التعريف بهارون: توبة بني إسرائيل والعفو الإلهي عنهم
قد ندم بنو إسرائيل وتحسَروا على ما حدث منهم من شرك وضلال ووقوع في فتنة عجل السامري، وذلك بعد أن رجع إليهم موسى الكليم (عليه السلام) حيث أنّبهم ولامهم ووبّخهم على ما صنعوا، وعيّن لهم حقيقته وأبعاده الخطرة عليهم وعاقبته السيئة المذمومة في الدارين الدنيا والآخرة، فعلموا وتيقنوا بأنهم قد وقعوا في فتنة عظيمة، وارتكبوا جريمة شنيعة وذنباً عظيماً، فتابوا واستغفروا وتضرّعوا إلى الله (عز وجل) وابتهلوا وسألوا الله تبارك وتعالى الرحمة والغفران، قوله تعالى: <وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ>[1] فتقبل الله برحمته وكرمه توبتهم؛ لأنه التواب الغفور الرحيم، وقضى بذلك موسى الكليم (عليه السلام) بشكل عام على فتنة السامري وعجله.
وقد وعد الله تبارك وتعالى عباده بالعفو عن الذين يرتكبون السيئات والمعاصي ثم يتوبون إلى الله (عز وجل) توبةً نصوحة وتتوفر في توبتهم شروط التوبة الصادقة، ويعودون بتوبتهم إلى الله ذي الجلال والإكرام وإلى الإيمان الصادق والدين الحق والصراط المستقيم، وإلى العمل الصالح والفضيلة بإخلاص، قول الله تعالى: <وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِن بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ>[2] وهذا الأمر يشمل بني إسرائيل وغيرهم، وفي الحديث النبوي الشريف: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»[3]
تعليق واحد