التعريف بموسى الكليم: موسى (ع) في أرض مدين
لما وصل موسى الكليم (عليه السلام) إلى مأمنه بدخول أرض مدين، قصد ماءها ليروي ظمأه، وعندها وجد جماعة كثيرة من الناس قد تزاحموا عليها بشدة لسقي مواشيهم، وكل واحد منهم، يعتمد على قوته في التقدم إلى الحوض وسقي مواشيه وأخذ نصيبه من الماء، ورأى على مقربة من الماء، فتاتين معهما غنيمات لا ترد الماء، وكلما أرادت الغنيمات ورود الماء لتشرب منه، دفعتها الفتاتان عنه. فأثار هذا المشهد الغريب انتباه موسى الكليم (عليه السلام) وتعجب منه، فتقدم نحو الفتاتين في تأدب واحترام، وسألهما عن شأنهما: لم تمنعان الأغنام عن شرب الماء ولا تستقيان مع الناس؟ فأجابتاه: أنهما أتتا لسقي غنمهما، ولكن جرت عادتهما على أن تنتظرا ولا تسقيا عنهما حتى ينصرف جميع الرعاة، لئلا تزاحما الرجال وتحتكا بهم، وعللتا حضورهما للسقي، بقولهما: {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}[1] تمنعه الشيخوخة عن الرعي والسقي، وليس لنا أخ يعينه، فنضطر نحن إلى الحضور من أجل السقي والرعي.
فأخذت موسى الكليم (عليه السلام) النخوة والحمية والفتوة، وحركته الشفقة والرحمة، وهي عينها التي حركته لنصرة الإسرائيلي المظلوم، وخرج بسببها من مصر وأصبح غريباً عن وطنه وأهله، فهو لا يستطيع أن يترك طريقته وسيرته الفاضلة التى جُبِل عليها، وهي سيرة الصالحين دائماً بما هم صالحين، في نصرة المظلومين، وقضاء حوائج المحتاجين، والتفريج عن المكروبين، وتقديم الخدمات الصالحة إلى الناس، وعدم مساومة الظالمين، ونحو ذلك، فسقى لهما غنمهما، وقد برزت في عمله قوته وصلابته وفتوته وشهامته وحسن شمائله، وبعد أن انتهى من سقي الأغنام للفتاتين اتجه إلى ظل شجرة ليستريح فيه، وكان متعباً منهوك القوى من السير الطويل الذي استغرق ثمانية أيام، وقد تورمت قدماه من السير حافياً في الطريق الطويل الوعر، وكان جائعاً، والحر شديداً، وتوجه بقلبه الطاهر المنكسر إلى ساحة القدس الإلهي، يشكو حاله ويرفع إلى ربه حاجته، {فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}[2] أي: إني فقير ومحتاج في نفسي إليك وأنت الغني الحميد، وأنا مفتقر ومحتاج إلى الخير الذي تسوقه وتيسره إليّ، وبهذا التوجه والدعاء، فقد كان في غاية الأدب في سؤال حاجته من رب العالمين، فقد اعترف بفقره وكشف عن حاجته ولم يفصل في ذكر ما يحتاج وترك ذلك إلى علم الله سبحانه وتعالى بحاله واستغنى بلطف الله تبارك وتعالى وكرمه عن السؤال، وقد أجابه الله تبارك وتعالى بأحسن الإجابة.
وتشتمل الحادثة على فوائد عديدة، منها:
أ. أن الفتاتين كانتا تتحليان بالعفة والشرف والحياء وحسن التربية وصلاح الحال.
ب. أن خروج المرأة للعمل وكسب الرزق الحلال، لا ينتقص من عفتها وشرفها وحيائها.
ج. أن اجتماع المرأة مع الرجل في مكان واحد للعمل وتبادل الحديث بينهما لا يضر بشرف المرأة وحيائها وعفتها، ولكن يجب التقيد فيه بالأحكام والآداب الشرعية.
د. أن شرف المرأة وعفتها وحياءها تدفع المرأة إلى التخلف والاحتياط والتحرز في المواقف التى يختلط فيها النساء بالرجال ويكثر فيها التزاحم.
هـ. أن المساعدة والتعاون والتضامن وخدمة الناس ونصرة المظلومين والرحمة بالخلق والإحسان إليهم، من شيم المؤمنين الأتقياء الصالحين وأخلاقهم الراسخة، وأن الإنسان السوي يندفع إليها بحسب نظرته وطبعه الإنساني السليم، ومن زعم أنه يريد الإصلاح وتهيب الظالمين وأهل المعاصي فهو كاذب.
وبينما كان موسى الكليم (عليه السلام) يستريح تحت ظل الشجرة، جاءته إحدى الفتاتين وهي تمشي على استحياء، مشية الفتاة الطاهرة الفاضلة الصالحة، مما يدل على كرم أصلها وحسن خلقها، والقيمة السامية الرفيعة لهذه الصفة الجميلة (الحياء) عند الفتاة، وأنها وجدت شمائل موسى الكليم (عليه السلام) وعزة نفسه وقوة شخصيته ما يوجب لها الحياء منه، فقالت بدقة ووضوح واختصار شديد: {إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ}[3] أي: لا لمن عليك، وإنما مكافأة على إحسانك، وكأن الفتاتين قد أحستا بغربته وحاله لشدة فطنتهما، وأنهما أخبرتا أبوهما بذلك، فطلب من إحداهن دعوته إليه، وجدير بها وقد تربت في حجر النبوة، أن تكون نبيهة فطنة، وأن تؤدي الكلام بحقه في أقل العبارات وأجزلها.
وكان موسى الكليم (عليه السلام) قد عرف من سلوك الفتاتين ومنطقهما، حسن أدبهما وأخلاقهما وتربيتهما، أنهما من عائلة نجيبة كريمة، وأن أبوهما شيخ جليل وفاضل جداً، وعليه فقد لاحت له بشائر الأمل، ووجد في الدعوة الكريمة من هذا الشيخ الجليل، فرصة عظيمة سانحة، يدخل من خلالها مدخلاً حسناً إلى المكان الجديد الذي قصده، وأنها أول بشائر استجابة الدعاء {رَبِّ إِنݩّݬݪِي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}،[4] فاستجاب لدعوة الشيخ الكريمة، وقام من مكانه ومشى مع الفتاة، وتقدمت لتدله على الطريق وهو خلفها. وكانت الريح تضرب ثوبها فتصف لموسى الكليم (عليه السلام) شيئاً من جسدها، وربما انكشف الثوب عنها. ولِمَا كان عليه موسى الكليم (عليه السلام) من العفة والحياء وحسن الخلق كان يعرض عنها تارة ويغض النظر تارة أخرى، ثم ناداها: يا أمة الله!! كوني خلفي وأريني الطريق بقولك، وذلك خوفاً من أن ترفع الريح ثوبها فيقع نظره على شيء من جسدها.
فلما وصل إلى بيت الشيخ الجليل، وجده بيتاً بسيطاً من الناحية المادية، ولكنه بيتاً شامخاً من ناحية العز والطهارة، وكان مليئاً بالعلم والتقوى والروحانية العالية. وكان الشيخ هو نبي الله شعيب (عليه السلام) فانشرح صدره له وأنس به كثيراً وقصّ عليه القصص من لدن ولادته، والسبب الذي خرج من أجله، وأفضى إليه بمكنون سره. فوقف الشيخ الجليل منه موقف الرجل الشهم الكريم، فحمد الله (عز وجل) على سلامته ونجاته وطيب نفسه، وطمأنه بأنه صار في مكان يأمن فيه من القوم الظالمين، حيث لا ملك ولا سلطة لفرعون على أرض مدين، واستضافه عنده، وقيل: دخل موسى الكليم على شعيب (عليه السلام) والعشاء مهيأ لشعيب، فقال لموسى (عليه السلام): اجلس يا شاب فتعشى، فقال له موسى (عليه السلام): أعوذ بالله!! قال شعيب (عليه السلام): ولمَ ذلك؟ ألست بجائع؟ قال موسى (عليه السلام): بلى، ولكن أخاف أن يكون هذا عوضاً لما سقيت لهما، وأنا من أهل بيت لا نبيع شيئاً من عمل الآخرة بملك الأرض ذهبًا!! فقال له شعيب (عليه السلام): لا والله يا شاب، ولكنها عادتي وعادة آبائي، نقري الضيف ونضع الطعام. وعلى كل حال: فشعيب وموسى (عليه السلام) أبناء عم، شعيب من أبناء إسماعيل الذبيح بن إبراهيم الخليل، وموسى من أبناء إسحاق بن إبراهيم الخليل (عليه السلام) قول الله تعالى: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ 22 وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ 23 فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ 24 فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[5].
وقد أثارت شمائل موسى الكليم (عليه السلام) وحسن أخلاقه وسلامة منطقه في نفس شيخ الأنبياء (عليه السلام) وخطيبهم، وفي نفس ابنتيه الإعجاب الشديد بشخصيته، فقالت إحدى الابنتين لأبيها: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}[6] أي: استأجره للعمل عندك في رعي الأغنام، ليكفينا مؤونة هذا العمل الشاق ويريحنا من مزاحمة الرجال، وذكرت صفتين مهمتين وجدتهما في شخصية موسى الكليم (عليه السلام) وهما « القوي الأمين».
وهذا العرض من الفتاة، يدل على أمرين مهمين، وهما:
أ. أن دأب الأسرة المؤمنة الصالحة وعادتها التشاور بين أفرادها بدون فرق في ذلك بين الرجل والمرأة.
ب. أن الكفاءة والأمانة هما أهم صفتين في تولي المناصب العامة، فبهما يتم العمل ويكمل نظام المجتمع والدولة، ولا تغني إحدى الصفتين عن الأخرى، فلا الكفاءة تغني عن الأمانة، ولا الأمانة تغني عن الكفاءة، وأن تولي الكفؤ غير الأمين، أو تولي الأمين غير الكفؤ، يؤدي إلى الفساد ويلحق الضرر البليغ والخراب بالمجتمعات والدول، وصاحبهما هو أولى من غيره بتولي المنصب العام، وهي الحالة المفقودة في المجتمعات والدول المتخلفة، التي يعتمد فيها على المحسوبية في تولي المناصب العامة، مما يساهم في تكريس التخلف، ونشر الخراب والفساد في الدولة والمجتمع.
ج. أن ذكر الفتاة للصفتين يدل على فطنتها ودقة تشخيصها، وعلو مكانتها العلمية وخبرتها العملية ونضج تجربتها في الحياة رغم صغر سنها.
وبناءً على الاقتراح البناء للفتاة، قال الشيخ الجليل لموسى الكليم (عليه السلام): {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}[7] أي: عرض شيخ الأنبياء الكرام شعيب، على موسى الكليم (عليه السلام) أمرين:
أ. الزواج من إحدى ابنتيه، وأراد بذلك: أن يكون حضوره بين الأسرة حضوراً طبيعياً خالياً من التكلف وبعيداً عن الإحراج للطرفين أفراد الأسرة، وموسى الكليم (عليه السلام)، وذلك بمهر خاص، على أن فوز إحدى بناته بالزواج من موسى الكليم (عليه السلام) يعد مكسباً كبيراً للفتاة والأسرة أيضاً، ولعل نبي الله شعيب (عليه السلام) قد أحسّ من نفس الفتاة ونفس موسى الكليم (عليه السلام) ثقة متبادلة وميلاً فطرياً سليماً وطاهراً، يشكل أساساً صالحاً لبناء أسرة مسلمة صالحة.
ب. العمل عنده في رعي غنمه لمدة ثماني سنوات، وإن زاد المدة سنتين فجعلها عشر سنوات، فتلك منّة جليلة منه سوف تكون محل تقدير الشيخ الجليل، فكأن الثماني سنوات، تمثل المدة اللازمة لبقاء موسى الكليم (عليه السلام) خارج مصر ليأمن على نفسه، وطلب الزيادة يعكس الرغبة الكبيرة لدى الشيخ الجليل في بقاء موسى الكليم (عليه السلام) إلى جانبه إلى فترة أطول، إلا أن طول المدة قد يشكل عبئاً نفسياً كبيراً على موسى الكليم (عليه السلام) ببقائه بعيداً عن أسرته في مصر لفترة أطول، وعليه ترك إليه الخيار في قضاء أحد الأجلين، ووعده بأن يجد عنده وفيه الوفاء بالعهد والميثاق، والصلاح في الصحبة، وحسن المعاملة، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان المؤمن دائماً، أن يحسن خلقه ومعاملته لأجيره وخادمه، فلا يشق عليه في العمل بأن يكلفه فوق طاقته، ولا يسيء إليه بالكلام الجارح أو الخشن، ولا ينقص شيئاً من أجره وحقوقه أو ما تعهد أو التزم به إليه ونحو ذلك.
وعرض شيخ الأنبياء على موسى الكليم (عليه السلام) الزواج من إحدى ابنتيه، يدل على جواز عرض الفتاة نفسها للزواج من شاب صالح مؤهل، أو عرض ولي أمرها ذلك، بدون أن ينقص ذلك من قيمتها أو مكانتها أو حيائها أو عفتها أو شرفها أو نحو ذلك، واعتقاد غير ذلك من الأعراف الجاهلية ولا علاقة له بالدين الحنيف والفطرة والطبع السليم والمنطق.
قد قبل موسى الكليم (عليه السلام) العرض من شيخ الأنبياء الكرام (عليه السلام) بشقيه، الزواج من إحدى الفتاتين، والعمل في رعي أغنام الشيخ الجليل. وجعل لنفسه الخيار بالنسبة إلى المدتين اللتين يقضيهما في خدمة الشيخ الجليل: ثماني سنوات، أو عشر سنوات. وتم الاتفاق بينهما على ذلك، ومن أجل استحكام العقد جعلا الله (عز وجل) وكيلاً وشاهداً عليهما، وإليه الحكم والقضاء بينهما لو اختلفا، وفي الحديث الشريف: «إن موسى (عليه السلام) آجر نفسه بعفة فرجه وطعمة بطنه» وفي الحقيقة والواقع أن موسى (عليه السلام) قد وجد في شعيب شيخ الأنبياء وخطيبهم (عليه السلام) أنه استاذٌ وملهمٌ عظيمٌ، تنبع من جوانبه عيون الحكمة والعلم والمعرفة والخبرة الواسعة في الحياة، ويغمر وجوده التقوى والروحانية العالية، ويمكنه أن يروي ظمأه منه .. وفي المقابل: وجد شعيب في موسى الكليم (عليه السلام) التلميذ النجيب اللائق الذى يمتلك كامل الأهلية والاستعداد لكي يفرغ له ما لديه من الحكمة والعلوم والمعارف الإلهية الحقة، وبذلك فقد التقى النور بالنور، ليزداد نوراً على نور، وعليه فقد استجاب الله تبارك وتعالى دعاء موسى الكليم: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}[8]، بأحسن الاستجابة فأعطاه القوة في البدن والنجاة والأمان من الظالمين، وكفل رزقه عشر سنين، ووهب له زوجة مؤمنة صالحة يسكن إليها، وشرّفه بخدمة شيخ الأنبياء الكرام (عليه السلام) وصحبته والتزود من حكمته وعلمه ومواعظه، مما يدل على البركة العظيمة التي يتركها الإخلاص في النية لله رب العالمين، وخدمة الخلق والإحسان إليهم والقيام بقضاء حوائجهم، فببركة دلو من الماء، فتح الله تبارك وتعالى لموسى الكليم (عليه السلام) فصلاً مباركاً جديداً من حياته مليئاً بالبركات والمسرات المادية والمعنوية، بالتفصيل سابق الذكر، قول الله تعالى: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ 26 قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ 27 قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}[9].