مواضيع

التعريف بإسرائيل وبني إسرائيل : دولة إسرائيل الصهيونية

واُطلق لفظ إسرائيل في التوراة وأريد به الشعب العبراني(اليهودي) كله. وإسرائيل: اسم للدولة الصهيونية التي أقامها اليهود المعاصرون على أرض فلسطين المحتلة. وفلسطين: اسم يطلق على الإقليم الجغرافي الذي يقع بين جنوب حدود سوريا ولبنان في الشمال، وصحراء سيناء المصرية في الجنوب، وكانت جزءً من الشام التاريخية التي تضم: سوريا ولبنان والأردن وفلسطين حتى العام(1916م). وبرز اسم فلسطين كوحدة سياسية منذ اتفاقية سايكس بيكو السرية بين بريطانيا وفرنسا في العام(1916م) التي وضعت فلسطين ضمن النفوذ البريطاني. وقد احتلت بريطانيا القدس، بتاريخ: 9 / مارس/ 1917م وجعلت منها مقراً للحاكم العسكري البريطاني. وكان وزير الخارجية البريطاني (لورد بلفور) قد أعلن من قبل، بتاريخ: 2 / نوفمبر / 1917م الوعد المعروف باسمه (وعد بلفور) الذي تضمن عطف بريطانيا على إقامة وطن قومي لهم لليهود في فلسطين. وبتاريخ: 3 / فبراير/ 1919م تقدم وفد صهيوني إلى مؤتمر الصلح بباريس بعد الحرب العالمية الأولى بمطالب تضمنت: الاعتراف بالحق التاريخي لليهود في فلسطين، وإقامة وطن قومي فيها، حيث كانت موطن جدهم الأول نبي الله يعقوب (إسرائيل) (عليه السلام) قبل هجرته منها إلى مصر على عهد حكومة ابنه نبي الله يوسف الصديق (عليه السلام) فيها في القرن الثامن عشر (18) قبل الميلاد، ثم عودتهم إليها في عهد يوشع بن نون وصي القائد التاريخي العظيم لهم نبي الله موسى بن عمران الكليم (عليه السلام) الذي توفي في سنوات التيه الأربعين في صحراء سيناء ودفن فيها قبل الدخول إلى الأرض المقدسة فلسطين في القرن الثالث عشر(13) قبل الميلاد، بعد أكثر من أربع مائة(400) سنة وذلك بأمر الله  (جل جلاله)، قول الله تعالى: <وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ 20 يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ>[1] وتعرف فلسطين بالنسبة إليهم بأرض الميعاد، كما تضمنت مطالب الوفد الصهيوني: وضع حدود معينة لفلسطين، تشمل جنوب لبنان، الأردن، العقبة، ووضعها تحت الانتداب البريطاني. وبتاريخ: 15 / إبريل / 1920م قرر مجلس الحلفاء الأعلى المنعقد بسان ديمو في إيطاليا، وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وأعلن صك الانتداب بتاريخ: 6 / يونيو / 1922م، ووضع موضع التنفيذ، بتاريخ: 29 / سبتمبر / 1923م، وقد تضمنت مادته الثانية ما نصه: تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن وضع البلاد في أحوال سياسية وإدارية واقتصادية، تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي، وتضمن كذلك الاعتراف بقيام وكالة يهودية تكون بمثابة حكومة يهودية داخل حكومة الانتداب. وقد أخذت الحكومة البريطانية آنذاك على عاتقها مسؤولية التمهيد لقيام الدولة الصهيونية، فاعترفت باللغة العبرية وسهلت عمليات هجرة اليهود إلى فلسطين، وسهلت عمليات نقل ملكية الأراضي إليهم، وأمدتهم بالسلاح والعتاد، وغير ذلك.

وبتاريخ: 15 / مايو / 1948م ليلاً، أنهت بريطانيا رسمياً انتدابها على فلسطين، وفي الحال: أعلن اليهود قيام الدولة الصهيونية باسم إسرائيل، واعترفت أمريكا على لسان رئيسها هاري ترومان بالدولة الصهيونية (إسرائيل) في نفس ليلة إعلانها من قبل اليهود، وبتاريخ: 4 / مارس / 1949م، أصدر مجلس الأمن قراراً بقبول إسرائيل عضواً في الأمم المتحدة، بتاريخ: 11 / مايو / 1949م، وافقت الجمعية العمومية على هذه التوصية، وبتاريخ: 25 / مايو / 1950م، أصدر تصريح ثلاثي: أمريكي بريطاني فرنسي بشأن مسؤولية هذه الدول المحافظة على الحدود القائمة في المنطقة، أي: المحافظة على وجود الكيان الصهيوني(إسرائيل).

وقد شهدت أرض فلسطين في فترة الاحتلال البريطاني العديد من الثورات الشعبية التي قوبلت بالقمع والإرهاب إلى جانب المؤامرات السياسية الخبيثة التي قادتها بريطانيا تنفيذاً للمخطط الصهيوني، فعقد بتاريخ 7 فبراير 1939م مؤتمر لندن الذي شاركت فيه وفود عربية وصهيونية، وانتهت المباحثات بإصدار الكتاب الأبيض الذي تضمن تشكيل دولة فلسطينية لا عربية ولا يهودية، وتقسيمها إلى ثلاث مناطق، ورفعت بريطانيا القضير الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة التي عقدت دورة استثنائية في أبريل 1947م وانتهت إلى مشروع قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية ويهودية، وقيام نظام دولي لمدينة القدس، وبتاريخ 15 مايو 1948م انهت بريطانيا رسمياً الانتداب على فلسطين، وسلمتها عملياً إلى أيدي الصهاينة الذين أعلنوا قيام دولة إسرائيل الصهيونية، ثم أخذ الصهاينة في التوسع والامتداد وضم الأراضي والمناطق إلى دولتهم حتى نشبت حرب العام 1967م التي تمكن فيها الكيان الصهيوني من احتلال القدس والضفة الغربية والجولان وسيناء، وقد أعيدت سيناء منزوعة السلاح ضمن اتفاقية كامب ديفيد، بتاريخ 17 ديسمبر 1978م، ولا تزال مشاريع التسوية والتقسيم مستمرة، وإلى جانبها مشروع المقاومة والتحرير الكامل لأرض فلسطين بقيادة الجمهورية الإسلامية في إيران، ويبذل الكيان الصهيوني جهوداً سياسية كبيرة لضم الجولات وسيناء إلى الكيان الصهيوني في ظل الأزمة السورية منذ العام 2011م، والأمل يراود المؤمنين في تحرير كامل التراب الفلسطيني رغم التخاذل العربي الشامل، وذلك الأمل في التحرير ينبعث من الوعد الإلهي بذلك، وسيحدث حتماً على أيدي المؤمنين الصادقين المخلصين، ولن يكون للمنافقين فيه أي دور، وسيكون نصيبهم الخزي والعار في الدنيا، وفي الآخرة عذاب عظيم، ولن يكون يوم التحرير ببعيد إن شاء الله (عز وجل).


المصادر والمراجع

  • [1]. المائدة: 20-21

المصدر
كتاب اللامنطق في الفكر والسلوك - الجزء الأول | أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟