقطّع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ، ثم صلبهم على جدوع النخل وشدّهم بعنفٍ وقسوةٍ، وتركهم ينزفون حتى يموتوا ببطء، وقد نفذ هذه العقوبة الفرعونية القاسية، بالقرب من نهر النيل العظيم، الذي هو بحق هبة مصر الكبرى، ليكون الموقع شاهد صدقٍ على عظيم النعمة، وعظيم الجرم والكفر بالنعمة. وأن الله تبارك وتعالى قد ثبتّ بلطفه ورحمته السحرة على الإيمان، وتوفاهم على الإسلام صابرين محتسبين، ومضوا إلى ربهم ذي الجلال والإكرام الرحيم الرحمن شهداء أبرار محسنين مستضعفين مظلمومين، وثبتت أسماؤهم في صفحات التاريخ وفي صحائف الأعمال والكتاب المبين بأحرف من نورٍ مع الشهداء الأبرار الأحرار، وكانوا أسوة حسنة للمؤمنين الواعين المجاهدين في صدق الإيمان، وحسن الطبع والخلق والسجايا، والصبر الجميل والثبات والصمود على الحق والعدل والخير والفضيلة في المواقف الصعبة والإرادة الفولاذية التي لا تلين ولا تتراجع عن الحق مهما كان الثمن ولكل مناضل شريف في كل أمة أو مذهب أو دين، وهو الأمر الموافق للعقل والحكمة والمنطق والشرع والفطرة والطبع السليم، وطريقاً إلى الحرية والعزة والكرامة والمجد والشرف والحياة الطيبة والنهوض والمدنية والتقدم والتطور ونحو ذلك، وأصبحوا بموقفهم الإنساني البطولي الشجاع النبيل، ذكراً حسناً جميلاً خالداً في التاريخ للأجيال المقاومة من كل دين ومذهب وعرق وفي أعظم كتاب سماوي عرفته البشرية وهو القرآن المجيد، وقد كشفوا عن وجهين متناقضين في الحياة الاجتماعية والتجربة الإنسانية التاريخية، وهما:
أ. وجه فرعون الطاغية المتجبّر القبيح، وأعماله الإجرامية بكل مافيها من أنانية مفرطة وشناعة وتنكر للإنسانية والكرامة الإنسانية والحقائق والمنطق والفضيلة وإصرار على الباطل والشر والرذيلة والجريمة وخيانة الحقيقة وأمانة الحكم والرعاية والمسؤولية، ويشاركه نظامه الفاسد وحكومته الجائرة في جميع ذلك.
ب. وجه السحرة المؤمنين الصالحين الكرام الجميل، وما يتمتعون به من صحوة الضمير والبصيرة والرؤية الواضحة والرغبة الشديدة في الصلاح والإصلاح والتنمية الحضارية الشاملة فكرياً وروحياً ودينياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وإدارياً في حياة الأمة والشعب المصري، والصبر والفداء والتضحية بالنفس والنفيس في سبيل الحق والعدل والخير والفضيلة والحرية والعزة والكرامة والحقوق الإنسانية الطبيعية والمكتسبة، ومايشتمل عليه ذلك من الضياء والنور والبهجة والسرور واللطف والكرامة، ويكشف عن التحولات الكبيرة الفكرية والروحية والسلوكية التي حدثت في نفوس السحرة بعد الصحوة والتوبة النصوحة والعودة المحمودة الصادقة إلى الله ذي الجلال والإكرام، فكانوا من خيرة الناس والعباد الصالحين، وكان موقفهم الإنساني النبيل البطولي الشجاع نِعمَ الموقف، ومصيرهم نعم المصير، وعاقبتهم نعم العاقبة، في الدارين الدنيا والآخرة، وكان لهم الأثر الطيب البالغ المحمود في إصلاح الناس وإصلاح أوضاعهم وأحوالهم والفوز بالشرف العظيم والذكر الجميل في الأجيال المتطاولة عبر التاريخ في الحياة الدنيا، والفوز بالرضوان الإلهي العظيم والسعادة الحقيقية الأبدية الكاملة والنعيم المقيم في مراتب الفردوس في جنات الخلد في الآخرة.